صديقة أوباما السابقة: لا يحب شيئاً قدر حبه للثناء

كتاب أميركي يكشف أنه تزوج بامرأة سوداء لأسباب سياسية

الناشر: «ويليام مورو (نيويورك)».
الناشر: «ويليام مورو (نيويورك)».
TT

صديقة أوباما السابقة: لا يحب شيئاً قدر حبه للثناء

الناشر: «ويليام مورو (نيويورك)».
الناشر: «ويليام مورو (نيويورك)».

في انتظار كتاب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بالاشتراك مع زوجته ميشيل (تعاقدا مع دار نشر ستدفع لهما 50 مليون دولار تقريبا)، يظهر هذا الكتاب الجديد لديفيد غارو: «نجم صاعد: صنع باراك أوباما»، وهو يتميز على كتب أخرى كثيرة عن أوباما بأنه يستعرض حياته وإنجازاته حتى خروجه من البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي، ويركز على حياته أكثر من إنجازاته، هذه الحياة التي قسمها أوباما، حسب الكتاب، إلى أقسام؛ كأن بعضها منفصل بعض: الدراسة، والعمل، والحب... إلخ.
وكشف الكتاب تفاصيل لم تكشفها كتب أخرى، ومنها تفاصيل عن علاقته بالمرأة التي كان سيتزوجها أوباما بدلا من ميشيل. بالطبع، لم يكن سرا أنها شيلا جاغر (الآن أستاذة في جامعة). لكن الكتاب نقب في التفاصيل، وذكر أن أوباما لم يحبها فقط، بل عرض عليها أن يعيشا معا قبل الزواج، ليقدرا على اختبار قدرتهما على زواج طويل المدى. فعلا عاشا معا. لكن، فجأة، بحث أوباما عن امرأة أخرى، وكانت ميشيل.
على هذا ينتقد الكتاب أوباما نقدا شخصيا وجارحا. يقول: «تولد عنده إحساس بأنه يمتلك قدرة حديدية على أن يفعل أي شيء. لكن، كان في داخل الأعماق فراغ أجوف».
ويبدو أن المؤلف تأثر بمقابلاته مع شيلا، التي، رغم مرور 30 عاما تقريبا على هجر أوباما لها، «تظل تحس بالنفاق من جانب أوباما». تقول: «لا يحب أوباما شيئاً مثل حبه للثناء والإعجاب. أحببته كثيرا، وأثنيت عليه كثيرا. لكن، يبدو أنه وجد من يفعل ذلك أكثر منى بمرات مضاعفة».
في عام 1985. تصادق أوباما وشيلا بعد أن التقيا في كلية القانون بجامعة هارفارد. بعد عام، عاد أوباما إلى شيكاغو، ليتدرب في مكتب محاماة. هناك قابل لأول مرة ميشيل التي كانت تتدرب أيضا.
بعد 30 عاما، اشتكت شيلا لمؤلف الكتاب من أن أوباما لم يكن «نزيهاً»؛ لا في بداية علاقته مع ميشيل، ولا في وقت لاحق. لقد قطع أوباما فجأة علاقته معها، كما تقول. وبعد أن تزوج ميشيل، لم يكتب لها غير رسالة واحدة. أما مؤلف الكتاب فيقول إن أوباما تعمد هجر شيلا لأنها بيضاء، وتعمد زواج ميشيل لأنها سوداء.
يبدو أن أوباما مال نحو السواد، ليس فقط فخرا به، وبتراثه الأسود، ولكن لأنه كان يريد أن يكون سياسيا. (قالت شيلا إن أوباما، عندما كان عمره 25 عاما، قال لها إنه يريد أن يكون رئيسا للجمهورية يوما ما).
ويذكر الكتاب أن «أوباما حسم هويته منذ وقت مبكر، فقدم نفسه بصفته أسود ليمثل السود، ليس فقط بسبب اللون، ولكن، أيضا، بسبب الظلم الذي كان يتعرض له السود». ويذكر أيضاً قول أوباما لصديق له: «كيف سأمثل السود وزوجتي بيضاء؟».
وينقل الكاتب عن صديق ثالث روايته عن حصول حوار ساخن بين أوباما وشيلا، عن هذا الموضوع. فقد قال لها أوباما: «كيف سأمثل السود وزوجتي بيضاء؟»، فهاجت شيلا، وتحدثت، وهي تبكى، عن «الحب الذي يجمعنا». ثم صرخت به: «لا، لا، لا. ليس هذا سبباً كافياً لهجري».
لكن، كان أوباما قد حسم الموضوع، وفضل طموحه السياسي على الحب. وفي الصيف التالي، عندما عاد من هارفارد إلى شيكاغو، عاد مع ميشيل، لا مع شيلا.
«نجم صاعد: صنع باراك أوباما».
المؤلف: ديفيد غارو.



