20 عاماً على «حملة الأزرق الكبير» للحفاظ على شواطئ لبنان

أطلقت تطبيقاً إلكترونياً يسهّل مهمّتها

غطّاسون من عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني يشاركون في «حملة الأزرق الكبير»
غطّاسون من عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني يشاركون في «حملة الأزرق الكبير»
TT

20 عاماً على «حملة الأزرق الكبير» للحفاظ على شواطئ لبنان

غطّاسون من عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني يشاركون في «حملة الأزرق الكبير»
غطّاسون من عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني يشاركون في «حملة الأزرق الكبير»

عندما تأسست «حملة الأزرق الكبير» في عام 1997 كان أصحابها يعتقدون أنّ مهمّتهم وهدفها تنظيف الشاطئ اللبناني وحماية بيئته، ستستغرق فقط نحو 5 سنوات. اليوم وبعد مرور 20 عاما على تأسيسها، تواجه واحدة من أسوأ المراحل التي يمكن أن يشهدها بحر لبنان كما وصفتها رئيسة الحملة عفّت إدريس لـ«الشرق الأوسط»: «كدنا نصل إلى شاطئ الأمان في عام 2014 عندما صارت مساحات كبيرة من شاطئنا لا تحتاج إلى حملات تنظيف فتلألأت رمالها الذهبية لترسم مشهدية جميلة لبحر لبنان». مضيفة: «اليوم ومع الأسف عدنا إلى نقطة الصفر لا بل إلى الأسوأ بسبب مكبّات النفايات المنتشرة هنا وهناك من ناحية وبسبب إهمال فظيع يرتكبه اللبنانيون تجاه بيئتهم بحيث صاروا لا يأبهون للأوساخ التي تفترش شاطئهم، لا بل إنهم لا يتوانون أحيانا عن ارتشاف فنجان قهوة وهم يجلسون على كومة من النفايات». هذه الصورة السلبية التي يؤّلّفها واقع أليم يعاني منه اليوم بحر لبنان، بدأ العمل من أجل إزالتها منذ مايو (أيار) الماضي، عندما أطلقت «الأزرق الكبير» حملة «بلا بلاستيك» للحدّ من مخاطر هذه المادة على البيئة والإنسان.
وأوضحت عفّت إدريس: «لقد تفاعل كثيرون مع هذه الحملة حتى إنّ بعض الشواطئ وبمبادرات فردية من أهل منطقتها شاركوا فيها كما في (دالية الروشة) ومنطقة البترون والميناء في طرابلس وغيرها». فهذه الحملة التي تجري على مدار السنة تشهد دعما من قبل تلامذة وطلّاب والجيش اللبناني، ووزارات الداخلية والبلديات والأشغال العامة والنقل والتربية والتعليم العالي إضافة إلى وزارات الصحة والشباب والرياضة والبيئة والسياحة والزراعة، وكذلك مشاركة من قبل قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، وبعض السفارات ومحافظي المناطق الساحلية واتحادات البلديات والمجالس البلدية والمؤسسات التربوية (الجامعات والمدارس) والجمعيات البيئية والاجتماعية والأهلية والكشفية والنوادي الرياضية ونوادي الغوص والمؤسسات التجارية والإعلامية. وتتابع في سياق حديثها، الذي أعلنت فيه عن تطبيق إلكتروني جديد سيطلقونه في مناسبة مرور 20 عاما على تأسيس هذه الحملة وذلك في 17 الحالي «الطريق طويل والمشوار صعب، ولكنّنا متفائلون بنتائج مثمرة سنلمسها قريبا لأنّ البحر كما تعرفون ينظّف نفسه ونحن في موازاة ذلك سنقوم بحملات تنظيف مستمرة للوصول إلى هدفنا». وتحدّثت عن التطبيق قائلة: «هذا التطبيق سيسهم في الحدّ من تلوّث بحرنا بحيث يمكن لأي شخص أن يُعلِمنا عن مشهد يسيء لشاطئنا أو لحيواناتنا البحرية (سلاحف وأحصنة بحرية ودلافين وفقم)، التي بدأت تتأثّر بشكل كبير بالمواد البلاستيكية المرمية هنا وهناك. فهي تتعرّض إلى الاختناق بأكياس النايلون أو تتسمم بفعل تفكك هذه المواد تحت أشعة الشمس ولا سيما تلك من نوع (مايكرو بلاستيك)».
«حملة الأزرق الكبير» وعلى الرغم من هذه الصورة المظلمة التي يعيشها شاطئ لبنان، بدأت تتلمس تطورا في مناطق تسلّمت إدارة شواطئها كما في الرملة البيضا مثلا. «إنّنا نقوم بحملات تنظيف يومية على الشاطئ المذكور ومن يزوره سيستمتع بمشاهدة عائلة من حيوانات الفقمة تعيش في مائه. كما أنّ زوّاره باتوا يشاركوننا همومنا ويساعدوننا في مهمّتنا ولعلّ تلامذة بعض المدارس الذين أخذوا على عاتقهم صناعة أكياس من الخيش والقطن رسموا عليها صور زهور وورود وأشكال جميلة، وزّعوها على روّاد شاطئ الرملة البيضا ليستعملونها بدل أكياس النايلون، هي خير دليل على مدى تقدّمنا في هذا الموضوع الشائك». تشير إدريس وتتابع: «حتى إنّنا خفّفنا من استخدام أكواب البلاستيك بعد أن استبدلناها بأخرى مصنوعة من حامض اللاكتيك الموجود في الذرة والبطاطا قدّمها لنا متطوعون في هذا المجال يساندوننا في عملنا».
8 وزارات وآلاف الأشخاص يدعمون «حملة الأزرق الكبير» لحماية الشاطئ اللبناني التي تشمل 18 منطقة، تمتد من الشمال إلى الجنوب لتصل الشريط الحدودي مروراً بالعدوسية والعباسية وصيدا والصرفند وصور وطرابلس وكفر عبيدا وجبيل وغيرها.
في 5 الحالي، سيتجمّع عدد لا يستهان به من اللبنانيين في العاشرة صباحا في منطقة «دالية الروشة» لتنظيفها فيما يُنظّم أعضاء جمعية «مسعفون بيئيون» في منطقة الميناء البحرية في طرابلس حملة تنظيف كبيرة في 17 الحالي، تزامنا مع احتفال «حملة الأزرق الكبير» بعيدها الـ20.
وفي خضم ورشات تنظيف الشاطئ اللبناني التي يعيشها لبنان في موسم الصيف الحالي، فقد لفتت إدريس إلى ضرورة اتّحاد اللبنانيين في حماية شواطئ بلادهم، التي تعدّ واحدة من أجملها في منطقة الشرق الأوسط وختمت قائلة: «لا أعتقد أنّ المواطن اللبناني لا تهمّه صحّته وصحّة أولاده لأنّنا كلّما تهاونا في نظافة شاطئنا نكون قد ساهمنا في تدميره، ومن هنا فأنا أطلق الصرخة ليؤازرنا الجميع من دون ترددّ، ونحن بانتظارهم في 17 الحالي على طول الساحل اللبناني لنمضي معا ساعات تساهم في تنظيف بيئتنا وحمايتها». وتنهي: «على الدولة اللبنانية أن تصدر قانوناً للحدّ من تلوّث شاطئنا فيحاسب ويعاقب من يخالفه فتستوي الأمور ويصبح التلوّث أقل خطراّ علينا، كما على وزارة البيئة أن تضع خريطة طريق لمنع استخدام المواد البلاستيكية من خلال الحدّ من صناعتها وبيعها ولو أنّ الأمر سيستغرق بعض الوقت».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.