منافس ميركل في الانتخابات التشريعية يحاول إعطاء دفع جديد لحملته

منافس ميركل في الانتخابات التشريعية يحاول إعطاء دفع جديد لحملته
TT

منافس ميركل في الانتخابات التشريعية يحاول إعطاء دفع جديد لحملته

منافس ميركل في الانتخابات التشريعية يحاول إعطاء دفع جديد لحملته

حاول المرشح الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتز، أمس إعطاء دفع لحملته قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية الألمانية، متهماً أنجيلا ميركل بـ«التعالي» وتقويض «الديمقراطية»، فيما تتوقع استطلاعات الرأي فوزاً كبيراً للمستشارة.
وخلال مؤتمر حزبه في دورتموند في قلب مقاطعة رور الصناعية، سعى الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي إلى إعطاء زخم لحملته الانتخابية المتعثرة. وبعدما حرص على تفادي الهجمات المباشرة على المستشارة المحافظة، قرر زعيم كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين هذه المرة تبديل أسلوبه.
وقال شولتز (61 عاماً) في خطابه متوجهاً إلى أنصار المستشارة التي تتولى الحكم منذ 2005 وتسعى إلى ولاية رابعة على التوالي: «أقول لكم إن الخطر الأكبر هو التعالي في السلطة. الناس يشعرون بذلك».
وشولتز لا يملك خبرة على الساحة السياسية الألمانية، ويجد صعوبة في التقدم على ميركل.
وقبل ثلاثة أشهر، كان المحللون يتوقعون تقدم الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي الذي يتقن عدة لغات. واختير شولتز في نهاية يناير (كانون الثاني) مرشحا للحزب الاشتراكي الديمقراطي لتولي منصب المستشار، ورأت استطلاعات الرأي أنه متساو مع ميركل بعد تراجع شعبيتها بسبب استقبال أكثر من مليون لاجئ منذ 2015.
لكن تقدم شولتز توقف فجأة في الربيع خلال الانتخابات الإقليمية الثلاث، التي صبّت جميعها في مصلحة حزب ميركل. وأخذ شولتز أمس على منافسته أنها «تسكت بشكل منهجي المناقشات حول مستقبل البلاد»، واصفاً هذا السلوك بأنه «هجوم على الديمقراطية».
ويهدف هذا الأسلوب الحاد إلى التنديد بالاستراتيجية السياسية التي تنتهجها ميركل بنجاح، والقاضية بتفادي النزاعات المباشرة والتركيز على الاستقرار لكسب رضا الرأي العام.
غير أن معارضيها، حتى داخل معسكرها، يأخذون عليها على الدوام أنها تعيش على نجاحات الإصلاحات الاقتصادية التي أجراها سلفها الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر، ولا تسعى إلى أي هدف كبير.
وأسهب شولتز في شرح برنامجه، ومحوره «العدالة الاجتماعية». ويعد في هذا السياق بخفض الضرائب على الفئات الشعبية والمتوسطة، وزيادتها على الأكثر ثراء، إضافة إلى فرض مجانية التعليم.
كذلك، قرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يحاول إضفاء طابع «يساري» على خطابه لتعويض تراجعه، تشكيل لجنة لبحث إمكان فرض ضريبة على الثروة، وهو موضوع تجنب شولتز حتى الآن خوضه في حملته. وتعهد شولتز أيضا في حال انتخابه السماح بزواج المثليين، الأمر الذي يرفضه المحافظون بشدة. وأضاف في خطابه الذي صفق له لنحو عشر دقائق 635 مندوبا للحزب، وآلاف الناشطين «لن أوقع اتفاق ائتلاف (حكومي) لا يتضمن مبدأ الزواج للجميع». لكن مهمة استمالة الرأي العام ستكون صعبة لشولتز.
فميركل تستمر في تحسين موقعها في الاستطلاعات التي أظهر آخرها هذا الأسبوع تقدم الاتحاد المسيحي الديمقراطي بـ16 نقطة على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بحوالي 39 في المائة مقابل 23 في المائة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».