«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
TT

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة من خلال حديث مطول أدلى به لمحرر المذكرات ومؤلف الكتاب الصحافي سيد محمود سلام. ورغم أن حديث الذكريات هنا يشمل محطات مختلفة، فإن الكتاب يركز بشكل خاص على مرحلة النشأة والطفولة وما اكتنفها من اكتشاف الفنان في سنوات التكوين الأولى لعالم الأدب وخصوصية مدينته بورسعيد، مسقط رأسه.

ويشير محمود ياسين إلى أن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر، وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها. ويرى أنه كان طفلاً محظوظاً لأنه نشأ في أسرة تعد الثقافة جزءاً مهماً من تكوين أبنائها، وكان ترتيبه السادس بين أشقائه العشرة، وقد تأثر في طفولته بشقيقه الأكبر فاروق: «إذ فتح عيني على شيء اسمه الكتاب بمعناه الواسع. كان يتسلم الكتب ويذهب إلى المدرسة، لكن فاروق كانت له في البيت مكتبة خاصة عبارة عن خزانة كبيرة في الحائط صُممت على الطراز الفرنسي تضع فيها الوالدة الفخار وقطع الخزف الصيني وكؤوس الزجاج وأشياءها الخاصة، فصنع منها مكتبة بعرض الحائط بعد أن أقنعها بذلك حيث كانوا يقطنون في فيلا من دورين تابعة لشركة قناة السويس التي كان يعمل بها والده، وعاشوا فيها ما يزيد على 25 عاماً».

ظل فاروق يشتري الكتب باستمرار مثل سلسلة «اقرأ» التي كانت تصدر ملخصات لعيون الأدب العربي والعالمي والسير الذاتية مثل السيرة الذاتية لطه حسين ودوستويفسكي ومكسيم غوركي وأنطون تشيخوف، فضلاً عن عيون الأدب الفرنسي مثل مؤلفات غي دي موباسان. كانت السلسلة تصدر كتيبات لكل كتّاب ومفكّري العالم، فالتراث الإنساني كله أنتجته سلسلة «اقرأ»، وقد جمعه فاروق في مكتبته وأيضاً سلسلة أخرى بعنوان «كتابي» جمعها أيضاً في المكتبة.

قرأ محمود ياسين في صغره معظم دواوين الشعراء العرب وعبقريات العقاد في مكتبة شقيقه، فضلاً عن كتب سلسلة «الكتاب الذهبي» التي تعرّف فيها على محمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي. كما كان الشقيق الأكبر فاروق شغوفاً باقتناء الكتب والمطبوعات الثقافية مثل مجلة «الهلال» حتى إنه يشتري الكتب بمصروفه الشخصي المحدود. ولم يكن الطفل محمود يشغل نفسه بشراء الكتب، لكن يده بدأت تمتد إلى مكتبة شقيقه، فغضب بشدة من استعارته كتبه؛ وذلك خوفاً من ألا تلقى الاحترام ذاته الذي تلقاه عنده تلك المكتبة التي كوّنها واشتراها من مصروفه. لكن عندما اطمأن لشقيقه، بدأ يشجعه مع بعض النصائح خوفاً على هذه الكتب. وبدأ الشقيق الأصغر في متابعة المسرحيات المترجمة بشكل خاص، لا سيما أعمال وليام شكسبير وهو ما أثار دهشة وإعجاب فاروق حين رأى شقيقه لا يفوّت نصاً للكاتب العالمي، سواء في سلسلة «كتابي» أو نظيرتها «اقرأ».

