الجيش الأفغاني يسعى إلى استعادة قلعة بن لادن من «داعش»

«طالبان» أخلت المنطقة بعد معارك شرسة

فوات أمنية أفغانية وأميركية في دوريات بالقرب من منطقة آتشين وجبرهار القريبة من تورا بورا أبريل الماضي (أ.ب)
فوات أمنية أفغانية وأميركية في دوريات بالقرب من منطقة آتشين وجبرهار القريبة من تورا بورا أبريل الماضي (أ.ب)
TT

الجيش الأفغاني يسعى إلى استعادة قلعة بن لادن من «داعش»

فوات أمنية أفغانية وأميركية في دوريات بالقرب من منطقة آتشين وجبرهار القريبة من تورا بورا أبريل الماضي (أ.ب)
فوات أمنية أفغانية وأميركية في دوريات بالقرب من منطقة آتشين وجبرهار القريبة من تورا بورا أبريل الماضي (أ.ب)

قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن الجيش الأفغاني يستعد لشن هجوم على كهوف تورا بورا بعد أن سيطر مقاتلو تنظيم داعش عليها قبل يومين، وأعلن الجنرال دولت وزيري المتحدث باسم الوزارة أن القوات الأمنية التي طهرت مناطق آتشين وجبرهار القريبة من تورا بورا تستعد لشن هجوم على سلسلة الكهوف المحصنة التي كشفت المعلومات أن مقاتلي «داعش» سيطروا عليها وبحسب شهود عيان فإن مسلحي تنظيم الدولة أحكموا السيطرة على تورا بورا بعد هروب قوات أمنية من مواقعهم الأمنية القريبة منها، واتهمت السلطات المحلية في ولاية ننجرهار ميليشيات باكستانية بمساندة مقاتلي «داعش».
إلى ذلك اتهم مدير إدارة الأمن الوطني في إقليم نانجارهار شرقي أفغانستان، الميليشيات الباكستانية
بالمشاركة بنشاط في القتال جنبا إلى جنب مع الموالين لـ«داعش» في الإقليم، وقال الجنرال عبد الصبور ثابت في مؤتمر صحافي بعد تطهير منطقة تشابهارهار في الإقليم من العناصر المتطرفة، إن مقاتلي الجماعة الإرهابية يتلقون تدريبا في الدولة المجاورة وإن الميليشيات الباكستانية تشارك بنشاط في القتال في ننجرهار جنبا إلى جنب مع عناصر «داعش» وأضاف أن عدد مقاتلي الجماعة الإرهابية آخذ في الارتفاع على الرغم من أن الجماعة تفقد المقاتلين على نطاق واسع خلال عمليات قوات الأمن الأفغانية، مشيراً إلى أنه يتم تجنيدهم في الدولة المجاورة وإرسالهم إلى أفغانستان للمشاركة في حركة التمرد. ودعا مدير إدارة الأمن الوطني حكومة ننجرهار إلى إقامة تعاون مع السكان المحليين حتى يتم الحفاظ على المناطق التي تم تطهيرها من المتمردين بعد العمليات العسكرية.كما حث السكان المحليين في ننجرهار على منع موالين لتنظيم داعش من إقامة موطئ قدم حتى لا يستطيعون القيام بالأنشطة المدمرة والإرهابية. وكان المسؤولون المحليون قد قالوا في وقت سابق إن أغلبية مسلحين «داعش» الذين يقاتلون في هذه المقاطعة هم من الرعايا الأجانب وخصوصاً من المناطق القبلية الباكستانية. وقال المتحدث باسم حاكم المقاطعة عطا الله خوجيانى في العام الماضي إن الوثائق التي تم الحصول عليها من الجثث والمعتقلين خلال العمليات وأجزاء أخرى من ننجرهار تكشف عن أنهم من سكان مقاطعة أوراكزاي الباكستانية. وأضاف خو جياني أن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الحكومة تكشف أيضاً أن موالين لتنظيم «داعش» يتألفون في الغالب من مواطنين باكستانيين. ووفقا لخوجياني، فإن أشخاصا من طاجيكستان يقاتلون أيضاً إلى جانب الباكستانيين المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي ويتم الدفع بهم بعد الانتهاء من التدريب في باكستان. وكان ظاهر قدير وهو عضو البرلمان من ننجرهار قال أمام جلسة علنية للبرلمان أول من أمس بأن مقاتلي «داعش» أحكموا السيطرة على تورا بورا، وإذا لم تتمكن القوات الأمنية من مواجهة الخطر فإن الأيام العصيبة بانتظار الجيش وأهالي ننجرهار، وهدد قدير بأن زعماء القبائل وقادة المجاهدين السابقين سيدافعون عن مناطقهم في وجهة ما وصفه بمخطط تدميري يستهدف المنطقة.
