بروكسل تناقش مستقبل موازنة الاتحاد الأوروبي بعد 2020

خلال منتدى يبحث تطوير التنمية والتعاون الاقتصادي الإقليمي

بروكسل تناقش مستقبل موازنة الاتحاد الأوروبي بعد 2020
TT

بروكسل تناقش مستقبل موازنة الاتحاد الأوروبي بعد 2020

بروكسل تناقش مستقبل موازنة الاتحاد الأوروبي بعد 2020

تستضيف بروكسل اليوم وغداً، النسخة السابعة من منتدى «التماسك» الذي ينعقد كل 3 سنوات، ويجمع 700 شخصية اقتصادية وسياسية وأكاديمية، سواء على المستوى الإقليمي أو المحلي، إلى جانب كبار المسؤولين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، لمناقشة سياسة التماسك الأوروبي فيما بعد 2020، وذلك في وقت تستعد فيه المؤسسات الاتحادية لمناقشة الإطار المستقبلي للموازنة الأوروبية وأيضا تستعد المفوضية الأوروبية لطرح ورقة للنقاش حول المستقبل المالي للاتحاد الأوروبي.
وقالت المفوضية في بروكسل، إن أبرز الموضوعات المطروحة من خلال ورش عمل ومداخلات، بمشاركة كبار المسؤولين الأوروبية، ستتمحور حول دعم الإصلاحات الهيكلية، وتبسيط القواعد، وتقليص الفوارق الجغرافية، وحجم الاستثمارات الأوروبية في مجال الابتكار، وستكون أبرز المداخلات لرئيس المفوضية جان كلود يونكر، والرئاسة الدورية للاتحاد التي تتولاها حاليا مالطا، ونائب الرئيس المسؤول عن النمو والاستثمار والقدرة التنافسية جيركي كتاينن إلى جانب مشاركة عدد من أعضاء الجهاز التنفيذي للاتحاد والمعنيين بالموضوعات المطروحة للنقاش.
وأضافت المفوضة كورينا كريتو المكلف بالسياسة الإقليمية «إن منتدى التماسك هو خطوة حاسمة في إعداد إطار الموازنة لما بعد 2020 وسيكون فرصة لتبادل الأفكار مع الفاعلين الناشطين في مجال التماسك ومقترحاتهم التي من شأنها أن تدعم بناء اقتصاديات قوية ومرنة ومواجهة تحديات العولمة».
وتتناول سياسة الاتحاد الأوروبي للتماسك مسائل التنمية بشكل رئيسي (بما في ذلك البنى التحتية، والثقافة والسياحة، والمجالات الإبداعية)، وحسب ما ذكرت المفوضية فإن سياسة التماسك تعني إقامة مئات الآلاف من المشروعات في جميع أنحاء أوروبا بدعم مالي من الصندوق الأوروبي للتنمية الإقليمية والصندوق الاجتماعي الأوروبي وصندوق التماسك، كما يتضمن القانون الأوروبي الموحد لعام 1986 فقرة عن التماسك الاقتصادي والاجتماعي، ويهدف إلى الحد من التفاوت بين مستويات التنمية في مختلف المناطق الأقل حظا.
كما أن المعاهدة الأوروبية الأخيرة أو ما يعرف بمعاهدة لشبونة، تناولت تطوير الاسم بالتماسك الاجتماعي والاقتصادي والإقليمي، وهذا يعني أن سياسة التماسك تعني تشجيع تنمية إقليمية أكثر توازنا وأكثر استدامة؛ وهو مفهوم أوسع من سياسة إقليمية ترتبط فقط بالتعامل على المستوى الإقليمي.
وفي مارس (آذار) الماضي، جرى الإعلان في بروكسل، عن التوصل إلى اتفاق بين المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي، حول تعديل إطار متعدد السنوات المالية لموازنة الاتحاد للفترة من 2014 إلى 2020، لجعله يتماشى مع الأولويات الجديدة.
وقال المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، إن التغييرات المتفق عليها خلال العملية التفاوضية التي جرت بين مؤسسات الاتحاد، تعزز دعم الاتحاد الأوروبي لمعالجة أزمة الهجرة، وتعزيز الأمن، وأيضا تعزيز النمو وخلق فرص العمل، كما تسمح للاتحاد الأوروبي بالرد بشكل أكثر سهولة لاحتياجات غير متوقعة دون تغيير سقف الإنفاق، كما يساعد على تجنب تراكم مفرط للفواتير غير المسددة.
وقال لويس غريش نائب رئيس وزراء مالطا، الذي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية، أن المراجعة التي جرت وهي الأولى من نوعها في إطار موازنة متعددة السنوات، ستضمن أن تكون موازنة الاتحاد أكثر فعالية في مواجهة التحديات الحالية، والاستجابة للاحتياجات، وتجنب ضغط غير مبرر على الموازنات الوطنية للدول الأعضاء.
واختتم يقول إنه راض تمام عن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه. وتضمن الاتفاق تخصيص 6 مليارات وعشرة ملايين يورو لتعزيز الأولويات الرئيسية على مدى السنوات من 2017 إلى 2020، ومنها ملياران و550 مليون يورو، متاحة لمعالجة الهجرة وتعزيز الأمن ومراقبة الحدود، ومليار و390 مليون يورو لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وملياران و80 مليون يورو للمساعدة في تحفيز النمو وخلق فرص العمل، من خلال برامج فعالة مثل مبادرة توظيف الشباب، سيخصص لها مليار و200 مليون يورو، ومبادرة أفق 2020، سيخصص لها 200 مليون يورو وبرنامج ايراسموس، سيخصص له 100 مليون يورو. كما تضمن الاتفاق توفير المزيد من المرونة لتوفير الاحتياجات غير المتوقعة.
وفي نهاية العام الماضي وافق أعضاء البرلمان الأوروبي على موازنة عام 2017 في الاتحاد الأوروبي، بعد أن ضمن النواب دعما أفضل للشباب العاطلين عن العمل، وأموالا إضافية لدعم المبادرات الرئيسية للشركات الصغيرة والمتوسطة، وأيضا دعم مشروعات البنية التحتية، والنقل، والبحوث، والتبادل الطلابي.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.