ويشير محمود ياسين إلى أن أبناء بورسعيد يتشابهون في ملامحهم وتكوينهم؛ لأن هذه المدينة تترك بصماتها على أبنائها، فهي بلد مفتوح على الدنيا ويُطل على أوروبا، فهناك شاطئ بحر وفي الأفق عالم آخر يجب أن تحلم به. إنها مدينة وسط جزر من المياه، فتأثر بهذه الخصوصية الجغرافية وما أكسبته لسكانها من حس حضاري لافت.

يقول محمود ياسين في مذكراته إن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها.

امتزجت شخصية محمود ياسين بالبحر المتوسط الذي تطل عليه مدينته، فهو مثله تراه شديد الهدوء تارة، شديد الصخب تارة أخرى. يقول: «إن أخلاقي كأخلاق البحر وطبيعتي تشبهه، فأنا في شهري سبتمبر وأكتوبر أكون هادئاً هدوءاً غريباً وعندما تنظر إليّ تشاهد ما في أعماقي، وإذا تحدثت إليّ يمكنك أن تكتشف كل شيء. أما الشخص الصاخب العصبي فهو أيضاً أنا ولكن في شهر يناير، وكذلك البحر بـ(نواته) وأمواجه المتلاطمة. لا أحب شهر يناير، قد يكون لأنه بداية عام لا أعلم ما يخبئه، وحين راقبت نفسي وجدت أنني في مواسم أكون هادئاً وأخرى أكون صاخباً وهذا هو حال البحر».

كانت حياة الصبي محمود ياسين قبل التمثيل غير مستقرة، كأنه يبحث عن شيء يسعده. كان يراقب شقيقه فاروق، الممثل العظيم بقصور الثقافة، وتعلم منه كيف يحب الريحاني. يشاهده فيشعر بأنه يمتلك عالم التمثيل بين عينيه، نظراته، تأمله، صوته حتى وهو يغني بصوتٍ أجش تستسيغ غناءه من هذه الحالة التي لاحظها وتأثر بها. أحبَّ التمثيل وشعر بأنه الشيء الذي يبحث عنه، إنه عالمه المفقود، به ستكتمل حياته.

اللافت أن التمثيل منذ البدايات الأولى بالنسبة لمحمود ياسين «حالة»، إنه بمثابة «عفريت» يتجسد في الشخص المحب له، فكان يسعد بالمشاهد التي يمثلها في نادٍ يسمى «نادي المريخ» ببورسعيد وهو طفل. وكوّن هو وزملاؤه فرقة مسرحية، مع عباس أحمد الذي عُرف بأشهر مخرجي الثقافة الجماهيرية، وله باع طويل وأثر في حياته كصديق ورفيق رحلة كفاح، هو والسيد طليب، وكانا أقرب صديقين له، سواء على مستوى هواية التمثيل أو الحياة.

ويروي كيف كان يقدم مسرحية على خشبة مسرح صنعوه بأنفسهم من مناضد وكراسي متراصة، وفي قاعة تسع 100 شخص، فلمح والده، وكانت المرة الأولى التي يمثل فيها ويشاهده أبوه، وإذا به يبتسم له ابتسامة هادئة، اعتبرها أول تصريح رسمي منه بموافقته على دخوله هذا المجال. ويذكر أيضاً أن من بين العمال الذين تأثر بهم محمود عزمي، مهندس الديكور العبقري، الذي لم يحصل على أي شهادات دراسية ولم يلتحق بالتعليم، لكنه كان يهوى الرسم ويصمّم ديكورات أي نصوص سواء عربية أو عالمية ببراعة مدهشة.