الاستخبارات الأميركية تساعد «الإنتربول» على تحديد هوية عشرات من عناصر «داعش»

كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا

TT

الاستخبارات الأميركية تساعد «الإنتربول» على تحديد هوية عشرات من عناصر «داعش»

قالت وكالة الشرطة الدولية (الإنتربول) إنها حصلت على معلومات، كانت جمعتها أجهزة الاستخبارات الأميركية في العراق وسوريا؛ مما ساهم في تحديد أسماء العشرات من عناصر «داعش»، والموالين له، من المشتبه في تورطهم بالتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا. وحسب وسائل إعلام أوروبية، فقد أعلنت شرطة «الإنتربول» قائمة من 173 إرهابيا ينتمون إلى «داعش»، يعتقد أنهم تلقوا تدريبات لتنفيذ هجمات في أوروبا، انتقاما للهزائم التي تعرض لها التنظيم في الشرق الأوسط، حسبما أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية. وتعتقد دول أوروبية عدة، أنه مع تراجع «داعش» في العراق وسوريا، فإن مخاطر شن متطرفي التنظيم لهجمات في القارة تتزايد، ولا سيما مع عودة بعض المتشددين الأوروبيين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط إلى بلادهم. ورغم عدم وجود أدلة على دخول أي من الشخصيات المشمولة في القائمة إلى أوروبا، فإن المخاوف من عودة محتملة لمتشددين أوروبيين دفعت الإنتربول إلى تحذير دول القارة. وحسب الشرطة الدولية، فإن المتطرفين المدرجين على القائمة «ربما تلقوا تدريبات لصنع أجهزة متفجرة في هجمات توقع قتلى ومصابين، ويعتقد أن بإمكانهم السفر عبر الدول للمشاركة في أنشطة إرهابية». يشار إلى أن «داعش» يتلقى ضربات قوية في أهم معاقله بالشرق الأوسط، ولا سيما بمدينتي الموصل العراقية التي تم تحريرها بالكامل من التنظيم، والرقة السورية حيث تدور معارك منذ أسابيع لطرد المتشددين منها. وخلال السنوات القليلة الماضية، شهدت مدن أوروبية عدة هجمات دامية قتل خلالها المئات، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها. وفي مطلع الشهر الحالي، أعلنت وكالة العدل الأوروبية (يوروجست)، أحدث تقرير لها، حول ملف التطرف والمقاتلين الأجانب، وحسب ما ذكر مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، فقد جرى الإعلان عن محتوى التقرير الجديد، أمام أعضاء لجنة الحريات المدنية في المؤسسة التشريعية الأعلى بالاتحاد الأوروبي.
وخلال عرض التقرير من جانب رئيسة وكالة العدل الأوروبية ميشيل كونينكس، تناولت الأخيرة وجهات نظر الوكالة الأوروبية حول ظاهرة المقاتلين الأجانب، ومدى استجابة العدالة الأوروبية للتعامل مع هذا الأمر، وقدمت المسؤولة الأوروبية لمحة عامة حول التطورات المتعلقة بملف المقاتلين الأجانب والتطرف خلال الفترة من 2012 إلى 2016 ومدى الاستجابة لهذا الأمر، من جانب الجهات القضائية في الدول الأعضاء، وأيضا أسلوب العمل في مجال مواجهة الفكر المتشدد واستراتيجية التعامل مع العائدين من مناطق الصراعات..
وحذرت «يوروجست»، من المخاطر المترتبة على عودة أسر الجهاديين الأوروبيين المتواجدين في أماكن النزاعات في سوريا والعراق. وأشار التقرير السنوي لـ«يوروجست» ومقرها لاهاي الهولندية، إلى أن عدد المقاتلين العائدين من سوريا العراق لم يتزايد في الفترة الأخيرة، ولكن «من الممكن أن يتم نقلهم إلى أماكن أخرى»، حسب ميشيل كونيكس، رئيسة الوكالة، التي أشارت إلى وجود عوامل جديدة يتعين الانتباه إليها في التعامل مع ظاهرة ما يُعرف إعلامياً بالمقاتلين الأجانب، ألا وهو إشكالية التعامل مع عائلاتهم وأطفالهم. ودعت رئيسة «يوروجست»، السلطات المعنية في الدول الأعضاء، إلى إعطاء الأهمية الكافية لنساء وأطفال المقاتلين المتشددين، باعتبار أنهم أهم العائدين حالياً إلى دول أوروبا، حيث «يتعين على السلطات تقدير مدى خطورة كل فرد منهم على حدة»، حسب تعبيرها.
وجاء ذلك بعد أن أفادت دراسة عن الاعتداءات الإرهابية في الغرب بأن معظم المهاجمين في أوروبا والولايات المتحدة هم في أواخر العشرينات، ولديهم سجل جنائي سابق ارتكبوا اعتداءاتهم دون تنسيق مع تنظيم داعش. وأوضحت الدراسة، أنه منذ إعلان تنظيم داعش ما سماها «الخلافة» في يونيو (حزيران) 2014، تم تنفيذ 51 اعتداء في ثماني دول غربية.
الدراسة بعنوان «التطرف والهجمات الإرهابية في الغرب» أعدها خبراء في جامعة جورج واشنطن الأميركية، ومعهد الدراسات السياسية الدولية الإيطالي، ومركز «إي سي سي تي» لمكافحة الإرهاب في لاهاي. وفرنسا الأكثر عرضة للاعتداءات التي بلغ عددها 17، تليها الولايات المتحدة مع 16 هجوما، ثم ألمانيا التي طالتها 7 هجمات. ونفذ 65 مهاجما الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل 395 شخصا وإصابة 1549 آخرين على الأقل.
وبلغت نسبة الذين كانوا معروفين لدى السلطات الأمنية قبل ارتكاب اعتداءاتهم 82 في المائة، بينهم 57 في المائة لديهم سجل جنائي سابق، و18 في المائة سبق وإن تعرضوا للسجن. وتم قتل 43 مهاجما، واعتقل 21 في حين لا يزال شخص واحد هاربا. وبلغ متوسط أعمار المهاجمين 27 عاما وثلاثة أشهر. وبلغ عمر أصغرهم 15 عاما وأكبرهم 52 عاما. وبين المهاجمين امرأتان. كان 73 في المائة من المهاجمين من حملة جنسيات البلدان التي ارتكبوا فيها اعتداءاتهم، و14 في المائة منهم لديهم إقامة قانونية و5 في المائة منهم كانوا لاجئين أو طالبي لجوء. وكان 6 في المائة منهم يقيمون في البلدان التي نفذوا فيها الاعتداءات بشكل غير قانوني أو ينتظرون الترحيل. كما أن 17 في المائة من المهاجمين كانوا اعتنقوا الإسلام. وأكدت الدراسة، أن 18 في المائة فقط من المهاجمين كانوا أجانب، وفي 8 في المائة فقط من الهجمات صدرت الأوامر مباشرة من تنظيم داعش. كما أشارت إلى أنه في 66 في المائة من الحالات، كان للمهاجمين اتصالات مع تنظيم داعش لكنهم تصرفوا بمفردهم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».