اليونان تجبر أتراكاً على العودة إلى بلادهم

أطباء أنقرة يشكون من عدم تمكنهم من الوصول إلى مضربين عن الطعام

اليونان تجبر أتراكاً على العودة إلى بلادهم
TT

اليونان تجبر أتراكاً على العودة إلى بلادهم

اليونان تجبر أتراكاً على العودة إلى بلادهم

عبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء إقدام السلطات اليونانية على إجبار مواطنين أتراك العودة إلى بلادهم، وكانوا قد فروا إليها سعيا للجوء بسبب مخاوف تعرضهم للاضطهاد أو الاعتقال. جاء ذلك بعد أن ألقت قوات حماية الحدود اليونانية القبض على عدد من الأتراك ممن تقول السلطات التركية إنهم من أتباع الداعية فتح الله غولن، التي تتهمها بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) العام الماضي أثناء محاولتهم دخول الأراضي اليونانية بطرق غير قانونية، وتسليمهم إلى السلطات التركية. وقالت مصادر أمنية تركية إن الواقعة تعود إلى يوم الجمعة الماضي، حيث أعادت السلطات اليونانية 10 أفراد ألقت القبض عليهم عقب تجاوزهم نهر مريج إلى الجانب اليوناني، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن أن أحد الموقوفين هو الضابط خليل كومجو، المطلوب للتحقيق في قضية محاولة اختطاف قائد قوات الدرك التركية غالب مندي ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة.
وعقب إتمام إجراءات التسليم عند الحدود التركية اليونانية بولاية أدرنة التركية، قامت الجهات التركية المختصة، باقتياد الموقوفين إلى مديرية أمن الولاية لإكمال التحقيقات معهم وتسليمهم بعد ذلك إلى المحكمة. وعبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء التقارير التي وصفتها بـ«المقلقة للغاية» التي تفيد بأن اليونان تجبر المواطنين الأتراك الذين يعتزمون اللجوء على العودة من دون مراجعة طلباتهم للحصول على مأوى.
وقال فيليب ليكليرك، الممثل المحلي للمفوضية «لقد جرى تسجيل مثل هذه الادعاءات المتعلقة بالعودة القسرية غير الرسمية من قبل، ومن الأهمية بمكان أن تحقق السلطات اليونانية فيها بشكل شامل».
وأضاف في بيان على الموقع الإلكتروني للمفوضية «إذا تأكد ذلك، فإن هذا الأمر مقلق للغاية، وإن الحق في التماس اللجوء والتمتع به حق أساسي من حقوق الإنسان».
وأثارت الرابطة اليونانية لحقوق الإنسان، هذه المزاعم بشأن العودة القسرية في وقت سابق من الأسبوع الحالي وقالت: إن شخصا على الأقل من تسعة أشخاص، أجبر على العودة رغم طلب الحماية من الاضطهاد في تركيا.
وقالت الرابطة اليونانية لحقوق الإنسان إنه جرى إجبار أسرة بأكملها على العودة، لافتة إلى أن رفض اللجوء للأشخاص الذين يبحثون عن الحماية، يخالف القانون الدولي. وتوترت العلاقات بين أنقرة وأثينا مؤخرا لرفض اليونان إعادة 8 من العسكريين الأتراك فروا إليها ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة بطائرة عسكرية أعادتها السلطات اليونانية إلى تركيا، إلا أن المحكمة العليا رفضت أكثر من طلب من الجانب التركي بإعادة العسكريين.
في سياق متصل، اشتكت غرفة الأطباء في أنقرة من عدم تمكنها من الحصول على معلومات بشأن أستاذة جامعية ومدرس أضربا عن الطعام منذ 75 يوميا بسبب فصلهما من عملهما لادعاء صلتهما بحركة الداعية فتح الله غولن، حيث جرى اعتقالهما لدى اعتصامها في أحد الميادين ونقلا إلى سجن سنجان في ضواحي أنقرة.
وقال رئيس الغرفة الدكتور وداد بولوط: إن الأكاديميين المضربين عن الطعام أشرفا على الموت، لكننا لم نتمكن من الاطلاع على حالتيهما وإجراء فحص طبي لهما.
وتم القبض على الأستاذة الجامعية نورية جولمان وسميح أوزاكشا، وهو مدرس في مدرسة ابتدائية، في 23 مايو (أيار)، وهو اليوم الخامس والسبعون لإضرابهما عن الطعام. ويقال: إنهما يواصلان إضرابهما عن الطعام منذ ذلك الحين، ووجهت إليهما تهم بدعم الإرهاب.
وقال رئيس غرفة الأطباء: ««ليس من المقبول طبيا أن تتم إدانتهما من خلال الضغط عليهما واعتقالهما وهما في حالة جوع. ومن الواضح أن حالة جولمان وأوزاكشا الصحية يمكن أن تتحول بشكل كبير في أي لحظة إلى الإعاقة التي من المستحيل علاجها. وهما عرضة أيضا لخطر الموت».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».