الحريري يجدد الغطاء السياسي للجيش... والطيران السوري يواصل قصف أراضٍ لبنانية

قال إنه سيتسلم نتيجة التحقيق بوفاة 4 موقوفين سوريين خلال أيام

الحريري اجتمع أمس مع وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
الحريري اجتمع أمس مع وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري يجدد الغطاء السياسي للجيش... والطيران السوري يواصل قصف أراضٍ لبنانية

الحريري اجتمع أمس مع وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
الحريري اجتمع أمس مع وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)

قطع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الطريق على من قال إنهم «يحاولون الاصطياد بالماء العكر، وخلق احتقان بين القوى العسكرية واللاجئين السوريين»، مؤكداً بعد اجتماع ضمّه إلى وزير الدفاع يعقوب الصراف، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، أن المؤسسة العسكرية تحظى بالدعم السياسي الكامل، واصفاً العملية التي نفذت مؤخراً في بلدة عرسال شرق لبنان، وتم خلالها توقيف أعداد كبيرة من اللاجئين، بعد قيام 5 انتحاريين بتفجير أنفسهم، بـ«الناجحة جداً».
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة الجيش مرتاحة كثيراً لنتائج اللقاء الذي تم في السراي الحكومي»، لافتة إلى أن «العماد عون (قائد الجيش) تلقى دعما سياسيا كبيرا لاستمرار الجيش بمهمته في محاربة الإرهاب، علما بأن هذا الدعم أساسا لم يتوقف، وكذلك حملات الدهم والتوقيفات»، وأضافت: «لكن بعد اليوم سنتابع العمل بزخم أكبر، بعدما كرّس هذا اللقاء أن الجيش فوق الشبهات وقطع الطريق على المصطادين بالماء العكر». واعتبرت المصادر أن «كل الحملات التي تصاعدت في الأيام الماضية، كسرها موقف الحريري أمس، وهو ما تحتاجه المؤسسة العسكرية التي تبذل خيرة شبابها دفاعا عن الوطن». وقالت المصادر: «اليوم يمكن أن نقول إن دماء الجرحى التي سالت أثناء العملية في عرسال لم تذهب هدراً، وقد حان الأوان لإعادة التركيز على الإنجاز الذي حققه الجيش في منع تمدد الإرهاب».
واعتبر الحريري، خلال حديث مع الصحافيين بعد اجتماعه بالصراف وعون، أن العملية التي قام بها الجيش في عرسال «ناجحة جداً وكبيرة جداً، ولو أنه لم يقم بها لكان هناك اليوم مشكل كبير في البلد، لأن تلك العبوات كانت موجهة لتفجير لبنان»، وقال: «دخل عناصر الجيش إلى مخيم فيه 10 آلاف شخص، وقام بعملية كبيرة، والحمد لله لم يسقط جرحى بين المدنيين».
وتناول الحريري ملف وفاة 4 من الموقوفين السوريين بعد العملية، فأكّد أن «قيادة الجيش تقوم بتحقيق واضح وصريح في هذا الموضوع»، مشدداً على أن «التشكيك في هذا التحقيق الذي أوضح أنّه سيتسلم نتيجته خلال يومين أو ثلاثة، أمر مرفوض». وأضاف: الجيش حريص على اتباع الأصول القانونية. وبالنسبة لي فإن الدعم السياسي للجيش اللبناني هو دعم غير مشروط، وأؤكد أن قيادة المؤسسة العسكرية تحرص دائماً على المدنيين، ولا تشوبها أي شبهات. ونقول لمن يحاول أن يصطاد في الماء العكر: «فليخيطوا في غير هذه المسلة».
وفيما نبّه رئيس الحكومة من «محاولة خلق احتقان بين النازحين السوريين الذين يقارب عددهم المليون ونصف، والقوى العسكرية في البلد، وهذا أمر غير موجود»، أكّد، رداً على سؤال عن إمكانية شن معركة في جرود عرسال، أن «لدى وزير الدفاع وقائد الجيش القرار السياسي لتنفيذ أي عملية في الوقت الذي يريانه مناسباً طالما أن قيادة الجيش حريصة على المدنيين».
وتابعت قيادة الجيش التحقيقات مع الموقوفين على خلفية عملية عرسال، معلنة إحالة 20 موقوفاً إلى القضاء لتورطهم في أعمال إرهابية، وإخلاء سبيل 23 آخرين لعدم ثبوت ارتكابهم جرائم أو مخالفات.
وتواصلت، أمس الاثنين ولليوم الثالث على التوالي، الغارات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي السوري على أراضٍ لبنانية حدودية في جرود عرسال. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إنّه استهدف مواقع لـ«جبهة النصرة» في المنطقة. وفيما لم يصدر أي موقف رسمي عن الحكومة أو قيادة الجيش بهذا الخصوص، علّق السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، على الموضوع قائلاً: «إنْ يخرق الطيران السوري الأجواء اللبنانية أو أن يخرق الطيران اللبناني الأجواء السورية، فهذا لأن التنسيق قائم بين البلدين، ولأن هذا الخرق موجه لضرب إرهاب يهدد أمن اللبنانيين كما السوريين». ووجه علي بعد لقائه وزير المهجرين طلال أرسلان، 3 رسائل للجانب اللبناني، شدد في الأولى على وجوب التنسيق مع الحكومة السورية في ملف عودة النازحين، داعياً المسؤولين في لبنان إلى تعزيز هذا التواصل والتنسيق. واعتبر في الرسالة الثانية أنّه «لا يجوز لأحد أن يطرح أمن النازحين السوريين داخل الأراضي السورية، لأنهم من مسؤولية الدولة السورية». وقال في الرسالة الثالثة إن «أي تعاون عسكري أو ضربة عسكرية يقوم بها الجانب السوري داخل لبنان هي قائمة على تنسيق مع الجانب اللبناني».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.