ليس هذا هو الفيلم الأول الذي يتناول حياة المسلمات في المجتمع الفرنسي، ولن يكون الأخير. ولعل الفكاهة هي أخف الطرق لمعالجة المفارقات، وقد تكون أكثرها بؤساً. كل شيء يعتمد على نظرة المخرج وعقلية كاتب السيناريو. وهو هذه المرة مخرجة تدعى سو عبادي. وعنوان الفيلم الذي بدأ عرضه على الشاشات الفرنسية منذ أيام: «فتش عن المرأة».
الحكاية ليست جديدة تماماً. ولا بد أن القارئ وقع على مثلها في صفحات الحوادث في الجرائد والمواقع العربية. يقرر الطالب الشاب أرمان، في لحظة طيش، أن يرتدي النقاب ويتحول إلى شابة تدعى شهرزاد لكي يتمكن من لقاء ليلى، زميلته في معهد العلوم السياسية التي يحبها وينوي الاقتران بها. وكان الثنائي يخطط للسفر إلى نيويورك في دورة تدريبية بمقر الأمم المتحدة، حين تنهار أحلامهما مع عودة محمود، شقيق ليلى الأكبر من اليمن، وقد أطال لحيته وتطرّف دينياً وما عاد يسمح لشقيقته بالخروج من البيت.
يقوم فيليكس مواتي بدور أرمان، بينما تؤدي كاميليا جوردانا دور ليلى. لكن الفيلم يسقط في مواقف كاريكاتيرية ساذجة ومستهلكة حين يجعل الشقيق محمود يقع في حب المنتقبة شهرزاد. وكتبت الصحافة تسخر من الفيلم وتنتقد سطحيته، كما أبدى عشرات المشاهدين آراءهم ضد الفيلم، على مواقع التواصل، لأنه يكرر الأفكار النمطية حول الإسلام والملتحين والطعام الحلال. من جهته، ينفي بطل الفيلم هذا التفسير قائلاً إن الكوميديا هي أفضل الوسائل للتعامل مع موضوعات حساسة. فالفيلم يتبنى نظرة ضد العنصرية التي يعاني منها المسلمون في فرنسا. إنّهم الجالية الوحيدة المضطرة للدفاع عن نفسها باستمرار. ويضيف: «يجب التوقف عن طرح سؤال المسلم عن أصله ومن أي بلد أتى. ففرنسا ستصبح أفضل حين تسأل الميديا مسلماً فرنسياً عن رأيه في القضايا التي تهم عموم الناس، مثل التعليم في مدارس الدولة أو الضمان الصحي». وهو قد ارتدى النقاب، قبل أن تدور الكاميرا، ونزل يتجول في شوارع باريس ليكتشف شعور إنسانة يمر بها الناس من دون أن يروها.
أرمان يرتدي النقاب ليقابل ليلى
النقاد يسخرون من فيلم سطحي يتناول حياة المسلمات في المجتمع الفرنسي
أرمان يرتدي النقاب ليقابل ليلى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة