وزير يمني: عودة البرلمان رقابة على الخدمات وعون للحكومة

عثمان مجلي قال إن جلسات النواب ستبدأ بعد شهر

وزير يمني: عودة البرلمان رقابة على الخدمات وعون للحكومة
TT

وزير يمني: عودة البرلمان رقابة على الخدمات وعون للحكومة

وزير يمني: عودة البرلمان رقابة على الخدمات وعون للحكومة

يستعد مجلس النواب اليمني للانعقاد خلال الأيام المقبلة في العاصمة المؤقتة عدن ومباشرة مهامه الدستورية والتشريعية والرقابية، بعد الانتهاء من معظم التجهيزات وتوفير القاعة الخاصة بالجلسات وكل الأمور اللوجيستية.
وأوضح عثمان مجلي، وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى لـ«الشرق الأوسط»، أن استئناف انعقاد المجلس الذي يعد واحداً من السلطات الثلاث في الدولة (السلطة التشريعية والرقابية) في عدن، سيعين الحكومة على أداء مهامها، ويمثل نوعاً من الرقابة على أدائها في كل المجالات؛ سواء الصحة، أو التعليم، أو الأداء الإداري والجيش والأمن عبر لجان المجلس المختلفة.
وأضاف أن انعقاد المجلس في عدن سيتم خلال الفترة القليلة المقبلة ولن يتجاوز نحو شهر واحد من الآن، وأضاف: «التجهيزات قائمة للمقرات في العاصمة المؤقتة عدن، وإن شاء الله بعد العيد ستتم دعوة المجلس من الجهة المخولة للانعقاد، وسينعقد ويباشر مهامه الدستورية والمعروفة سواء التشريعية أو الرقابية».
وكان الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر نائب رئيس الجمهورية أكد ضرورة أن يضطلع مجلس النواب بمهامه التشريعية ويستكمل ترتيباته ويتولى مسؤولياته في الحفاظ على شرعية البلد وإسقاط الانقلاب.
وقال الأحمر في كلمة ألقاها أمام أعضاء من مجلس النواب البارحة الأولى: «آن الأوان لأن يقوم مجلس النواب بدوره الريادي ويستكمل ترتيباته للبدء بمزاولة مهامه المخولة له في الدستور والقانون».
وبحسب عثمان مجلي، فإن تجهيز المقرات في عدن شبه جاهزة، وقال: «عادة المجلس يكون في إجازة في رمضان وبعد رمضان وفترة الحج، لكن التجهيزات جارية وهي شبه منتهية في قاعة المجلس الجديدة في عدن، وهناك ترتيبات أخرى تجري الآن، ونتوقع الانعقاد خلال فترة قريبة لا تتعدى شهراً».
ولفت وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى إلى أنه «لا تزال هناك أمور روتينية وتجهيزات إدارية لاستيعاب الأعضاء والسكن والمناخ المناسب لعقد واستمرار الجلسات ومباشرة مهامه الدستورية في عدن، لأنه سيواصل الانعقاد بصفة مستمرة».
وأشار مجلي إلى أن بعض أعضاء مجلس النواب في الداخل لا سيما المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وصالح تمارس عليهم ضغوطاً شديدة؛ سواء عبر التهديد أو الاحتجاز وغيره، إلا أنه أكد أن الجلسات في العاصمة المؤقتة عدن «سيتوفر لها النصاب القانوني وأكثر».
واعتبر الوزير أن استئناف انعقاد المجلس الذي يعد واحداً من السلطات الثلاث في الدولة وهو السلطة التشريعية والرقابية في عدن، سيعين الحكومة على أداء مهامها، ويمثل نوعاً من الرقابة على أدائها في كل المجالات سواء الصحة، أو التعليم، أو الأداء الإداري والجيش والأمن عبر لجان المجلس المختلفة.
وتابع: «بالنسبة للانقلابيين، هم حاولوا عقد بعض الجلسات في صنعاء، ولكن بصفة غير قانونية، وعقد المجلس في عدن يرسل رسالة مفادها أن الشرعية بجميع مؤسساتها بدأت تلتئم في العاصمة المؤقتة عدن، وأن الشعب اليمني بكل مؤسساته ماضٍ في دحر الانقلاب على كل المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية، وأنه لا بد من أن تلتئم الجراح ويعود اليمن بكل محافظاته للشرعية».
من جانبه، وجه نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الشكر والعرفان لدول التحالف التي أسهمت في تحقيق كثير من النجاح، وفي مقدمتها السعودية والإمارات قيادة وشعباً، على دعمها المستمر لليمن، مؤكداً أن هذه المواقف الأخوية الصادقة سيدونها التاريخ بأحرف من نور وتذكرها الأجيال.
وحث أعضاء مجلس النواب على مضاعفة الجهود والتحلي بالصبر والحكمة وتلمس احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم التي تضاعفت في رمضان بفعل سطوة الانقلابيين، مؤكداً أن النصر قادم لا محالة وأن تحقيق تطلعات الشعب ببناء دولة اتحادية يسودها الأمن والرخاء والاستقرار هدف رئيسي للشرعية.
وأردف: «نستمد شرعيتنا من أبناء شعبنا وتضحيات أبطالنا ومن المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي والتحالف العربي، بينما يستمد الانقلابيون شرعيتهم من ممارستهم القتل والإرهاب والتدمير لا غير».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.