نقاط مراقبة روسية في غوطة دمشق وجنوب سوريا

موسكو تعلن أن المحادثات مستمرة للتوصل إلى اتفاق في إدلب

جلسة إحاطة في وزارة الدفاع الروسية وفي الخلفية شاشة تظهر توزيع الشرطة لمراقبة خفض التصعيد في سوريا (أ.ب)
جلسة إحاطة في وزارة الدفاع الروسية وفي الخلفية شاشة تظهر توزيع الشرطة لمراقبة خفض التصعيد في سوريا (أ.ب)
TT

نقاط مراقبة روسية في غوطة دمشق وجنوب سوريا

جلسة إحاطة في وزارة الدفاع الروسية وفي الخلفية شاشة تظهر توزيع الشرطة لمراقبة خفض التصعيد في سوريا (أ.ب)
جلسة إحاطة في وزارة الدفاع الروسية وفي الخلفية شاشة تظهر توزيع الشرطة لمراقبة خفض التصعيد في سوريا (أ.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس نشر نقاط مراقبة على طول خطوط التماس، وحواجز على المعابر، عند منطقتي التهدئة في جنوب غربي سوريا وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في وقت اقترحت فيه موسكو محادثات للتوصل إلى اتفاق بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب. وقال الجنرال سيرغي رودسكوي، مدير العمليات في هيئة الأركان الروسية أمس إن «قوات الشرطة العسكرية الروسية، وبهدف ضمان نظام وقف الأعمال القتالية، قامت يومي 21 و22 يوليو (تموز) الحالي، بنشر حاجزين (على المعابر)، و10 نقاط مراقبة على طول خطوط التماس بين الأطراف في منطقة خفض التصعيد المتفق عليها جنوب غربي سوريا». وأشار إلى أن «هذه الإجراءات تسمح بدعم نظام وقف إطلاق النار، وعبور المساعدات الإنسانية دون عراقيل، وعودة اللاجئين والمهجرين».
وكانت روسيا والولايات المتحدة والأردن أعلنت عن التوصل لاتفاق هدنة في جنوب غربي سوريا، بدأ العمل به منذ يوم التاسع من يوليو، وكانت إسرائيل على علم بالاتفاق. وأكد المسؤول العسكري الروسي أن موسكو أبلغت مسبقاً الولايات المتحدة والأردن وإسرائيل بنشر نقاط المراقبة والحواجز في المنطقة.
كما قامت وزارة الدفاع الروسية أمس بنشر نقاط مراقبة وحواجز على طول خطوط التماس في منطقة التهدئة في الغوطة الشرقية، وذلك بموجب اتفاق بهذا الخصوص، توصل له ممثلون عن روسيا والمعارضة السورية خلال محادثات جرت أخيراً في القاهرة برعاية مصرية. وقال الجنرال رودسكوي: «اليوم (أمس)، وبموجب الاتفاقية ذات الصلة، قامت الشرطة العسكرية في منطقة الغوطة الشرقية بإقامة حاجزين للعبور، و4 نقاط مراقبة». ولن تشارك أي قوات غير الشرطة العسكرية الروسية في أعمال المراقبة هناك، وفق ما أكد منذر إقبيق، المتحدث الرسمي باسم «سوريا الغد» في تصريحات لوكالة «ريا نوفوستي»، وقال إقبيق إن المعارضة السورية وافقت على مشاركة روسيا فقط بالمراقبة في منطقة التهدئة في الغوطة الشرقية، وأكد أن «القوات الإيرانية لن تشارك في المراقبة، وبموجب الاتفاقية وافقت المعارضة على قوات روسية فقط».
وتشعر روسيا بارتياح بشكل عام لنتائج اتفاقي الهدنة في جنوب غربي سوريا وفي الغوطة الشرقية. وقال الجنرال رودسكوي بهذا الخصوص إنه «بفضل التدابير التي اتخذها الجانب الروسي تم إيقاف العمليات القتالية في منطقتين غاية في الأهمية في سوريا».
وبالنسبة إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب، أكد رودسكوي أن المشاورات حولها ما زالت مستمرة، وبعد التوصل لاتفاق بشأنها ستواصل الدول الضامنة العمل في آستانة، أي ستعقد لقاءً جديداً هناك.
وتوقف رودسكوي عند النتائج الميدانية للجهود في مجال إقامة مناطق خفض التصعيد والاتفاق على هدن في مناطق من سوريا، وقال إن معطيات وزارة الدفاع الروسية تشير إلى تراجع خروق وقف إطلاق النار في سوريا ومستوى العنف بمرة ونصف خلال الأسبوعين الماضيين، مقارنة بما كان الوضع عليه خلال الفترة ذاتها من شهر يونيو (حزيران) الماضي.
من جانب آخر، يرى مدير العمليات في هيئة الأركان الروسية أن اتفاقات الهدنة ساعدت النظام السوري في الإفادة من جزء من قواته ونقلها لمواصلة العمليات ضد «داعش» بدعم من القوات الجوية الروسية.
من جهة اخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث أمس لوسائل لإعلام كردية، إن «اللقاء الأول بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في هامبورغ يوم 7 يوليو (تموز) بعد ثلاث محادثات هاتفية، والاتفاق خلال ذلك اللقاء على منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا، مثال واضح يثبت أنه بوسعنا العمل معا وإيجاد حلول لمصلحة تسوية مختلف النزاعات الإقليمية وبصورة أوسع للمشاكل الدولية».
إلى ذلك أعلن مركز حميميم أن أول قافلة مساعدات إنسانية ستدخل إلى الغوطة الشرقية اليوم الثلاثاء، وستكون محملة بالمواد الغذائية والطبية وغيرها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.