تُنظم في كل أنحاء لبنان مبادرات خيرية وحفلات لجمع تبرعات وهبات طوال شهر رمضان الذي عادة ما يُكثر فيه المسلمون من أعمال الخير. وفي بيروت مثلا يوزع متطوعون ملابس على معوزين. وفي بلدة عنجر بسهل البقاع يكثف مطعم تبرعات الطعام المتبقي التي يوزعها على الفقراء وذوي الحاجة. وبدأت صحافية تدعى شيرين قباني التبرع بملابسها الخاصة لجهة خيرية من أجل توصيلها لمن يحتاجونها خلال شهر الصوم.
لكن مشروعها تحول سريعا إلى محل صغير في برج أبي حيدر ببيروت تدعمه شركة محلية تسمى وفاء. وتجمع شيرين قباني حاليا الملابس من متبرعين محليين ثم تأخذها للمغسلة وتعبؤها وتضعها في المحل. وتجمع شيرين أيضا ملابس جديدة من أصحاب محلات ملابس في الغالب لتصبح ثياب عيد رائعة لذوي الحاجة من أجل عيد الفطر. وقالت شيرين قباني لـ«رويترز» من المحل الصغير مقر حملة «ثياب العيد»: «فتحت محلاً تكون فكرته مجانية، المميز فيه أنه يهدي الثياب المستعملة ويتم إرسالها للمصبغة لتنظيفها، وتعطيرها وترجع كأنها قطعة جديدة». وتفتح شيرين محلها يوميا وقت العصر طوال الأسبوع وتفتحه طوال يوم السبت بينما تغلقه أيام الأحد وتذهب في جولة بأنحاء لبنان لتوصيل الملابس لمن هم في حاجة لها ببيوتهم. وتؤمن شيرين بأن الناس يتبرعون من خلالها للمحتاجين خلال شهر رمضان.
وأضافت: «والأحلى أنه فيه عالم (ناس) عم بتجيب لي قطع جديدة بالنايلون من واجهة بالمعرض عم بيشيلوهم أو محلاتهم. قطع جديدة بالكرتون يعني مش ملبوسة أبدا حتى بيساهموا من خلالي إنه يعطوا بها الشهر الفضيل للعالم».
وأردفت شيرين: «نحن عم نحاول قد ما فينا من ها المحل الصغير نتوجه لأكبر عدد من الفئات المُهمشة واللي أوضاعها بعوز شديد، بحاجة لثياب بشكل كثير كبير إنه نوزّع لهم الثياب».
وفي عنجر بشرق لبنان قرب سهل البقاع بدأ مطعم الشمس المعروف في المنطقة توزيع الطعام المتبقي على من هم في حاجة له بالمنطقة قبل نحو أربع سنوات. وخلال شهر رمضان تزيد عملية التوزيع يوميا بعد الإفطار لمساعدة من لم يستطيعوا شراء طعامهم. وقال حنا زتليان صاحب مطعم الشمس لـ«رويترز»: «كل الذي يُجمع لجمعيات خيرية يذهب للاجئين سوريين، وللفقراء اللبنانيين. أكيد في كميات كبيرة من الأكل بتذهب قبل (المقالب). صرنا هذا يمكن رابع سنة نوزع بطريقة مجانية أكيد. وأهم شيء أكيد الأكل نظيف».
وقال متطوع في حملة الأكل يدعى أحمد قزاح: «في هذا الشهر تجد أناساً لا يوجد معهم ما يأكلونه لذلك نقوم بتوزيع هذا الأكل لهؤلاء». ويُفرز الطعام المتبقي في مطبخ مطعم الشمس ويُعبأ بشكل لائق ليتم توزيعه على العشرات الذين ينتظرون في صف أمام المطعم في الوقت المخصص للتوزيع. وعبرت لاجئة تدعى حسنا عساف عن امتنانها للمطعم وأصحابه فقالت: «الله يعطيهم العافية كل واحد يشارك في هذا الأكل الله يعطيهم ألف عافية ونفسيتهم حلوة. كثر خيرهم وقبل التوزيع... بيقولوا التوزيع قبل الساعة علشان ما تحضروا وتنتظروا وبنحضر إلى هنا باحترام وبيحترمونا ويعطيهم ألف عافية يا رب».
ويأمل مطعم الشمس أن يواصل دعم المجتمع المحلي خلال شهر رمضان وعلى مدار العام كما تحلم شيرين قباني بأن تفتح محلها الخيري في أوقات مختلفة طوال العام مثل وقت عيد الميلاد ومع بداية العام الدراسي عندما تكون هناك حاجة ماسة للملابس.
مبادرات خيرية لجمع تبرعات خلال رمضان في لبنان
لتوصيلها لمن يحتاجونها خلال شهر الصوم
مبادرات خيرية لجمع تبرعات خلال رمضان في لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة