أشعلت إليسا ليل بيروت أول من أمس، بحفلة غنائية تلألأ فيها قمر ونجوم وفضاء ستّ الدنيا، الذين استحضرتهم صاحبة لقب «ملكة الإحساس» في باقة من أغانيها الرومانسية وأخرى لفيروز والراحلين وردة وعبد الحليم من زمن الفنّ الجميل.
وبأغنية «وحشتوني» للراحلة وردة الجزائرية، استهلّت إليسا حفلتها ضمن مهرجانات «أعياد بيروت» في نسختها السادسة، فشكّلت مسك ختام برنامجها الذي بدأ في 11 يوليو (تموز) الماضي. وكان الآلاف من المعجبين بها قد زحفوا إلى مكان الحفل «مسرح بيال» في وسط بيروت، قبل موعد بدايته بساعات ليتمركزوا على مقاعدهم وهم يحملون الهدايا والورود لتقديمها لمطربتهم المفضّلة في الختام. وما إن أطلّت على الخشبة وهي ترتدي زيّاً برّاقاً، حتى وقف الجميع يهلّل لها تعبيراً عن شوقهم بعد غياب دام نحو سنة، إثر مشاركتها في المهرجان نفسه العام الماضي.
من خلال أغنية الراحلة وردة بادلت إليسا عشّاق فنّها عبارة «أهلاً يا أحلى الحبايب»، وبدت سعيدة ومتشوّقة للقاء جمهور «أعياد بيروت» الذي وعدته في نهاية الحفل بلقائه العام المقبل في المهرجانات ذاتها.
منذ اللحظة الأولى لاعتلائها المسرح شكّلت إليسا حالة من الهيجان لدى جمهور متعطِّش لسماع أغانيها، هي المعروفة بحضورها العفوي وتألّقها وخفّة دمها أثناء إحيائها حفلاتها الغنائية. وبقيت على اتصال مباشر مع الحضور طيلة مجريات الحفل بحيث كانت تقف على طلباتهم التي ومن دون تردد حقّقتها لهم بعد أن خرجت عن البرنامج المقرر لتلك الليلة أكثر من مرة. ووعدت معجبيها بإمضاء سهرة «ولعانة» على طريقتها، فسادت أجواء من الفرح والتفاعل المباشر في القاعة الذي قدّر عدد الحضور فيها بـ5 آلاف شخص.
وألقت إليسا كلمة مقتضبة أشارت فيها إلى أن الحبّ الذي تكنّه لجمهورها ببيروت ولبنان هو الذي يجمعهما كلّ عام في هذه المهرجانات، فيحتفلان معا غناء ورقصاً على الرغم من كلّ شيء. وقالت متوجّهة بكلمة تكريمية للجيش اللبناني: «تحيّة لكلّ فرد من جيشنا الباسل ولا سيما إلى هؤلاء المخطوفين وأتمنّى أن يكونوا أحراراً ويوجدوا بيننا قريباً». ولتصدح بعدها مباشرة بأغنية لفيروز «بقولوا زغيّر بلدي» فراح الجمهور يصفّق لها بحماس بعد أن وقف يلوح بأعلام لبنان وبيافطات تحمل صورها.
لم تهدأ أجواء مسرح «أعياد بيروت» المشتعلة بأغاني إليسا الوطنية «بتتلج الدني» حيناً والعاطفية حينا آخر «لو فيي» و«عابالي حبيبي»، بحيث كان منسوب التفاعل معها من قبل الجمهور مرتفعاً طيلة الوقت. وبلغ ذروته عندما وقف الكبار والصغار يردّدون معها كلمات أغنيتها الشهيرة «سهّرنا يا ليل»، وسادت حالة من التناغم الملحوظ بينها وبينهم إذ أوقفت عزف فرقة الأوركسترا التي كانت ترافقها أكثر من مرة تاركةً للميكروفون، الذي وجّهته نحو الحضور نقل وقائع مدى تفاعله معها بعفوية مطلقة.
وبعد «خدني معك» و«بتمون» و«يا مرايتي» و«أول مرة تحبّ يا قلبي» وفي هذه الأخيرة تركت لنفسها العنان، فرقصت ببراءة الأطفال، وراحت تتنقّل يميناً ويساراً على الخشبة لترضي بإطلالتها جمهورها الغفير، وأعلنت أنها لن تأخذ فترة استراحة كعادتها كلّ عام وبأنّها وبفضل الأجواء المشتعلة بحماس الجمهور ستكمل حفلتها من دون توقّف.
في القسم الثاني من الحفل، غنّت إليسا «قد الأيام» و«أسعد واحدة» و«أنا مجنونة» و«حب كل حياتي» و«عمري ابتدا»، فشهد المسرح حالة هيستيريا لوّنتها لوحة بشرية بحضور جمهور من مختلف الجنسيات العربية (خليجية وأردنية وسورية ومصرية ولبنانية)، فقامت الدنيا ولم تقعد إلاّ بعدما أسكنتها إليسا بأغنية «عكس اللي شايفينها»، وأدّتها بإحساس مرهف رافقها على شاشة عملاقة توسّطت المسرح عرض الكليب المصوّر الخاص بها (إخراج إنجي جمّال)، الذي جسّدت فيه شخصية الراقصة اللبنانية الراحلة داني بسترس، وحقق نجاحاً ملحوظاً لدى جمهورها، واعتبر واحداً من أعمالها الفنية الخارجة عن المألوف.
بقي حماس إليسا حاضراً طيلة وصلاتها الغنائية، وخاطبت بعفويتها المعهودة الحضور لأكثر من مرة طالبة منه أن يزوّدها بأسماء أغانٍ يحب أن يستمع إليها، فلبت طلباته تارة واعتذرت عن أخرى بضحكتها المعروفة قائلة «لا هيدي قديمة كتير صعبة أتذكّرها». ومع «لولا الملامة» و«عايشالك» و«بدي دوب»، علا صراخ الجمهور الذي راح يهتف باسمها، وليهدأ للحظات مع أدائها «لو» الرومانسية بامتياز ولتتبعها بـ«فلّ الحكي» و«خطرنا على بالك» ولتختتم الحفلة كما بدأتها مناجية قمر بيروت مرة جديدة بـ«سهّرنا يا ليل».
غنّت إليسا في آخر حفلات «أعياد بيروت» (من تنظيم شركات «تويوتوسي» و«ستار سيستم» و«برودكشن فاكتوري») لهذا الصيف، حاملة الطاقة الإيجابية وحب الحياة لجمهور يعشق أسلوبها الغنائي، الذي لم يتخلّ عن حماسه وتفاعله معها لنحو ساعتين من الوقت، بعد أن تألّقت حضوراً على المسرح وأطربت بصوتها العذب سماء عاصمة لن يأفُل نجمها مع وجود فنانين من بلد الأَرْز أمثال إليسا، يتعالون على جراح وطن ليبقى سرمديّاً.
إليسا سهرت مع ليل «أعياد بيروت» فكانت مسك ختامها
جمهور بالآلاف غنى معها لنحو ساعتين
إليسا سهرت مع ليل «أعياد بيروت» فكانت مسك ختامها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة