«ثقافة ما نرتدي»... عرض موسوعي عن الأزياء برعاية «غوغل»

«فيكتوريا آند ألبرت» و180 متحفاً عالمياً تشارك بمعارض رقمية لأشهر المصممين والصيحات

رداء متأثر بالفن السوريالي من تصميم إلسا شياباريلي (فيكتوريا آند ألبرت) - من «فاشون وي وير» رداء ملكي بريطاني (فيكتوريا آند ألبرت) -  مقطع من رداء للسهرة من تصميم مارشال سنيلغروف (فيكتوريا آند ألبرت) -  لقطة من موقع مشروع غوغل «ثقافة ما نرتدي» (وي وير كلتشر) (أ.ب)
رداء متأثر بالفن السوريالي من تصميم إلسا شياباريلي (فيكتوريا آند ألبرت) - من «فاشون وي وير» رداء ملكي بريطاني (فيكتوريا آند ألبرت) - مقطع من رداء للسهرة من تصميم مارشال سنيلغروف (فيكتوريا آند ألبرت) - لقطة من موقع مشروع غوغل «ثقافة ما نرتدي» (وي وير كلتشر) (أ.ب)
TT

«ثقافة ما نرتدي»... عرض موسوعي عن الأزياء برعاية «غوغل»

رداء متأثر بالفن السوريالي من تصميم إلسا شياباريلي (فيكتوريا آند ألبرت) - من «فاشون وي وير» رداء ملكي بريطاني (فيكتوريا آند ألبرت) -  مقطع من رداء للسهرة من تصميم مارشال سنيلغروف (فيكتوريا آند ألبرت) -  لقطة من موقع مشروع غوغل «ثقافة ما نرتدي» (وي وير كلتشر) (أ.ب)
رداء متأثر بالفن السوريالي من تصميم إلسا شياباريلي (فيكتوريا آند ألبرت) - من «فاشون وي وير» رداء ملكي بريطاني (فيكتوريا آند ألبرت) - مقطع من رداء للسهرة من تصميم مارشال سنيلغروف (فيكتوريا آند ألبرت) - لقطة من موقع مشروع غوغل «ثقافة ما نرتدي» (وي وير كلتشر) (أ.ب)

