دخلت «قوات سوريا الديمقراطية» مدعومة بقوات خاصة أميركية، أمس الثلاثاء، أسوار المدينة القديمة في الرقة، عاصمة ومعقل تنظيم داعش في الشمال السوري، لتضيق بذلك الخناق على ما تبقى من عناصره المنتشرين فيها ومعهم نحو مائة ألف مدني. وفيما وصف مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن هذا التقدم بـ«الأهم» منذ بدء معركة المدينة في 6 يونيو (حزيران) الماضي، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه وبعد دخول المدينة القديمة باتت «سوريا الديمقراطية» تسيطر على نحو 30 في المائة من مجمل الرقة.
ورأى عبد الرحمن أن «المعركة الحقيقية في المدينة بدأت أمس، باعتبار أن عناصر التنظيم كانوا ينسحبون طوال الفترة الماضية إلى الوسط، فيما كانت (قوات سوريا الديمقراطية) تسيطر على مبان وأحياء خالية بمعظمها من السكان». وأضاف: «بعد اقتحام السور يمكن القول إن هذه القوات باتت تتقدم باتجاه مركز المدينة».
بدوره، شدد أبو محمد الرقاوي، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» على الدور الفعال الذي لعبته القوات الخاصة الأميركية لإتمام عملية اقتحام السور، لافتا إلى أن «سوريا الديمقراطية» حاولت أكثر من مرة تنفيذ العملية لكنّها كانت تفشل وقد خسرت عددا كبيرا من المقاتلين في هذه المحاولات. وأضاف الرقاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «القوات المهاجمة كسرت (أمس) الثلاثاء أحد خطوط الدفاع الرئيسية لـ(داعش) لكن لا تزال هناك خطوط أخرى»، موضحا أن «هناك تجمعا للمدنيين في المدينة القديمة، لكن التجمع الأكبر في المركز الذي لا يبعد كثيرا عنها».
بالمقابل، عدّ أحمد الرمضان، الناشط في حملة «فرات بوست»، أن معركة الرقة الفعلية انتهت منذ نحو 5 أيام، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عناصر التنظيم الذين ما زالوا يوجدون في المدينة لا يتخطى عددهم 1700 يتمركزون في 3 أحياء في مركز الرقة بالوسط. وأضاف: «منذ انطلاق المعركة لم نلحظ أي مواجهات مباشرة بين (قسد) وعناصر التنظيم، فالطرف المهاجم يعتمد سياسة الأرض المحروقة التي تنفذها طائرات التحالف فتدخل (قوات سوريا الديمقراطية) إلى الأحياء بعد أن يكون تم تدميرها بالكامل، أما عناصر (داعش) فيعتمدون منذ البداية على الألغام والمفخخات والانتحاريين»، لافتا إلى أن «التنظيم ينفذ كل ساعة أو ساعتين عملية انتحارية يتولى معظمها عناصر من كازاخستان».
وأعلنت قيادة القوات الأميركية الوسطى في الشرق الأوسط (سنتكوم) ليل الاثنين في بيان، أن «قوات التحالف دعمت تقدم (قوات سوريا الديمقراطية) في الجزء الأكثر تحصينا من الرقة عبر فتح ثغرتين صغيرتين في سور الرقة المحيط بالمدينة القديمة». وأوضحت أن طائرات التحالف «شنت غارات محددة الهدف على جزأين صغيرين من السور، مما أتاح لقوات التحالف وشركائها اختراق المدينة القديمة في أماكن اختارتها هي، وحرمت تنظيم داعش من استخدام ألغام زرعها وعبوات ناسفة، وحمت (قوات سوريا الديمقراطية) وأرواح المدنيين وحافظت على الغالبية العظمى من السور». ويبلغ طول أجزاء السور التي استهدفتها الغارات وفق البيان 25 مترا ويبلغ القسم المتبقي من السور 2500 متراً.
من جهتها، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» أنها «تقاتل قرب مركز الرقة»، مشيرة إلى أن الضربة الجوية الدقيقة، أتاحت «دخول قواتها وتجنب مفخخات (داعش)». وذكرت في بيان أن «داعش» استخدم «هذا السور الأثري لشن الهجمات»، وكذلك لزرع «المفخخات والألغام في منافذه لإعاقة تقدم» قواتها.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «3 مجموعات من (قوات سوريا الديمقراطية) مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية، تقدمت من 3 محاور من شرق سور المدينة القديمة فجر الثلاثاء، واخترقت دفاعات التنظيم بغطاء جوي من قبل طائرات التحالف الدولي»، لافتا إلى أن الاشتباكات لا تزال متواصلة على عدة محاور في أحياء واقعة بغرب وشمال غربي وشرق مدينة الرقة، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، حيث تحاول قوات عملية «غضب الفرات» تحقيق مزيد من التقدم نحو عمق مدينة الرقة، بهدف التضييق على التنظيم وتقليص نطاق سيطرته داخل المدينة.
وفي تغريدات على موقع «تويتر»، قال الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي ضد لـ«داعش» بريت ماكغورك، إن دخول المدينة القديمة في الرقة يعد «نقطة تحول في حملة تحرير المدينة». وذكر أن «إرهابيي (داعش) محاصرون تماما في الرقة، أما (قوات سوريا الديمقراطية) فتتقدم على 4 محاور».
وتمكنت «قسد» الثلاثاء وفق «المرصد» وبدعم جوي من التحالف، من استعادة أجزاء واسعة من حي الصناعة الذي تقدم إليه عناصر التنظيم المتطرف الأسبوع الماضي. وتسيطر هذه القوات بشكل كامل على أحياء المشلب من جهة الشرق والرومانية والسباهية من جهة الغرب. كما تسيطر على أجزاء من أحياء أخرى.
«سوريا الديمقراطية» تدخل الرقة القديمة بدعم أميركي
عملية انتحارية لـ«داعش» كل ساعة
«سوريا الديمقراطية» تدخل الرقة القديمة بدعم أميركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة