تركيا تنشئ أكبر حديقة في أوروبا لحماية الحياة البرية

اهتمام حكومي كبير وتشريع يضع قواعد لاقتناء الحيوانات

حديقة حماية الحياة البرية في بلدية كوجالي على بعد 70 كيلومترا شرق مدينة إسطنبول
حديقة حماية الحياة البرية في بلدية كوجالي على بعد 70 كيلومترا شرق مدينة إسطنبول
TT

تركيا تنشئ أكبر حديقة في أوروبا لحماية الحياة البرية

حديقة حماية الحياة البرية في بلدية كوجالي على بعد 70 كيلومترا شرق مدينة إسطنبول
حديقة حماية الحياة البرية في بلدية كوجالي على بعد 70 كيلومترا شرق مدينة إسطنبول

بالتزامن مع توجه الحكومة لوضع قواعد جديدة تنظم اقتناء الحيوانات الأليفة وتمنع عرضها وبيعها في المحال التجارية، يجري الإعداد لافتتاح أكبر حديقة لحماية الحياة البرية في أوروبا على مساحة نحو ألفي دونم في مدينة كوجالي غرب تركيا.
وتعمل بلدية كوجالي، التي تقع على بعد 70 كيلومترا شرق مدينة إسطنبول، على توطين أكثر من ألف نوع من الأحياء البرية في الحديقة، بهدف تعريف المواطنين بها، وضمان تكاثرها وحمايتها من الانقراض.
ويقول الطبيب البيطري عبد القادر كويباشي، المسؤول عن الحديقة، إن العمل على المشروع بدأ عام 2009 وإن البلدية كانت تعمل خلال العام الأخير على تقسيم وتصنيف وهيكلة الحديقة الضخمة، وتعتزم افتتاحها أمام المواطنين والزائرين في غضون العام المقبل.
وأشار إلى أنهم يخططون لتوطين الحيوانات داخل أسوار الحديقة بشكل تدريجي، وفقا لتنوعها بهدف تحقيق التوازن البيئي اللازم، ففي المرحلة الأولى سيتم توطين الحيوانات العاشبة، مثل الغزلان البور واليحمور والأيل الأحمر، ثم توطين الحيوانات المفترسة، مثل الدببة والثعالب والذئاب والضباع بطريقة متناسقة.
وأوضح كويباشي أن الهدف هو توطين أكثر من ألف نوع من الأحياء داخل أسوار الحديقة، وسيتم ذلك على شكل مراحل وأن لديهم الآن نحو 170 حيوانا.
وأضاف أن الحديقة ستكون الأكبر من نوعها على مستوى أوروبا، وستضم أقساما خاصة لتعليم الأطفال وممارسة أنشطة مختلفة مشيرا إلى تخصيص نحو 70 دونما لإنتاج الأعلاف بجودة عالية، للحيوانات العاشبة، لوضع نظام غذائي متوازن لها.
وتضم الحديقة 12 بحيرة صغيرة تجمع فيها مياه الأمطار والثلوج، وذلك لتوفير المياه والمأوى الطبيعي لبعض أنواع الحيوانات والطيور، وقال كويباشي إنه سيتم استخدام هذه البحيرات لتأمين المياه عبر خطوط أنشأناها لتسهيل عثور الحيوانات على المياه دون قطع مسافات طويلة.
كما يجري إنشاء تلال متوسطة الارتفاع تمكن الزوار من مشاهدة مختلف أقسام الحديقة الكبيرة.
وفي إطار الجهود التي تبذلها الحكومة التركية لرعاية الحيوانات الأليفة وحمايتها، سيتم حظر بيع القطط والكلاب في محال بيع الحيوانات في جميع أنحاء البلاد وفقا لمشروع قانون تعده وزارة شؤون الغابات والمياه بشأن حقوق الحيوان ومحال بيع الحيوانات الأليفة عقب سلسلة من اللقاءات مع ممثلي جمعيات حقوق الحيوان.
ووفقا للمشروع فإن أولئك الذين يرغبون في شراء الحيوانات الأليفة من المحلات التجارية للحيوانات الأليفة يجب أن يختاروا من الكتالوجات، حيث لن يسمح لأصحاب محال بيع الحيوانات الأليفة عرض القطط والكلاب في محالهم. وسيتم وضعها في مواقع خاصة مجهزة بالضوء المناسب والتوازن الحراري، في حين أن محال الحيوانات الأليفة سوف تكون قادرة فقط على عرض الأسماك وأنواع الطيور. كما يحظر القانون خروج المواطنين إلى الشوارع بصحبة الكلاب دون مقود وقفازات وكمامة وقال المدير العام لمديرية حفظ الطبيعة والمتنزهات الوطنية نور الدين طاش إن الأشخاص الذين ينتهكون هذه اللائحة سيتعرضون للغرامة. وأضاف أنه تم حظر تواجد الكلاب التي تشكل خطرا على حياة الناس في الشوارع بعد تشكيل مجلس علمي مهمته تحديد الأنواع المسموح بالسير بها في الشوارع.
وأضاف أنه سيتم تسجيل القطط والكلاب الأليفة من خلال شرائح وتسجيلها في قاعدة بيانات الوزارة وتشمل التفاصيل الخاصة بالحيوان وصاحبه. كما سيتم التعرف على من يطلقون حيواناتهم في الشارع وتغريمهم، كما يحظر مشروع القانون حدائق الدلافين في جميع أنحاء تركيا.
وانتقد أحد منابر حقوق الإنسان مشروع القانون قائلا إنه تم إعداده دون الحصول على آراء العلماء والمجالس المهنية والمنظمات غير الحكومية محذرا من أنه إذا تحول إلى قانون فإن ذلك سيؤدي إلى «إبادة جماعية للحيوانات حيث سيطلق عليها النار في الشوارع أو يتم تسميمها».
ورفض تاش هذه الانتقادات مشيرا إلى أن مشروع القانون يلزم ببناء حضانات للحيوانات في جميع المناطق والأحياء التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة كما يتضمن الحكم بالسجن على كل من يقتل أو يسمم أو يبيع الحيوانات من أجل الطعام أو من يعرض الحيوانات لانتهاكات من أي نوع.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.