منذ اختراع العجلة ذات المحرك التي تسير على أربع، مثل الحيوان، والمصورون مسحورون بهذا الاختراع الذي أحدث ثورة في عالم تنقل الإنسان من منطقة لأخرى. وهناك من يرى أنّ صور السيارات نافست تهافت المصورين على صور النساء. أمّا إذا اجتمعت الاثنتان فإن اللقطة تأخذ بعداً أخاذاً. هل يكون هذا هو السبب في أنّ دعايات تسويق السيارات ارتبطت، غالباً، بعارضات جميلات يقفن بجانب السيارة أو يتمددن على مقدمتها؟
في مؤسسة «كارتييه» في باريس، يقام حالياً معرض كبير للصور الفوتوغرافية التي تحتل السيارة موضوعها الرئيسي. إنّها مجموعة من اللقطات التي يعود بعضها إلى أوائل القرن الماضي، وصولاً إلى تقنيات التصوير بالأبعاد الثلاثة واستخدام الحاسوب في سبر أغوار المركبات وتلوينها ورسم تصاميمها. ونتعرف من خلال المعرض الذي يستمر حتى 24 من الشهر المقبل إلى مصورين من أمثال جاك هنري لارتيغ، الكاتب والرسام الذي كان يعشق السرعة، والأميركي أندرو بوش الذي يعتبر شاهداً على العصر الحديث، أو المصور المالي مالك سيديبي الذي كان يعتبر السيارة من مصادر افتخار صاحبها. ولا يكتفي القائمون على المعرض بتقديم الصور، بل يتبحرون في التوثيق للمصورين ولمسيرة كل منهم. ففي 26 يونيو (حزيران) 1912، تمكن لارتيغ من تخليد مشهد لسيارة شاركت في سباق «الجائزة الكبرى» في حلبة «دييب»، على الساحل الغربي لفرنسا. وقد جمعت تلك الصورة كافة عوامل الإبهار بحيث يمكن اعتبارها شهادة ميلاد لمدنية جديدة.
جاء المعرض بعنوان «أوتو موتو»، وهو يضم 500 لقطة لقرابة 80 مصوراً عالمياً، يقترب بعضها في جماله من اللوحات الفنية، مثل تلك التي تصور عامل ميكانيك ممدد تحت سيارة ولا نرى منه سوى نصف جسمه، أو تلك العائلة الأفريقية التي يقف أبناؤها إلى جانب سيارة من طراز منقرض، أو لقطة لحسناء في سيارة ذات لون وردي صارخ، أو لقطة نادرة لسيارة تبدو وكأنها مركبة تحلق في الأعالي. وإلى جانب الصور المعروضة، يمكن لزائر المعرض أن يشاهد عدداً من الأفلام الوثائقية عن المصورين والتواريخ المهمة في ظهور السيارة وتطورها.
يخبرنا دليل المعرض أنّ السيارة أثارت، منذ ظهورها، دهشة الناس وارتبطت في أذهانهم بالخيالات المدهشة وبالتطور التقني وبعلامات الثراء والنفوذ. فقد كان من يملك سيارة في أوائل القرن الماضي مثل من يملك طائرة خاصة اليوم. كما تدخلت عوامل نفسية معقدة جعلت من السيارات مادة للرغبة وللعنف، بل وارتبطت حتى بالجنس. هل تذكرون آلان ديلون وشيرلي ماكلين في فيلم «الرولزرويس الصفراء»؟
لماذا اجتذبت السيارات اهتمام المصورين؟
معرض في باريس عن أروع اللقطات منذ اكتشاف لعبة الظل والضوء
لماذا اجتذبت السيارات اهتمام المصورين؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة