النظام يكثف غاراته على جوبر

بعد شهرين من «خفض التصعيد»... الطيران يعود إلى أجواء دمشق

سحابات من الدخان تلت غارات طيران النظام على جوبر شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)
سحابات من الدخان تلت غارات طيران النظام على جوبر شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

النظام يكثف غاراته على جوبر

سحابات من الدخان تلت غارات طيران النظام على جوبر شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)
سحابات من الدخان تلت غارات طيران النظام على جوبر شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)

لم يمنع اتفاق تخفيف التوتر، الذي يقضي على وقف الأعمال القتالية في سوريا، من شن الطيران الحربي التابع لقوات النظام غارات مكثفة على منطقة جوبر المتصلة بشرق العاصمة دمشق لليوم الرابع على التوالي، أمس، وعادت أصوات الطائرات الحربية وقصف المدافع المتمركزة على جبل قاسيون إلى أجواء دمشق بعد نحو شهرين على تراجع الأعمال القتالية و«خفض التصعيد».
وقالت مصادر من السكان في شرق العاصمة، إن الطيران الحربي نفذ غارات مكثفة على جوبر وعدة مناطق أخرى في الغوطة الشرقية، وعادت لتسمع أصوات القصف الجوي بكثافة منذ يوم الخميس الماضي.
من جانبها، قالت مصادر إعلامية معارضة إن طيران النظام السوري نفذ 14 غارة على حي جوبر صباح يوم أمس الأحد، كما استهدف أطراف زملكا بغارتين، وأطراف بلدة عين ترما بـ6 غارات جوية.
ولم يهدأ القصف خلال الأيام الأربعة الماضية في تلك المناطق، بالتزامن مع تحشيد لقوات النظام على جبهة حي جوبر من جانب الأوتوستراد في بلدة عين ترما.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفيلق الرحمن في جوبر على محور طيبة، ترافق بقصف مدفعي لقوات النظام من جبل قاسيون.
وقال «فيلق الرحمن»، الذي يسيطر على منطقة جوبر، إن اشتباكات جرت بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على جبهة الحي قطاع طيبة في محاولة تقدم للنظام على الجبهة.
ويشار إلى أن حي جوبر مشمول ضمن اتفاق مناطق «خفض التصعيد» كجزء من الغوطة الشرقية.
ويأتي هذا التصعيد، بعد هدوء تخللته استهدافات محدودة من قبل قوات النظام لحي جوبر خلال الـ52 يوماً، في حين نشر المرصد السوري في الـ29 من مايو (أيار) الجاري أن القافلة الأخيرة من مهجَّري حي برزة استكملت خروجها، وغادرت الحافلات الحي الدمشقي الواقع في شرق العاصمة، متجهة نحو وجهتها في الشمال السوري، لتنتهي بذلك عملية تهجير قاطني حي برزة من مقاتلين ومدنيين، على أن يجري «تسوية أوضاع» من تبقى في الحي، وضمت القافلة مئات المقاتلين مع عوائلهم والمدنيين الرافضين لـ«التسوية مع النظام»، حيث استعادت قوات النظام بذلك سيطرتها على أحياء العاصمة الشرقية باستثناء جوبر، كما نشر المرصد سابقاً أن حي جوبر يشهد منذ الـ24 من أبريل (نيسان) الفائت هدوءاً حذراً تخلله جولتان من القصف الجوي والمدفعي، الذي طال الحي الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، الذي شهد في الثلث الأخير من شهر مارس (آذار) الماضي معارك عنيفة، إثر هجوم لهيئة تحرير الشام و«فيلق الرحمن» وفصائل أخرى في أطراف الحي نحو داخل العاصمة، ووصلت الاشتباكات إلى كراجات العباسيين والمناطق الواقعة بين حي جوبر ومنطقة العباسيين وكراجاتها، وتمكنت الفصائل من تحقيق تقدم واسع في كتل ومبانٍ ومعامل ومصانع في المنطقة الصناعية الواقعة في شمال حي جوبر، في القسم الفاصل بينها وبين منطقة القابون الصناعية، قبل أن تعاود قوات النظام التقدم فيها بهجمات معاكسة، مستعينة بغطاء من الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية العنيفة والمكثفة، ومستعيدة السيطرة على كامل ما خسرته من مناطق، وقتل خلال هذه الاشتباكات نحو 200 عنصر ومقاتل من قوات النظام والفصائل.
وكان «فيلق الرحمن» قد شن هجوماً على قوات النظام، محاولاً التقدم نحو ساحة العباسيين شرق دمشق مارس الماضي، وتمكن من الوصول إلى مشارف الساحة بعد معارك شرسة لأكثر من عشرة أيام، إلا أن تدخلا عسكريا روسياً وقيادة المعارك على الأرض، حال دون ذلك، وأجبر «فيلق الرحمن» على التراجع والانسحاب من عدة نقاط مهمة سيطر عليها خلال الهجوم.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».