الرئيس الفلبيني يهدّد بسجن معارضي الأحكام العرفية

المحكمة العليا تدرس قانونية القرار... ودوتيرتي يرفض الامتثال لحكمها

TT

الرئيس الفلبيني يهدّد بسجن معارضي الأحكام العرفية

هدّد رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي بسجن معارضي فرضه الأحكام العرفية في جنوب البلاد، التي تشهد تمرداً مسلّحاً، قبل عدة أيام من حكم المحكمة العليا حول قانونية قراره.
وفرض دوتيرتي الأحكام العرفية في نهاية مايو (أيار) الماضي في منطقة مينداناو بجنوب البلاد، التي تضم 20 مليون نسمة، للتصدي لما اعتبره محاولة من تنظيم داعش إقامة قاعدة في الفلبين ذات الغالبية المسيحية الكاثوليكية.
وأوضح الرئيس الفلبيني أنه سيتجاهل قرار المحكمة، متعهداً فقط بالاستماع لتوصيات الجيش. وقال دوتيرتي في اجتماع لقادة محليين، أول من أمس، إن الأمر «لا يعتمد على رغبة المحكمة العليا. هل علي أن أصدقهم؟ حين أرى الأوضاع لا تزال فوضوية وتطالبونني برفع» الأحكام العرفية. وتابع: «سألقي القبض عليكم، وأضعكم خلف القضبان». وأضاف: «يمكن أن نتحدث عن أي شيء ونصل إلى حلول، ولكن ليس حين تكون مصلحة بلادي على المحك».
وتخوض القوات الحكومية قتالاً شرساً ضد متطرفين وإرهابيين متحصنين في مدينة مراوي في جنوب البلاد، تستخدم فيه الضربات الجوية وتكتيكات حرب الشوارع. وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 400 شخص، ونزوح 400 ألف آخرين من مراوي والمناطق المحيطة بها.
ويواجه دوتيرتي هجوماً كبيراً من المعارضة في البرلمان، وقد طالبت الشهر الماضي المحكمة العليا برفض إعلانه الأحكام العرفية في إقليم مينداناو، باعتباره قراراً غير دستوري.
ويفرض دستور 1987 قيوداً على فرض الأحكام العرفية لمنع تكرار حدوث انتهاكات كالتي حصلت في عهد الديكتاتور فرديناند ماركوس، الذي أطاحت به ثورة شعبية في عام 1986.
ويسمح الدستور للمحكمة العليا بالنظر في الأسباب الحقيقية لإعلان الأحكام العرفية، المحددة بفترة مبدئية تبلغ 60 يوماً. وإذا أراد الرئيس تمديد مدة فرض الأحكام العرفية، فإن للبرلمان الحق في نظر الأمر وإلغائه.
على صعيد آخر، سيرت الولايات المتحدة والفلبين أول من أمس دوريات بحرية مشتركة في جنوب الفلبين، مع تصاعد المخاوف من التطرف والقرصنة. وأعلنت السفارة الأميركية في مانيلا أن البارجة «يو إس إس كورونادو»، التابعة للبحرية الأميركية، والفرقاطة «بي آر بي رامون الكاراز» قامتا بدورية مشتركة في بحر سولو، في جنوب البلاد، حيث قامت حركات مسلحة أخيراً بعمليات خطف. وقال الأميرال دون غابريلسون بحسب بيان السفارة، إن «هذه الدوريات تعزز السلام الإقليمي والاستقرار». وأضاف: «عملياتنا مع البحرية الفلبينية تؤكد التزامنا بردع القرصنة والأنشطة غير القانونية».
وخطفت جماعة أبو سياف رهائن في جنوب الفلبين من على متن سفن في بحر سولو خلال الأشهر الأخيرة. وتقوم الحركة المتطرفة أحياناً بقطع رؤوس الرهائن، إذا لم تُدفع الفديات التي تطلبها.
وأوضحت السفارة الأميركية في بيانها أن الحكومة الفلبينية هي التي طلبت الدوريات المشتركة. وكان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، الذي تولى منصبه العام الماضي، قد أعلن في وقت سابق أنه سينأى بنفسه عن الولايات المتحدة حليفه الرئيسي على صعيد الدفاع. كما أعلنت مانيلا في الفترة نفسها أنها لن تشارك في دوريات بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي اعتبره مراقبون تنازلاً لبكين التي تدعي سيادتها على مناطق بحرية استراتيجية تطالب بها الفلبين ودول أخرى.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».