المشنوق يطالب السياسيين برفع أيديهم عن القضاء

TT

المشنوق يطالب السياسيين برفع أيديهم عن القضاء

طالب وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق السياسيين بـ«رفع يدهم عن القضاء وعدم التدخل به»، مشددا على أنه «لا إمكانية لنهوض أي بلد يتدخل السياسيون في قضائه كل يوم». وقال: «تقوم قوى الأمن الداخلي من الناقورة إلى النهر الكبير، لتحصي عدد مطلقي النار وتسطر إفادات حضور المطلوبين، لكن نراهم بعد ساعات في الشارع، حتى البعض لم يكلف نفسه الذهاب إلى المخفر؛ بل أنهى قصته على الهاتف».
وأكد المشنوق خلال رعايته حفل تخرج أنه لا يدين بمواقفه هذه القضاء؛ «بل أدعو السياسيين إلى عدم التدخل فيه». وأضاف: «لقد سمعت أن نتائج البكالوريا - القسم الثاني ستصدر نهار السبت، هنا أقول لكم إذا تكرر موضوع إطلاق النار، فيجب أن تثوروا جميعا ويجب أن تطالبوا بأن يتوقف هذا الجنون اللبناني، لأن حياة الناس يجب ألا تكون عرضة للفلكلور. هناك كثير من التقاليد اللبنانية التي نفتخر بها، لكن إطلاق النار هو عار علينا وعار على البلد».
وعدّ «أننا نعيش منذ 5 سنوات في منطقة تحيط بنا فيها الحرائق من كل مكان»، مشيرا إلى أن القول بوجود قرار إقليمي - دولي بحفظ لبنان، صحيح؛ «لكن هذا القرار وجد من يتمسك به ويدافع عنه، وعن البلد وديمقراطيته وحريته وعن انتخاباته». وقال: «نحن نتناقش بقانون الانتخاب في منطقة لم يعد هناك فيها من ينتخب حولنا، لأن الناس لم تعد موجودة على أرضها، صارت مشردة ويائسة وخارج أرضها».
وتوجه المشنوق إلى المتخرجين بالقول: «إنكم تسمعون كثيرا من الأخبار وتشاهدون كثيرا من الصور، وتعتبرونها غير مشجعة لكم. أنا لن أكون ناصحا، بل أقول لكم: لا تصدقوا كل ما تسمعونه؛ بل صدقوا نصفه، ولا تقتنعوا بكل ما ترونه؛ بل اقتنعوا بنصفه». وأضاف: «أنا لا أقول إن كل شيء ممتاز في البلد، بل أقول إن من يريد تحسين هذا البلد هو هذا الجيل الناجح بتفوق والذي يرفع الرأس في كثير من المجالات الرياضية والعلمية والأدبية».
وعدّ أن «من يصنع البلد هم الناس الذين يؤمنون به، والشباب الذين يعتبرون أن من حقهم أن يقاتلوا من أجله، ويستمرون ولا يتعبون ولا ييأسون، فهذا البلد يستأهل أن يضحي الإنسان من أجله. وكما كان يقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري: (إن الوطن ليس فندقا إذا لم تعجبك الإقامة به؛ تغادره وتهاجر)». وأضاف: «الوطن هو للشباب الذي يدافع عنه بالعلم والقانون وبمفهوم الدولة ومنطقها، وبنجاحه في عمله في كل المجالات العلمية أو الأدبية، هو انتصار للدولة، لأن هذا النجاح لا يمكن أن يصرف إلا بدعم فكرة الدولة ونجاحها ومسيرتها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».