أنهى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس زيارة صداقة وعمل للمغرب دامت يومين، تعتبر الأولى التي يقوم بها لمنطقة المغرب العربي منذ انتخابه في مايو (أيار) الماضي رئيسا للجمهورية.
ووصف ماكرون خلال لقاء صحافي المباحثات، التي أجراها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء أول من أمس بأنها «شخصية جدا»، وأشاد على الخصوص بدعوته رفقة حرمه من طرف الملك محمد السادس إلى المشاركة في إفطار عائلي بالإقامة الملكية دار السلام بالرباط، معربا عن «تأثره البالغ بمشاعر الصداقة هذه». وأشار ماكرون خلال اللقاء الصحافي إلى أن مباحثاته الخاصة مع ملك المغرب استمرت مدة أطول مما كان متوقعا.
وفي خضم أجوبته على أسئلة الصحافيين، أوضح ماكرون أن قضايا التعاون الثنائي والنزاع الليبي وأزمة الخليج العربي والعلاقات الاستراتيجية مع أفريقيا تصدرت مباحثاته مع العاهل المغرب، وقال إن «هذه الزيارة للمغرب، وعلى غرار العلاقات بين بلدينا، ترتكز على رؤية مشتركة وإرادة لمواصلة الاهتمام بمصالحنا المشتركة، ليس فقط بالمغرب، ولكن أيضا بالمنطقة وبأفريقيا».
وأضاف ماكرون أن المغرب «بلد صديق وشريك استراتيجي لفرنسا»، مجددا التأكيد على عزم فرنسا مواكبة الإصلاحات الطموحة التي يباشرها المغرب. وفي هذا الإطار أشار الرئيس الفرنسي إلى مخطط تحديث المؤسسات، مع تفعيل الإصلاح المؤسساتي الذي تقرر سنة 2011. والإقلاع الاقتصادي مع انفتاح المغرب على العالم، إضافة إلى سياساته في مجالات التنمية الاجتماعية والترابية وبرنامج مكافحة التفاوتات ومبادرة الجهوية الموسعة.
وأوضح ماكرون أنه تحدث أيضا مع العاهل المغربي حول الاحتجاجات التي تعيشها منطقة الريف (شمال البلاد)، مؤكدا أن الملك محمد السادس أبلغه «برغبته وحرصه على تهدئة الأوضاع بالمنطقة»، وعبر له عن حبه لمنطقة الريف، وأنه يقضي فيها دائما عطلته الصيفية. كما أبلغه أن «الاحتجاج أمر مشروع ويقره الدستور، وسيتم إقرار إصلاحات بالمنطقة لكنها ستحتاج إلى بعض الوقت». واستدرك الرئيس الفرنسي قائلا: «ليس لدي حق التدخل في الأمور الداخلية للمغرب، لكن طرحت الموضوع بشكل طبيعي ومباشر مع الملك»، مؤكدا أن ما قاله الملك «لا يدعوني إلى القلق»، على حد تعبيره.
وذكر ماكرون أن المباحثات التي أجراها مع العاهل المغربي همت أيضا الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما المشاريع الاقتصادية، والثقافية والتربوية الجارية، والنهوض بالفرنكفونية، والنزاع الليبي، والوضع المتوتر في الخليج، مضيفا أن فرنسا والمغرب لهما سياسة مشتركة في أفريقيا. وأشاد الرئيس الفرنسي، في هذا الصدد، بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وبانضمامه قريبا إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو).
كما أشاد ماكرون بالدور «المتنامي» الذي يضطلع به المغرب في أفريقيا، مؤكدا أن الرباط وباريس لهما سياسة مشتركة يقودانها بالقارة، والتي «تقوم على تطوير نموذج يهدف إلى إعادة التفكير في علاقة متوازنة في أفريقيا بالاستناد على المجتمع المدني، وذلك بدعم من القطاع الخاص وقطاعي التعليم والثقافة».
وأشار ماكرون إلى أن البلدين تحركهما نفس الرغبة لتطوير ونمو القارة، معربا عن يقينه بأن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا سيساهم في هذا الأمر بشكل كبير، مضيفا أن الأمر يتعلق على الخصوص بتطوير البنيات التحتية الطرقية والطاقية ودعم تطور المجتمع المدني.
وبخصوص أزمة الخليج، قال الرئيس الفرنسي إنه أجرى الكثير من المباحثات مع قادة الدول الرئيسية في هذه الأزمة لمحاولة نزع فتيل التوتر بهذه المنطقة، على غرار تلك التي أجراها الملك محمد السادس. وأضاف ماكرون «أملنا في التوصل إلى تسهيل الحوار وكشف كافة مصادر وروابط وتمويلات الجماعات الإرهابية»، موضحا أن الخليج العربي يجب أن يظل مستقرا، وأنه ستعقد قريبا من جديد لقاءات مع مسؤولين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
وأقام العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء أول من أمس بالإقامة الملكية «دار السلام» في الرباط مأدبة إفطار على شرف الرئيس الفرنسي وحرمه بريجيت ماكرون، حضرها ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وشقيق العاهل المغربي الأمير مولاي رشيد، والأميرات المغربيات.
أزمة الخليج والأوضاع في ليبيا تتصدرت مباحثات العاهل المغربي والرئيس الفرنسي
ماكرون وصف مشاوراته مع محمد السادس بـ«الشخصية جدا»
أزمة الخليج والأوضاع في ليبيا تتصدرت مباحثات العاهل المغربي والرئيس الفرنسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة