القوات العراقية تقترب من جامع النوري في الموصل

تسعى لتطهير آخر جيوب «داعش» شمال المدينة القديمة

مدنيون يفرون من معارك غرب الموصل أمس (رويترز)
مدنيون يفرون من معارك غرب الموصل أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تقترب من جامع النوري في الموصل

مدنيون يفرون من معارك غرب الموصل أمس (رويترز)
مدنيون يفرون من معارك غرب الموصل أمس (رويترز)

واصلت القوات العراقية أمس تقدمها باتجاه المحور الشمالي للمدينة القديمة التي تستعد لاقتحامها قريبا. بينما شهدت المنطقة المحيطة بجامع النوري الكبير وسط المدينة القديمة التي ما زالت خاضعة لمسلحي «داعش» أمس، هدوءا حذرا، سوى بعض تراشق القناصة.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، لـ«الشرق الأوسط»: «اندفعت قطعاتنا اليوم (أمس) باتجاه مستشفى الشفاء الواقع في حي الشفاء، لإحكام سيطرتها على آخر الجيوب شمال المدينة القديمة»، كاشفا أن وحدات خاصة من الشرطة الاتحادية تتقدم باتجاه جامع النوري آخر معاقل «داعش» في أيمن الموصل، لافتا إلى أن «المعركة تسير وفق التكتيكات الميدانية المرسومة لها وهزيمة (داعش) باتت مجرد وقت».
وما زال مسلحو «داعش» الذين يُشير المسؤولون العسكريون العراقيون إلى أن عددهم يبلغ نحو 500 مسلح، يُسيطرون على حيي الشفاء وباب سنجار، ومنطقة الفاروق والمدينة القديمة التي يقع فيها جامع النوري الكبير ومنارته الحدباء التاريخية، التي أعلن منها تنظيم داعش تأسيس «دولة الخلافة» في صيف عام 2014، التي شملت مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية.
بدوره أوضح مسؤول إعلام قوات الشرطة الاتحادية العقيد عبد الرحمن الخزعلي، لـ«الشرق الأوسط»: «قطعاتنا تبعد بضع مئات من الأمتار عن جامع النوري من المحور الجنوبي، لكن معركة اقتحام المدينة القديمة لم تبدأ بعد، فقطعاتنا تواصل حاليا عمليات تطهير حي الشفاء، وبعدها ستباشر بتحرير باب سنجار، ومن ثم ستنطلق معركة تحرير المدينة القديمة».
وكشف الخزعلي عن حصيلة قتلى مسلحي «داعش» خلال معارك أمس في حي الشفاء، وأضاف: «بناء على معلومات استخباراتية، قصفت قواتنا بشكل دقيق مواقع التنظيم في حي الشفاء، وأسفر القصف عن مقتل 13 إرهابيا من العرب والأجانب، وكذلك قُتل الإرهابي وطبان يونس محمود المشهداني، المسؤول عن المضافات (مواقع ومقرات التنظيم)».
في غضون ذلك، خاضت قوات الجيش العراقي معارك ضارية ضد مسلحي التنظيم في غرب الموصل. وقال الملازم عمر الجبوري، الضابط في الجيش العراقي، إنه «في إطار عملية تحرير ناحية المحلبية، حررت قواتنا بإسناد من مروحيات الجيش العراقي 5 قرى من القرى الواقعة شرق المحلبية، وهي قرى شيخ قرة السفلى، وطيشة العطشانة، والشهداء، والعزيزية، والموالي، وما زال التقدم مستمرا باتجاه المحلبية»، مضيفا أن العشرات من مسلحي التنظيم قتلوا خلال المعارك.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.