النواب العرب يطالبون العالم بالضغط على إسرائيل لتلغي 35 قانوناً هدفها ضم الضفة الغربية

عدّوها مدمرة لعملية السلام وعائقاً خانقاً لاحتمالات إقامة الدولة الفلسطينية

TT

النواب العرب يطالبون العالم بالضغط على إسرائيل لتلغي 35 قانوناً هدفها ضم الضفة الغربية

حذر أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) العرب، من خطورة القوانين التي يتم تشريعها حول الضفة الغربية، التي بلغ عددها 51. وبينها ما لا يقل عن 35 قانونا تهدف إلى «الضم الزاحف للمناطق الفلسطينية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية». ودعوا دول العالم إلى التحرك وممارسة الضغوط على حكومة إسرائيل، لكي توقف هذا التوجه، كونه مدمرا لعملية السلام وعائقا خانقا لاحتمالات إقامة الدولة الفلسطينية.
وقد جاء هذا النداء، في أعقاب مؤتمر عقدته «كتلة القائمة المشتركة» في الكنيست، التي تضم الأحزاب العربية والوطنية (13 نائبا)، وحضره أيضا، نائبان عربيان من الأحزاب اليهودية، زهير بهلول من «المعسكر الصهيوني»، وعيساوي فريج من «ميرتس»، وشارك فيه ممثلو سفارات أجنبية وجمعيات ومنظمات أهلية ناشطة ضد الاحتلال وصحافيون.
وأوضح نواب القائمة المشتركة، أن المؤتمر عقد للتحذير من التسارع الخطير في تشريع قوانين الضم، التي تحظى بدعم الحكومة اليمينة المتطرفة والائتلاف في الكنيست، ودعوا إلى تفعيل ضغط دولي وفرض عقوبات على حكومة إسرائيل لردعها عن مواصلة تشريع قوانين الضم الآخذ في التسارع. وأكدوا أن الكنيست، في دورته الحالية، يشهد تسارعا في تشريع قوانين الضم، الأمر الذي يتناقض كليا مع القانون الدولي، الذي ينص بشكل واضح، على منع أي ضم لمناطق واقعة تحت الاحتلال، كما ينص على منع الدولة المحتلة من نقل مجموعات سكانية إلى الأراضي الواقعة تحت احتلالها، وبذلك تكون قوانين الضم المختلفة وعملية الاستيطان التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة، خرقا فاضحا للقانون الدولي.
وافتتح المؤتمر النائب الدكتور جمال زحالقة، رئيس كتلة القائمة المشتركة، قائلاً إن «قوانين الضم خطيرة جدا، وكما أن هناك شرطا للتفاوض، وهو تجميد الاستيطان، تجب إضافة شرط آخر هو تجميد تشريع قوانين الضم». ودعا زحالقة إلى تفعيل ضغط دولي وفرض عقوبات على إسرائيل، حتى تقوم بوقف الانفلات غير المسبوق، في سن قوانين تبسط سلطة القانون الإسرائيلي في المناطق المحتلة عام 1967، وقال إن القائمة المشتركة ستتوجه رسميا، إلى المحافل الدولية المختلفة لتزويدها بمعطيات حول قوانين ومشاريع الضم، ومن أجل حثها على أخذ دورها المباشر لتجميد قوانين الضم، وإلغائها، فهي لا تقل خطورة عن مشروع الاستيطان الكولونيالي في الضفة الغربية والجولان.
وقال النائب الدكتور يوسف جبارين: «حل الدولتين يُبقي للفلسطينيين 22 في المائة فقط من أرض فلسطين التاريخية، لكن حكومة إسرائيل لا تقبل حتى بهذا، وهي تخطط على أرض الواقع لضم مناطق (ج) و(ب) إلى إسرائيل، وبالتالي إلى إسدال الستار على إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وهذا المخطط يعني بوضوح، نظام أبرتهايد استعماري بامتياز، يُبقي للفلسطينيين نوعا من الحكم الذاتي في المدن الفلسطينية الرئيسية، يشبه نظام البانتوستانات في جنوب أفريقيا». وأضاف جبارين: «وكما شكّل الضغط الدولي عاملا أساسيا في إنهاء الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، فإنه آن الأوان أن يرفع المجتمع الدولي مستوى الضغط الدولي على إسرائيل من أجل إنهاء الاحتلال وحماية حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، بما في ذلك تبني عقوبات اقتصادية على إسرائيل بكل ما يتعلق بنشاطها الاحتلالي».
وتحدّث النائب أسامة سعدي قائلاً: «دولة الاحتلال برئاسة نتنياهو تمارس سياسة التصعيد في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة، وترفض مبادرات السلام مع الفلسطينيين، وتقتل حل الدولتين، فهذا التصعيد يصب في مصلحة مخطط دولة إسرائيل العظمى، وينتهك القانون الدولي والمواثيق الدولية، فلا حدود لعنجهية هذه الدولة، فهي تدعي أنها دولة القانون وهي فوق القانون».
وقال النائب مسعود غنايم إن «حكومة إسرائيل اليمينية بقيادة نتنياهو تحاول استغلال الفوضى في العالم العربي لفرض واقع جديد يجعل من الاستيطان واحتلال إسرائيل للضفة الغربية أمرا طبيعيا وعاديا».
وعرض الصحافي برهوم جرايسي بحثا حول الخطوط العريضة لقوانين الضم والقوانين العنصرية والداعمة للاحتلال والاستيطان، وقال إنه حتى الأسبوع الماضي، أدرج على جدول أعمال الكنيست 51 قانونا تتعلق بالضفة المحتلة، من بينها 35 قانونا تعنى بالضم. وحتى الآن، تم إقرار 4 قوانين بالقراءة النهائية، و4 قوانين بالقراءة التمهيدية من أصل القوانين الـ35. وقال جرابسي إن هذه القوانين تحظى بإجماع الائتلاف الحاكم. وشدد على أن حزب الليكود لا ينجر وراء كتلة المستوطنين (البيت اليهودي)، فالليكود «طليعي» في هذه التشريعات، ونوابه مشاركون في الغالبية الساحقة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.