داعش «يستميت» للبقاء في الرقة... والنظام يتقدم إلى دير الزور

موسكو تكثّف عملياتها الجوية في المنطقة

TT

داعش «يستميت» للبقاء في الرقة... والنظام يتقدم إلى دير الزور

تواجه «قوات سوريا الديمقراطية» كما قوات النظام السوري هجمات «معاكسة وشرسة» لتنظيم داعش داخل مدينة الرقة، معقله شمال البلاد، كما في الريف الجنوبي بحيث - وعلى حد تعبير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» - يستميت للإبقاء على وجوده الذي تقلص إلى أقل من 10 في المائة في المحافظة ككل. وتكثف موسكو من حملتها الجوية في المنطقة بإطار الدعم الكبير الذي تقدمه لقوات النظام والمسلحين الداعمين لها الذين يتقدمون على حساب التنظيم المتطرف، باتجاه محافظة دير الزور.
وأعلن «المرصد السوري» أن «داعش» بدأ ليل الثلاثاء - الأربعاء هجمات معاكسة عبر مجموعات من عناصره مصحوبة بآليات مفخخة «مستميتاً للمحافظة على بقائه في الرقة»، لافتاً إلى أن الاشتباكات بين عناصر التنظيم وقوات النظام تترافق مع قصف متبادل من قبل الطرفين.
وأوضح المرصد أن النظام السوري تمكن في الأيام الماضية من السيطرة على أجزاء واسعة من ريف الرقة الجنوبي الشرقي، «حتى أن قواته وصلت خلال الـ24 ساعة الفائتة، إلى مسافة 6 كيلومترات عن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة مع ريف دير الزور الشمالي الغربي، وعلى بعد 6 كيلومترات كذلك، عن الميادين، أكبر مدينة لا يزال (داعش) يسيطر عليها قرب الضفاف الجنوبية من نهر الفرات بالريف الشرقي للرقة».
وقال ناشطون إن الطيران الروسي كثّف من غاراته الجوية على قرى ريف الرقة الشرقي، ضمن الدعم الذي يقدمه لقوات النظام في المنطقة. وتحدثت «حملة الرقة تذبح بصمت» عن «عدّة غارات جوية شنها الطيران الروسي في ساعات صباح الأربعاء على بلدة معدان في ريف الرقة الشرقي، وقرية الغانم العلي والتي لم تهدأ الغارات عليها منذ الثلاثاء». وأكدت وكالة «أعماق»، التابعة للتنظيم، تكثيف القصف الجوي، وأشارت إلى أنه أوقع عشرات الجرحى من المدنيين.
وبالتزامن مع تصديه لحملة النظام في الريف الجنوبي للرقة، واصل «داعش» عملياته داخل المدينة في محاولة لإبطاء تقدم «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن. وأعلنت هذه القوات أمس أنّها أفشلت هجوما جديدا لـ«داعش» بمجموعة من العربات والدراجات النارية المفخخة بحي نزلة شحادة جنوب المدينة، في ساعات الصباح الأولى، «قُتِلَ خلاله 14 من عناصر التنظيم». وأكد قائد عسكري تحدثت إليه وكالة الأنباء الألمانية، أن «مسلحي (داعش) شنوا هجوماً هو الأعنف على الحي الذي فقدوا السيطرة عليه أول من أمس مستخدمين 3 سيارات مفخخة، وتم قتل 13 عنصرا من مجموعاته المهاجمة».
وتحدثت «قسد» عن استمرار الاشتباكات في حيي الرقة القديم شرق المدينة، والبريد شمال غربي المدينة، فيما أكّدت الناطقة باسم حملة «تحرير الرقة» جيهان شيخ أحمد، أن «قسد» تسيطر حاليا على نحو 45 في المائة من مدينة الرقة، مشيرة إلى «كسر خط الدفاع الثاني لـ(داعش) في المدينة السورية». وأوضحت أحمد أن المعارك ضد التنظيم تدور بقوة في أطراف المدينة الأربعة وفي 6 أحياء أخرى.
من جهته، أعلن «المرصد السوري» أمس عن «مقتل 4 عناصر من (سوريا الديمقراطية)، في القصف والاشتباكات المستمرة مع (داعش) في مدينة الرقة، ليرتفع إلى 14 على الأقل عدد الذين جرى توثيقهم وتشييعهم خلال الـ24 ساعة الفائتة، ممن قضوا في الظروف ذاتها».
أما وكالة «آرا نيوز» فنقلت عن مصدر في «قسد»، تأكيده مقتل 11 مسلحاً من «داعش» في حي نزلة شحادة بالرقة، «خلال محاولتهم الالتفاف حول نقاط قوات (غضب الفرات)». كما نشرت «قوات سوريا الديمقراطية» صوراً لمقاتليها قالت إنها داخل بلدة العكيرشي بريف الرقة الجنوبي، نافية سيطرة النظام على البلدة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.