في فكرة مبتكرة تتيح لضحايا المضايقات الإلكترونية ابتكرت ثيك المقيمة بنيويورك فكرة مخبز أسمته «ترول كيكس باكري آند ديتيكتيف أيجانسي» أو (مخبز كعك الاستفزاز ووكالة التحقيق)، كرد فعل على الأشخاص الذين يزعجون الآخرين عبر الإنترنت حسب تقرير لوكالة «د.ب.أ».
ويتيح المخبز الفرصة للأشخاص الذين يتلقون تعليقات بغيضة عبر الإنترنت الفرصة لأن يرسلوا نسخة مما تلقوه من سباب إلى السيدة ثيك مرفق به عنوان صاحب التعليق المستفز، وتغطيه هي بالسكر وتضعه على كعكة شوكولاته مع رقائق سكرية ورقائق على شكل زهور وفراشات صالحة للأكل وترسله إلى الشخص المسيء. وقالت ثيك (30 عاما) المولودة في ولاية كاليفورنيا: «غالبا ما يكون الكعك جزءا من الاحتفالات كأعياد الميلاد وحفلات الزفاف. وتزيينها بالتعليقات الفظيعة يحول الغضب إلى متعة».
وتكلف الكعكة الواحدة 35 دولارا، ويمكن إرسالها إلى منزل الشخص المسيء أو محل عمله. وإذا كان أحد العملاء لا يعرف عنوان الشخص المسيء، تعثر عليه ثيك بنفسها مقابل 60 دولارا.
وبعد شهر من افتتاحها مخبز «ترول كيكس»، ظلت تخبز في الأمسيات وفي العطلات الأسبوعية من عملها في الكتابة الدعائية بدوام كامل، وأرسلت بالفعل نحو 50 كعكة وتتزايد الطلبات التي تتلقاها.
وتشمل مشروعاتها الغريبة الأخرى بيع حبوب مصنوعة من شعر القطط وصنع باقات من أشياء أخرى غير الزهور وقراءة الطالع باستخدام الشرائح الشمعية المستعملة.
وكان من بين من تسلموا كعك الاستفزاز ساكن عنوان ربما يكون هو الأشهر في الولايات المتحدة: البيت الأبيض، 1600 جادة بنسلفانيا، العاصمة واشنطن.
وقالت ثيك: «أي شخص يستخدم الإنترنت الآن مطلع على المضايقة عبر الإنترنت... وقبل كل شيء يرجع الفضل إلى دونالد ترمب؛ لأن رئيسنا يستفز أشخاصا مثل روزي أودونيل».
ويُعرف عن ترمب أنه يهاجم الممثلة والمذيعة أودونيل ويهينها. وبالفعل، فالرئيس الأميركي ينشر بانتظام تغريدات مسهبة عبر موقع «تويتر» ضد الديمقراطيين والمتاجر متعددة الأغراض والمشاهير والبرامج التلفزيونية والإعلام.
ورغم الانتقاد المتزايد دوما لطريقة استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي، كان الرد الوحيد الذي أجاب به البيت الأبيض «تغريدات الرئيس تتحدث عن نفسها».
وتعرض ثيك الخدمة وتتيح للعميل اختيار تغريدته المفضلة لترمب وتضعها على كعكة وترسلها إلى البيت الأبيض.
وتلقت حتى الآن أربعة طلبات خاصة، إلا أن متحدثة باسم البيت الأبيض قالت: إن الرئيس لم يتسلم أيا منها.
لكن المضايقة عبر الإنترنت مشكلة يومية تعرض لها ما يقرب من نصف مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة في مرحلة ما، وفقا لدراسة أجراها مركز أبحاث «داتا آند سوسايتي» في نيويورك.
وعلى صعيد آخر، فأستاذ علم الإجرام في جامعة فلوريدا أتلانتيك، سمير هيندوجا، متشكك إلى حد ما حول مخبز ثيك.
وقال هيندوجا، المدير المناوب بـ«سايبربوليينج ريسيرش سنتر» أو (مركز أبحاث التنمر عبر الإنترنت): «إنه أمر مستعص على الفهم بالنسبة إلى أن يؤسس شخص ما مكانا كهذا. فكيف لأحد ضحايا التنمر أن ينفق عليه مالا؟ الكعك لذيذ فهو مثل احتفاء بالتنمر».
وذكر هيندوجا، أن الكثير ممن يستفزون الناس عبر الإنترنت يعتقدون أن بإمكانهم إخفاء هوياتهم الحقيقية خلف أسماء مستعارة. وأضاف: «لكننا نرى الكثير من الكراهية كذلك على شبكات التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك)، حيث يستخدم من يستفزون الناس عبر الإنترنت أسماءهم وهوياتهم الحقيقية. إنه لعار أن بعض الناس يجدون متعة في التعامل مع الآخرين بطريقة بغيضة».
وترسل ثيك حاليا طلبات داخل الولايات المتحدة فحسب، لكنها قالت إنه لو كانت مارين لوبان الفائزة في الانتخابات الفرنسية لكانت فكرت في افتتاح مخبز في فرنسا.
أميركية تفتتح مخبزاً لمحاربة المضايقات الإلكترونية بقطع الكعك
أميركية تفتتح مخبزاً لمحاربة المضايقات الإلكترونية بقطع الكعك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة