أودري هيبورن تطل على لندن من جديد عبر مزاد ضخم

«كريستيز» تعرض مئات القطع من متعلقات النجمة منها خزانة ملابسها كاملة

اشتهرت هيبورن بأناقة هادئة جذابة (غيتي)
اشتهرت هيبورن بأناقة هادئة جذابة (غيتي)
TT

أودري هيبورن تطل على لندن من جديد عبر مزاد ضخم

اشتهرت هيبورن بأناقة هادئة جذابة (غيتي)
اشتهرت هيبورن بأناقة هادئة جذابة (غيتي)

«سيدتي الجميلة»، وصاحبة «الوجه المرح»، النجمة العالمية الراحلة أودري هيبورن هي بطلة موسم مزادات هذا الصيف في لندن، وسيتاح لجمهور عريض الإطلالة على ملامح من حياة الممثلة الرقيقة، من خلال مزاد ضخم تقيمه دار كريستيز في 27 سبتمبر (أيلول) المقبل، ويعيد هيبورن لوطنها مرة أخرى. وغني عن الذكر أن الإقبال على المزاد أو المعرض المفتوح الذي سيسبقه، سيكون كبيراً، وهي ليست مبالغة، فأودري هيبورن أيقونة عالمية لا تخبو جاذبيتها، ولها جمهور عاصرها وأحبها، وجمهور جديد لم يعاصرها، ولكنه يرى فيها مثالا للجمال الراقي.
ولعل الإقبال الكبير الذي لاقاه معرض صور هيبورن الذي أقيم في «ناشونال بورتريه غاليري» بلندن عام 2015، خير دليل على جماهيرية النجمة الراحلة.
في حديث لـ«الشرق الأوسط» يعلق أدريان هيوم ساير مدير قسم المجموعات الخاصة في كريستيز بأن المزاد له أهمية استثنائية ويقول: «إنه أمر مثير جداً أن تستطيع اقتناص لمحات من حياة نجمة بحجم هيبورن، فهي ما زالت تتواجد بفنها بشكل كبير».
أسأله عن عدد القطع في المزاد ويتجنب الإجابة قائلا: «ما زلنا في البداية ومن الصعب التحديد ولكني أستطيع القول إن المزاد يضم مئات القطع». غير أنه يشير إلى أن المزاد المسائي الذي سيقام بمقر الدار في شارع كينغ ستريت سيضم «نحو 200 قطعة، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن بعض تلك القطع ستجمع سويا، على سبيل المثال بنطال ومعطف وحقيبة يد». هناك أيضا عدد كبير من القطع المنفردة وقد يكون من الأفضل جمع عدد منها سويا مثل بروغرام عرض «إفطار في تيفاني» مع قطع أخرى، ربما صور فوتوغرافية، ترتبط بالفيلم لبيعها سويا، غير أنه يسارع بتأكيد أن التصنيفات غير معروفة بعد؛ «فنحن ما زلنا في البداية».
أتساءل إن كان المزاد يقدم أيا من الصور التي حواها معرض «نشونال بورتريه غاليري»؟ يقول: «لا أعرف، لكني مدرك أن بعض القطع التي قدمتها العائلة تم عرضها من قبل».
المزاد يمنح الجمهور فرصة لإلقاء نظرة على عالم أودري هيبورن الإنسانة، وأيضا الممثلة، ويقدم قطعا لم تعرض للبيع من قبل، منها مجموعة ضخمة من ملابسها وصورها ونسخ من سيناريو أشهر الأفلام التي قامت ببطولتها، إضافة إلى قطع متفرقة أحبتها النجمة واحتفظت بها، وحافظت عليها عائلتها من بعدها. قرر ولدا هيبورن، لوكا دوتي وشون هيبورن فيرير، عرض مجموعة منتقاة من القطع للبيع قائلين في بيان: «فقدنا والدتنا وصديقتنا الحميمة، وفقد العالم رمزا للجلال والأناقة والإنسانية. حافظنا على مشاعرنا تجاهها كما حافظنا على ممتلكاتها، التي تعبر عن اختياراتها في الحياة. وبعد 24 عاما (على وفاتها)، اخترنا القطع التي نريد أن نحتفظ بها وأيضا القطع التي سنكون سعداء بتسليمها للأجيال المقبلة». يرى ابنا هيبورن أن بيع أغراضها هو محاولة للتشارك مع قاعدة محبيها الآخذة في الازدياد: «كل من استمتع بأفلامها وأناقتها وأولئك الذين تابعوا سيرتها في الأعمال الخيرية».
يعرض المزاد عددا من الصور الخاصة بهيبورن التقطها مشاهير المصورين وهي في قمة تألقها في الفترة ما بين 1953 و1968، وهي صور احتفظت بها في أرشيفها الخاص. هناك أيضا عدد من الخطابات والقطع المتفرقة مثل قداحة نقش عليها عبارة «إلى سيدتي الجميلة»، ومرآة ذهبية تحمل الأحرف الأولى من اسم الممثلة، وحقيبة جلدية تحمل الأحرف الأولى من اسمها.
* رمز للأناقة الساحرة
أسلوب هيبورن في اختيار الملابس جذب الانتباه والإعجاب على مدى حياتها، فهي بقامتها النحيلة ورقتها وحركاتها الطائرة التي لا شك تأثرت بدراستها لفن الباليه، استحقت لقب الأيقونة، ولا تزال مضرب المثل في الأناقة البسيطة والرشاقة والجمال الملائكي. وسيرى رواد المعرض والمزاد مجموعة كبيرة من ملابسها وأحذيتها المنخفضة الكعب التي اشتهرت بها، كما سيكون هناك عدد من القطع من خزانة ملابسها منها معطف من بيربري (بسعر تقديري 6000 - 8000 جنيه إسترليني)، ومجموعة ضخمة من الأحذية الملونة (تبدأ من 1500 جنيه إسترليني).
