حفتر يأمر قواته بالتصدي للسفن الإيطالية... وروما تعتبر خطوته «دعاية»

القاهرة تعلن نتائج اجتماعات مع وفود من برقة ومصراتة

حفتر يأمر قواته بالتصدي للسفن الإيطالية... وروما تعتبر خطوته «دعاية»
TT

حفتر يأمر قواته بالتصدي للسفن الإيطالية... وروما تعتبر خطوته «دعاية»

حفتر يأمر قواته بالتصدي للسفن الإيطالية... وروما تعتبر خطوته «دعاية»

صعد المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، أمس، من نبرته تجاه إيطاليا، التي بدأت عملية بحرية منفردة باتجاه سواحل ليبيا وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين.
وأصدر حفتر تعليماته إلى رئيس أركان القوات الجوية والبحرية بالتصدي لأي قطعة بحرية تدخل المياه الإقليمية الليبية. وقال مكتب حفتر: إن تعليماته التي صدرت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، بعد ساعات فقط من وصول زورق تابع للبحرية الإيطالية إلى سواحل طرابلس، تتضمن التنبيه على القواعد البحرية الليبية في كل من طبرق وبنغازي وراس لانوف وطرابلس بالتصدي لأي قطعة بحرية تدخل المياه الإقليمية دون إذن من القوات المسلحة الليبية، مع استثناء السفن التجارية المصرح لها بدخول المياه الليبية.
وفي المقابل، قللت الحكومة الإيطالية، وفقا لما أشارت إليه صحف إيطالية أمس، من تهديدات حفتر، ووصفت ما صدر عنه بأنه «مجرد دعاية»، معتبرة أنه «لا يوجد أي خطر حقيقي». ومع ذلك، فقد نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن مصادر حكومية، أن الحكومة الإيطالية ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية تتابع الوضع خطوة بخطوة، مشيرة إلى أن وزير الداخلية ماركو مينيتي يرى أن المصالحة بين الأطراف الليبية المتنازعة تظل أولوية للحل، مع الوضع في الاعتبار كل الأطراف في الساحة الليبية واحتياجاتها ومتطلباتها.
من جانبه، أعلن مجلس النواب الليبي، الموالي لحفتر، رفضه القاطع لأي اتفاقية عقدها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، أو أي طلب قُدم منه لإيطاليا يُسمح من خلاله بانتهاك السيادة الوطنية للبلاد، تحت ذريعة المساعدة وتقديم الدعم لمكافحة الهجرة غير شرعية. واعتبر المجلس المتواجد بمدينة طبرق في بيان له أن مثل هذه الاتفاقيات لا يُعتد بها، إلا إذا كانت عبر السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس النواب، وليس عبر سلطة تنفيذية لم تنل الثقة بعد، وتتم بما يحفظ السيادة الوطنية، ولا تسمح بانتهاك المياه الإقليمية.
كما حذر المجلس من محاولات إيطاليا تصدير أزمة الهجرة غير الشرعية من أراضيها إلى الأراضي الليبية، وذلك من خلال إرجاع العشرات من آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا، وما يترتب على ذلك من آثار أمنية واقتصادية واجتماعية خطيرة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا، وطالب الأمم المتحدة باتخاذ موقف من انتهاك سيادة ليبيا، الدولة العضو بالأمم المتحدة، وإيطاليا بالالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية بشأن احترام سيادة الدول.
وبدأت إيطاليا أول من أمس عملية بحرية محدودة لمساعدة خفتر السواحل الليبي على الحد من تدفق المهاجرين، وهي القضية التي أصبحت مصدرا للجدل السياسي قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها العام المقبل. ودخلت سفينة دورية إيطالية المياه الليبية، وتوجهت صوب ميناء طرابلس بعد دقائق من موافقة البرلمان على المهمة، في حين من المتوقع أن تنضم لها سفينة ثانية خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت إيطاليا عن العملية الأسبوع الماضي، وشددت على أنها جاءت بناء على طلب من حكومة السراج، علما بأنها كانت تأمل في بداية الأمر إرسال 6 سفن إلى المياه الإقليمية الليبية، لكن تم تقليص حجم العدد بعد احتجاجات من طرابلس.
وفي خطوة رافضة للتحرك الإيطالي في ليبيا، رفع مواطنون في طرابلس ملصقا لبطل المقاومة الليبي عمر المختار، الذي حارب الحكم الإيطالي في ليبيا خلال عشرينات القرن الماضي، فوق الساحة الرئيسية بالعاصمة، وكتب عليه «لا لعودة الاستعمار».
في غضون ذلك، أعلنت اللجنة المصرية المعنية بليبيا، والتي يترأسها الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب الجيش المصري، انتهاء الاجتماع الذي عقد على مدار ثلاثة أيام في القاهرة بين وفدين ليبيين من برقة ومدينة مصراتة.
وقال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري في بيان رسمي: إن الاجتماع شهد لقاءات ومشاورات بشكل منفرد مع كل وفد على حدة، ثم بشكل مشترك مع ممثلين عن الوفدين دون شروط مسبقة». ولفت إلى وجود توافق بين جميع الحاضرين على عدة ثوابت، أبرزها التأكيد على وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها وسلامتها، والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي الليبي، والتأكيد على حرمة الدم الليبي وتعزيز المصالحة الوطنية، إضافة إلى العمل على إعادة بناء الدولة ودعم مؤسساتها ولُحمة شعبها، ورفض وإدانة كل أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، ومكافحة أشكال التطرف والإرهاب كافة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.