السعوديون يفرون من حر الصيف إلى مجمعات التسوق المكيّفة

فعالياتها تستقطبهم في إجازة العيد

جانب من فعاليات العيد المقامة هذا الأسبوع في العديد من مراكز التسوق السعودية
جانب من فعاليات العيد المقامة هذا الأسبوع في العديد من مراكز التسوق السعودية
TT

السعوديون يفرون من حر الصيف إلى مجمعات التسوق المكيّفة

جانب من فعاليات العيد المقامة هذا الأسبوع في العديد من مراكز التسوق السعودية
جانب من فعاليات العيد المقامة هذا الأسبوع في العديد من مراكز التسوق السعودية

في حين تتأرجح درجة الحرارة في السعودية في بحور الأربعينات مئوية، مع طقس حار ومشمس بدأ يشتد سخونة هذه الأيام، فضل كثير من السعوديين الهروب من لهيب الصيف إلى تكييف مجمعات التسوق، التي تستقطب زوار إجازة العيد هذه الأيام بالكثير من الفعاليات الترفيهية، بعيدا عن الحر والرطوبة، خاصة في المناطق الساحلية، كالمنطقة الشرقية وجدة.
وتشتد المنافسة بين عدد كبير من المراكز التجارية على اقتسام حصة من كعكة الميزانية الترفيهية للأسرة في إجازة العيد، مع إحضار الفرق الاستعراضية وإقامة مسارح للأطفال وتقديم الفقرات الترفيهية المتنوعة تحت مسمى «فعاليات العيد»، مما جعل المولات تصبح شريكاً أساسياً في صناعة مفهوم الترفيه في السعودية، مع ما تستند عليه من أجواء مكيفة تقهر سخونة الصيف، ودكاكين جاذبة لبيع البوظة والمشروبات المثلجة.
من ناحيته، يؤكد المهندس فؤاد الفاخري، مدير عام مجمع «الراشد» التجاري في مدينة الخبر (شرق السعودية)، أن إجازة العيد تحظى بكثافة الزوار بشكل كبير جدا، استجابة لفعاليات العيد والبرامج الترفيهية، قائلاً: «يبدأ الازدحام في ثالث ورابع العيد، على اعتبار أن اليومين الأولين يكونان عادة مخصصين للزيارات العائلية في العيد».
ويتابع الفاخري حديثه لـ«الشرق الأوسط» موضحاً أن فعاليات مجمع الراشد تأتي ضمن برنامج فعاليات عيد الشرقية 38، الذي تنظمه غرفة الشرقية ممثلة بصندوق المناسبات، مشيراً إلى أن معظم هذه الفعاليات متنوعة وتركز على الطفل بالدرجة الأولى. وعن دور درجة الحرارة في توافد مرتادي المولات، يقول: «نلاحظ منذ سنوات أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة يزيد عدد الزوار، وهذا ما نلمسه فعلا هذه الأيام».
يأتي ذلك في حين تتوقع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة طقساً حاراً على معظم المناطق في حين يكون شديد الحرارة على شرق ووسط وأجزاء من غرب المملكة بينما يكون معتدلاً على المصايف. كما تنشط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على مناطق الحدود الشمالية، القصيم، والشرقية، والرياض والمدينة المنورة. وسماء غائمة جزئياً مع فرصة لتكون السحب الرعدية الممطرة على مرتفعات جازان، وعسير، والباحة والطائف قد يمتد تأثيرها إلى السواحل خصوصاً الجنوبية. ولم تكن المولات هي المستفيد الوحيد من سخونة الأجواء الذي تشهده حاليا عدة مناطق في السعودية، إذ حازت المقاهي والمدن الترفيهية المغلقة على نصيب الأسد من مرتاديها هذه الأيام، خاصة الموجودة داخل المجمعات التجارية، إذ امتدت طوابير الانتظار على ألعاب الأطفال لعدة أمتار، وتجاوز انتظار طاولة شاغرة في المقاهي المختصة في تقديم المثلجات لأوقات طويلة. يضاف لذلك تشجيع هذا الازدحام لكثير من المتاجر والمحلات على قصر إجازة موظفيها والافتتاح ثاني العيد مباشرة، للاستفادة من توافد الزوار على المولات.
في حين يقول محمد علوي، رئيس لجنة المراكز التجارية بمجلس الغرف بجدة والرئيس التنفيذي لأسواق البحر الأحمر المالكة للرد سي مول بجدة، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن «جزء من الخليط التجاري للمولات هو الوجه الترفيهي، مثل المطاعم والمقاهي بأصنافها وصالات الألعاب، وهذه الأنشطة الترفيهية كانت لا تزيد عن حدود 6 في المائة من مساحة المولات، لكنها الآن في بعض المولات وصلت إلى 20 في المائة من مجمل مساحة المجمع التجاري، وأصبحت كل المولات تتنافس حالياً في استقطاب المطاعم والمقاهي ومجالات الترفيه بأنواعها».
وعن موجة الحر يقول علوي: «الأجواء كل سنة تزداد فيها درجة الحرارة والرطوبة وأحياناً عوامل أخرى مثل الغبار، مما جعل الاستفادة من خدمات المتنزهات والمرافق المكشوفة محدود مقارنة بالمجمعات التجارية، وهذا يدفع المراكز التجارية لاستثمار هذه الفرصة في عمل الفعاليات والأنشطة والبرامج الترفيهية».
تجدر الإشارة أنه وفقاً لتقرير حديث أصدرته شركة كوليرز إنترناشيونال للأبحاث، وتناول رؤية السعودية 2030، والذي تضمن الاهتمام بالترفيه باعتباره عنصراً أساسياً للجذب في المجمعات التجارية، فلقد توقع التقرير أن تتجه المجمعات التجارية الجديدة إلى تغيير الأنماط للحفاظ على نسب الإشغال، بتوفير مساحات أكبر للأنشطة الاجتماعية والترفيهية. وأشار التقرير إلى أن الرياض لديها أقل معدل للمساحات التجارية القابلة للإيجار بالنسبة إلى عدد السكان، وأرجعت ذلك إلى تضاؤل مساحات الأراضي، وإن كان ذلك في الطريق إلى التغيير وأن من المخطط بناء نحو 2.4 مليون متر مربع من المساحات التجارية، منها 412 ألف قيد الإنشاء حالياً.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.