ارتبط اسم هيبورن مع اسم المصمم العالمي هيوبير دو جيفنشي الذي تم التعاقد معه لتصميم ملابس هيبورن في فيلم «سابرينا»، وسرعان ما نمت الصداقة بينهما، وأثمرت عن تعاون ظهرت آثاره في أزياء هيبورن في أفلامها. وصمم جيفنشي للنجمة أزياء أفلام: «لوف إن ذا أفترنون» (الحب في الظهيرة): «فاني فيس» (الوجه المرح)، بريكفاست آت تيفاني» (الإفطار في تيفاني): «هاو تو ستيل آ ميليون» (كيف تسرق مليونا). كما حفلت خزانتها الشخصية بتصميمات صديقها جيفنشي. ومن تصميمه يعرض المزاد فستانا من الساتان الأزرق ارتدته النجمة خلال مؤتمر صحافي للترويج لفيلم «تو فور ذا رود» 1966، ويقدر سعره ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف جنيه إسترليني.
وبما أن المزاد يضم دولاب الملابس الخاص بهيبورن كاملا، أسأله عن أزياء المصمم جيفنشي، يقول: «سيكون هناك بعض القطع من تصميمه، إضافة إلى الفستان الأزرق من عام 1966، وقطع أخرى من ذلك التاريخ وما بعده. جيفنشي كان مصممها المفضل واسمه سيسيطر على المزاد بشكل كبير». ويستطرد: «لدينا كل محتويات خزانتها من الأحذية وحقائب اليد والملابس، إضافة إلى حقائب السفر، وعلبة مساحيق التجميل التي تحمل الأحرف الأولى من اسمها، وغيرها كثير من القطع التي تبدو في حالة ممتازة بفضل العناية الفائقة التي تعاملت بها العائلة».
هل سيضم المزاد أيا من الملابس التي ظهرت بها في أفلامها؟ يجيب: «هناك عدد قليل من القطع التي ترتبط بأفلامها».
أهمية المزاد كما يشير هيوم ساير تكمن في أن هيبورن احتفظت بالقطع حتى وفاتها، وهو ما يجعلها «خاصة جداً»، مضيفا: «إنه أمر غير معتاد أن نعرض للبيع متعلقات نجمة سينمائية بحجم هيبورن، وخاصة أن القطع محفوظة بعناية رغم مرور 24 عاما على وفاتها».
* سيناريو «الإفطار في تيفاني»
احتفظت النجمة ببعض القطع المرتبطة بمسيرتها السينمائية مثل نسخ السيناريو التي تحمل ملحوظات بخط يدها مثل سيناريو فيلم «بريكفاست آت تيفاني»، ونوتة موسيقى أغنية «موون ريفر» (نهر القمر) التي غنتها في الفيلم نفسه. للفيلم مكانة خاصة لدى جمهور هيبورن ويعتبره الكثيرون من أهم الأفلام التي أنتجتها السينما العالمية، وهو ما تأكد عند بيع الفستان الأسود الشهير الذي ارتدته في مشهد البداية، (وهي تقضم قطعة الكرواسان أمام نافذة متجر تيفاني بنيويورك)، بنحو نصف مليون جنيه إسترليني في مزاد بكريستيز عام 2006، ولعل هذا ما يفسر السعر المقدر للسيناريو التي تركت عليه الممثلة ملاحظات وعلامات بالحبر الأزرق، حيث قدر له 60 ألفا إلى 80 ألف جنيه إسترليني.
* صور أيقونية
عندما قامت عائلة هيبورن بإمداد معرض في «ناشونال بورتريه غاليري» بعدد كبير من الصور الخاصة التي لم تعرض من قبل، علق ابنها لوكا دوتي بأن المعرض يسمح له ولشقيقه برؤية والدتهما بشكل جديد، وإنه سيسمح لهما بتكوين صورة مكتملة لحياتها. وربما يحدث هذا مع المزاد المرتقب، حيث قدمت عائلتها مجموعة ضخمة من الصور الخاصة، بعضها يعبر عن مراحل حياتها، والبعض الآخر صور ارتبطت بمسيرتها السينمائية. ولأن هيبورن لها حضور طاغٍ، وأيضا لأنها تملك وجها تعشقه كاميرات التصوير؛ فالمتوقع أن تمثل الصور نقطة جذب لزوار المعرض العام والمزاد الذي يتلوه. أمثلة للصور التي ستعرض، مجموعة من الصور الخاصة التقطتها عدسة المصور الهير باد فراكر من كواليس فيلم «بريكفاست آت تيفاني»، وصور لها بملابس فيلم «ماي فير ليدي» إضافة إلى صور خاصة التقطها المصور سيسيل بيتون ونسخ من صور للنجمة نشرتها مجلة «فانيتي فير» بعدسة المصور ستيفن ميزيل. ونسبة للأسعار المتدرجة للصور (من 100 جنيه حتى 80 ألف جنيه) فيعني ذلك فرصة لعشاق هيبورن للفوز بإحدى الصور التي ظلت ضمن ممتلكاتها.
ينقسم المزاد إلى قسمين: الأول سيقام بمقر كريستيز بشارع كينغ ستريت يوم 27 سبتمبر، والقسم الثاني سيكون على الإنترنت وينطلق من 19 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر (تشرين الأول). أما المعرض المفتوح للجمهور فسيبدأ من 23 إلى 26 سبتمبر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.