ظريف يدافع عن دور إيران الإقليمي و يهدد بالانسحاب من «النووي»

جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية
جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية
TT

ظريف يدافع عن دور إيران الإقليمي و يهدد بالانسحاب من «النووي»

جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية
جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية

قال جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية، في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، أول من أمس، إن مشروع «مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار» الذي يفرض عقوبات على إيران وروسيا، والمطروح حالياً أمام مجلس النواب الأميركي، «ينتهك الاتفاق النووي»، متوعداً بخطوة إيرانية مماثلة.
وشدد وزير خارجية إيران على تمسك بلاده بالاتفاق النووي بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهماً الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة عرقلة هذا الاتفاق، وفرض عقوبات مستمرة على طهران.
وأضاف: «نصت خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) على الصواريخ التي صممت لحمل الرؤوس النووية... وبما أن إيران لا تمتلك أي رأس نووي، لذا لا تعمل على تصميم مثل هذه الصواريخ، بيد أن الصواريخ هي وسائل دفاعنا، وهذا الموقف ملتزمون به، ونأمل من باقي الدول اتخاذ مثل هذا الموقف».
وقبل إلقاء الخطاب بساعات نشر موقع «نشنال اينترست» حواراً مع ظريف قال فيه إن «خيار الانسحاب من الاتفاق النووي مطروح أمام إيران إن لم تلتزم واشنطن في الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي».
ودافع ظريف عن حضور إيران العسكري في بعض دول المنطقة، وقال إنه «يقتصر على إيفاد المستشارين العسكريين إلى هناك»، مضيفاً، أننا «لا نبحث عن التواجد العسكري في أي من دول المنطقة ومن هذا المنطلق فإن حضورنا يأتي في إطار القوانين الدولية، وعلى أساس طلب حكومات تلك الدول». ورأى أن إرساء الأمن والاستقرار في أي بلد، هو مسؤولية تقع على عاتق الشعب والقوات العسكرية، «فيما يقتصر دور الأجانب على تقديم المساعدات».
وفي حين كان ظريف يلقي خطابه أمام مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، تظاهر العشرات من الإيرانيين المقيمين في نيويورك، احتجاجاً على استضافته في المجلس.
كما علق ظريف على استفتاء استقلال كردستان العراق المقرر نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وقال إن استفتاء استقلال كردستان العراق «قرار غير صائب، وستكون تداعياته كارثية على أمن العراق والمنطقة».
وانتقد ظريف سياسات الإدارة الأميركية قائلاً: «لو أرادت أميركا يوماً ما أن تعمل على تغيير سياساتها، فإنها ستعاني من شبكة العقوبات المتشابكة... على أي حال استخدام أداة الحظر لن يكون بنّاءً».
وأشار ظريف إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأخرى التي تتهم سوريا باستخدام أسلحة كيماوية فهذا كلام «غير صحيح»، مطالباً بضرورة إجراء تحقيقات في هذا المجال، وفق آليات محددة يمكن استخدامها لهذا الغرض، معتبراً أميركا «هي من تلعب دور المدّعي العام، والمراقب، والقاضي في وقت واحد».
وتابع قائلاً إننا «نشك بشكل جاد في صحة المزاعم الأميركية بشأن لجوء الحكومة السورية إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة خان شيخون في إدلب، واقترحنا تشكيل فريق للتحقيق وإيفاده إلى قاعدة الشعيرات الجوية لدراسة ما تبقى من بقايا استخدام الأسلحة الكيماوية، إلا أنهم رفضوا هذا الاقتراح».



إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.