وكان مسلحو «داعش» قد سيطروا وفقا لشهود عيان والسلطات المحلية مغاور تورا بورا التي كان احتمى بها ابن لادن في شرق أفغانستان للإفلات من الجيش الأميركي بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وشهدت منطقة الكهوف الوعرة المسالك في ديسمبر (كانون الأول) 2001 معارك ضارية وقصفا مكثفا، حتى تمكن بن لادن من الانتقال إلى المناطق القبلية واللجوء إلى باكستان حيث قتل في غارة للقوات الخاصة الأميركية في 2011. وسيطرة مسلحي تنظيم الدولة على تورا بورا وانتزاعها من «طالبان» يعتبر أمرا عالي الرمزية، وتم ذلك فجر الأربعاء بحسب مصادر محلية متطابقة.
وقال المتحدث باسم حاكم ولاية ننجرهار عطاء الله خوجياني أول من أمس «إن منطقة تورا بورا في إقليم بشراغام سقطت بأيدي مسلحي داعش»، مؤكدا روايات الكثير من سكان المنطقة.
وأوضح المتحدث «إن قوات الأمن والجيش والشرطة المحلية وسكان غاضبون بدأوا عملية لاستعادة تورا بورا الليلة الماضية، لكن لا يمكنهم تنفيذ عملية ميدانية في هذه المنطقة الجبلية المليئة بالمغاور. من جهته، أكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم (طالبان) في بيان أرسله إلى الصحافيين أن المنطقة خرجت عن سيطرة الحركة وسيطرت عليها (داعش)». وقال: «حاولنا المقاومة لكننا فشلنا وسقط سبعة من مجاهدينا شهداء أثناء المعارك». وأضاف أن المعارك مستمرة. وتابع: «نخطط مع السكان لعملية لاستعادة تورا بورا». وتقع تورا بورا على بعد عشرات الكيلومترات من قاعدتهم الرئيسية في شرق أفغانستان أي إقليم آشين حيث تقول القوات الأميركية إنها تلاحقهم بلا هوادة منذ صيف 2016.
وقال شاهد عيان من سكان تورا بورا «إن مسلحي (داعش) وصلوا بأعداد كبيرة صباح الأربعاء عبر الجبل لشن هجوم على تورا بورا» مضيفا أن مسلحي «طالبان لم يقاوموا». وطالب نواب في البرلمان الأربعاء من السلطات اتخاذ إجراءات قوية لوقف تقدم تنظيم الدولة.
وقال النائب الله غل مجاهد «إن (داعش) نقلت مركز عملياتها إلى تورا بورا» مضيفاً: «هناك مئات المسلحين في إقليمي خوكياني وعزرا وهم بصدد تجنيد مسلحين جدد». وكان الجيش الأميركي ألقى في مستهل أبريل (نيسان) أشد قنابله التقليدية فتكا على سلسلة مغاور وإنفاق تستخدمها «داعش» في آشين. وأوقعت العملية بحسب حصيلة رسمية 96 قتيلا بين عناصر «داعش». وتملك القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان ضمن مهمة للحلف الأطلسي، السلطة لتتبع التهديد الإرهابي. ونفذت في هذا السياق منذ يوليو (تموز) 2016 الكثير من الغارات على مواقع تنظيم الدولة خصوصا في آشين.
إلى ذلك ذكرت مديرية الأمن الوطني في أفغانستان (الاستخبارات الأفغانية) في بيان مساء أمس أنها طلبت من باكستان تسليم ثلاثة مشتبه بهم، تقول إنهم وراء هجوم دموي بقنبلة استهدف مسكن حاكم قندهار في منتصف يناير (كانون الثاني) كانون ثان الماضي. وأصدرت الهيئة نتائج تحقيقاتها وتقييمها بعد نحو خمسة أشهر من وقوع الانفجار الذي دمر المبنى في قندهار، وأسفر عن مقتل 13 شخصا، من بينهم خمسة دبلوماسيين من الإمارات ونائب الحاكم. وكان 18 آخرين، من بينهم سفير الإمارات، جمعة محمد الكعبي وحاكم قندهار همايون عزيزي من بين الجرحى.
وتوفي الكعبي متأثرا بإصاباته في مستشفى بالإمارات بعد شهر من الهجوم. وطبقا لتقرير للاستخبارات الأفغانية، تم استخدام عبوات ناسفة من النوع الذي يستخدمه الجيش، يتم التحكم فيها عن بعد في التفجير. وأقر طاه أفغاني يعمل في منزل الحاكم بأنه زرع العبوات الناسفة.
وقال إنه التقى بعضوين من «طالبان»، تعهدا بإعطائه 30 ألف دولار ومنزلا في باكستان إذا نفذ الهجوم بنجاح حسب البيان.



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.