عندما يقوم متحف عالمي مثل «فيكتوريا آند ألبرت» بتنظيم معرض عن تاريخ الأزياء تكون النتيجة معرضا شاملا يحاول انتقاء أهم القطع التي يمكن العثور عليها في مخازن المتحف العريق وأيضا الاستعارة من المتاحف والمؤسسات العالمية الأخرى لتكوين معرض متكامل. في مثل هذا المعرض، مهما تعددت المعروضات فإن عددها سيظل محدودا، بحكم عوامل المساحة والقدرة على الاستعارة وإمكانية نقل القطع وغيرها كثير من الخطوات التنظيمية.
وربما يكون هذا أحد الأسباب التي ستجعل من المشروع، الذي اشترك فيه المتحف اللندني و180 مؤسسة ثقافية من حول العالم مع مشروع غوغل للفن والثقافة، أضخم معرض يمكن تنظيمه عن عالم الأزياء والتصميم. ولكنه ليس معرضا فعليا سيشغل مكان وزمان محدد بل سيفترش الفضاء الإلكتروني عارضا على الجمهور في كل مكان فرصة لاكتشاف تاريخ عمره 3000 عام من صناعة الملابس.
المشروع يحمل عنوان «ثقافة ما نرتدي» (وي وير كلتشر)، ويجب القول إنه يتجاوز كونه معرضا، فهو أقرب لموسوعة بصرية تسرد تاريخ ثري وواسع للأزياء وارتباطها بالثقافة والفن والعلوم في عصرها. صفحة المدخل تبدأ بتقديم المشروع بعبارة: «ثقافة ما نرتدي.. قصص خلف ما نلبسه»، يتبعها مجموعة من العناوين التي يمكن تصفح كل منها على حدة منها. مثال لتلك الملفات ما أطلق عليه اسم «الأيقونات»، وهو مخصص لتقديم عروض منفصلة عن أشهر الأسماء في عالم الأزياء أمثال أوسكار دي لارنتا وكريستيان ديور وكوكو شانيل وجياني فيرساتشي وإيسي مياكي وبالانسياجا وألكساندر ماكوين وغيرهم. كل ملف يأخذنا، عبر عرض صور وأفلام قصيرة ورسومات فنية، لقصة كل اسم من هذه الأسماء. وبالطبع فصور الأزياء والرسومات كلها مستعارة من مؤسسات عالمية.
المشروع يستعرض أيضا نحو 5000 قطعة من مقتنيات متحف «فيكتوريا آند ألبرت» والتي تعد الأكثر شمولية حول العالم، فهي تضم أردية تاريخية هامة من القرن السابع عشر والثامن عشر وفساتين سهرة من ثلاثينات القرن الماضي مرورا بأزياء مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وأزياء الستينات وصولا للعصر الحالي.
وبكل ما يمثله المشروع من أهمية فهو أيضا مصمم بصريا بشكل ممتع يغري المتصفح بقضاء ساعات في محاولة استكشاف كل موضوع على حدة، ولكن وبما أن المشروع موجود على الفضاء الإلكتروني ولا يرتبط بمواعيد عرض فلا سبب يدعو للعجلة، تستطيع العودة له متى أردت.
يلفت النظر أن هناك ما يطلق عليه «معارض رقمية» يصل عددها لـ500 معرض، يدور كل منها حول موضوع محدد يرتبط بالأزياء ولكن من خلال زاوية محددة، مثل معرض يستكشف مجموعة أردية من تصميم شانيل تبرعت بها آنا وينتور، رئيسة تحرير فوغ الأميركية، لمتحف «سكاد فاش للأزياء والأفلام» بأتلانتا، أو معرض آخر يدور حول الممثلة العالمية أودري هيبورن وعلاقتها مع المصمم سيلفاتوري فيراغامو، معرض ثالث يدور حول تصاميم كريستيان ديور تحديدا لفساتين الحفلات. هناك معارض أخرى مرتبطة بالتطور التاريخي للأزياء، مثل معرض عن فساتين الزفاف في الفترة من 1800 إلى عام 2000 وآخر عن أزياء الرجال المتأنقين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وغيرهم كثير جدا.
لا يكتفي الموقع بكل هذه المعلومات والمعروضات بل يتجه أيضا إلى استكشاف جوانب أخرى مرتبطة بالأزياء، مثل عرض لتاريخ صناعة المانيكان في إيطاليا خلال 47 عاما وعرض آخر بشاشة غوغل ستريت لأهم القصور والأماكن التي تستضيف عروض الأزياء.
تم تصوير المعروضات خصيصا للموقع باستخدام كاميرات «غوغل آرت» التي غاصت في تفاصيل بعض القطع بدرجة مذهلة، ويشير الموقع: «يستطيع المشاهدون رؤية صورة مقربة جدا لـ(غرز الخياطة) الحرفية في عباءة لإمبراطور من القرن الثامن عشر أو الاقتراب من معطف مسائي من تصميم إيلسا شيابريلي لاستكشاف العلاقة بين الأزياء والفن السوريالي أو الغوص في فخامة الأزياء الملكية البريطانية من خلال رداء يعود لعام 1755».
كما قدم «فيكتوريا آند ألبرت» ثمانية معارض مصممة خصيصا للموقع، عارضا مجموعته القيمة لجمهور جديد لم تتح له الفرصة لزيارة المتحف في لندن. المعارض تستخدم الصور الأخاذة والفيديو والتعليق الصوتي لتقدم موضوعات مثل «غاليري أوف فاشون» الذي يستعرض خمسة قرون من الموضة من خلال مجموعة المتحف، أو معرض «سياسة الأزياء»، وهو جرد لأهم ملامح الأزياء في البلاط الملكي البريطاني في القرن الثامن عشر وغيرها.
تعلق كاتي برايس رئيسة قسم الديجيتال بـ«فيكتوريا آند ألبرت» على المشروع بقولها: «نسعى دائما لاستكشاف كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة لعرض مجموعتنا التي لا تضاهى من الأزياء على الإنترنت. والآن يستطيع الزوار رؤية تفاصيل دقيقة من بعض القطع الموجودة بالمتحف. يمكنهم أيضا معرفة القصص خلف تلك القطع بطرق جديدة تماما».


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.