انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس يزيد من صعوبات الدول الفقيرة

كاليفورنيا مرشحة لملء الفراغ على مستوى القيادة الأميركية في معركة المناخ

انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس يزيد من صعوبات الدول الفقيرة
TT

انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس يزيد من صعوبات الدول الفقيرة

انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس يزيد من صعوبات الدول الفقيرة

انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ سيؤدي إلى زيادة صعوبة وفاء الدول النامية بالتزاماتها. وقال الإثيوبي جيبرو جيمبر إندالو الذي يقود مجموعة الدول النامية وعددها 48 في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب «سيكون الأمر أصعب بالنسبة لنا». لكنه أضاف، في تصريحات أوردتها رويترز، أن الدول الأفقر من أفغانستان إلى زامبيا ليست لديها خطط للانسحاب من اتفاقية باريس.
وقعت الدول النامية على اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 بعد أن حددت الدول الغنية هدفا بجمع تمويل للمناخ يبدأ من 100 مليار دولار في السنة اعتبارا من 2020 لمساعدة الدول الفقيرة على الحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والتكيف بشكل أفضل مع موجات الحرارة والفيضانات والعواصف وارتفاع مستويات البحار.
الرئيس ترمب أقر بأن انسحابه «مثير للجدل» ولكنه أكد أنه «خدمة كبيرة للشعب الأميركي».
واعتبر ترمب أن اتفاقية باريس تنطوي على تمييز ضد الولايات المتحدة، وأضاف أنه سيترك الباب مفتوحا للتفاوض على اتفاقية أفضل للشركات والعمال الأميركيين.
وقالت كلير شاكيا وهي مديرة تغير المناخ في المعهد الدولي للبيئة والتنمية وهو منظمة بحثية مقرها لندن «تمويل المناخ هو أكبر مشكلة (من قرار ترمب) وهو الأهم من الناحية الجغرافية السياسية».
وقال سليم الحق من جامعة بنغلاديش «فيما يتعلق بالدول النامية الهشة فلطالما وضعت في اعتبارها غياب التمويل الأميركي». وأضاف: «كل الدول تمضي قدما بالتزاماتها الخاصة بغض النظر عن حصولها على التمويل من عدمه».
وقالت كريستينا فيجيريس التي كانت المديرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ «الدول النامية تدرك بشكل متزايد أنها بحاجة للتحرك في الداخل من أجل مصالحها الخاصة. هذا تحرك وراءه دوافع ذاتية».
وأدى قرار ترمب إلى انسحاب أكبر اقتصاد في العالم من التزامات مكافحة الاحترار العالمي، إلا أنه لن يوقف مسيرة الشركات الأميركية نحو الطاقة المتجددة أو جهود الدولة والحكومات المحلية في هذا المجال.
وتبدو كاليفورنيا مرشحة لملء الفراغ على مستوى القيادة الأميركية في المعركة ضد التغير المناخي، بحسب محللين، مع توجه حاكم هذه الولاية جيري براون إلى الصين الجمعة في زيارة مرتقبة تتمحور حول ملفات بيئية.
وقال براون قبل المغادرة إلى الصين في زيارة تستغرق أسبوعا إن دونالد ترمب «اختار المسار الخطأ بالمطلق. إنه مخطئ على مستوى الوقائع... ومخطئ على مستوى الدراسات العلمية».
أضاف السياسي البالغ 79 عاما الذي لطالما حمل راية القضايا البيئية أن «كاليفورنيا ستقاوم هذا المسار الضال والمجنون». وأضاف أن «ترمب غائب، لكن كاليفورنيا في الميدان، حاضرة للمعركة».
ويشير خبراء إلى أن كاليفورنيا، «الولاية الذهبية»، ذات الاقتصاد السادس في العالم، قادرة على تسلم مشعل القيادة على المستوى الدولي نظرا إلى سياساتها المناخية القوية.
قالت كارا هورويتز المديرة التنفيذية في معهد ايميت لتغير المناخ والبيئة في جامعة كاليفورنيا، في تصريحات للوكالة الفرنسية، إن «كاليفورنيا لديها تاريخ معروف في الريادة على مستوى تغير المناخ، وخصوصا قوانين ضبطه، كما أنها صاحبة الهدف المناخي الشامل اقتصاديا الأكثر طموحا في الولايات المتحدة». وبالتالي فإنها «لعبت دور منارة للولايات المتحدة وحول العالم في السياسات السليمة للمناخ».
ففي العقد الأخير قلصت الولاية، التي تعاني من أسوأ نسب تلوث الهواء في البلد، انبعاثاتها المسببة لاحترار الكوكب بشكل جذري. كذلك تعتمد الولاية الغربية معايير خاصة بانبعاثات المركبات أكثر تشددا من المعايير الفيدرالية، واعتمدتها أكثر من 10 ولايات أخرى. وتصدرت كاليفورنيا حملة الترويج للطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وهي تشمل أكبر عدد من المركبات التي لا تصدر غازات ملوثة في البلد.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الجهود الأميركية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة ستستمر رغم قرار الرئيس دونالد ترمب بالانسحاب من اتفاقية باريس بشأن المناخ.
وقلل تيلرسون من أهمية الانسحاب باعتباره «قرارا سياسيا» وحث المراقبين على مواصلة بحثه.
وقال تيلرسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة إكسون موبيل: «الولايات المتحدة لديها سجل رائع في خفض انبعاثات غازات الدفيئة الخاصة بها، وهذا أمر أعتقد أننا يمكن أن نفخر به، وكان ذلك في غياب اتفاق باريس».
وتفيد التقارير أن تيلرسون كان من بين المستشارين المشجعين لترمب على البقاء في الاتفاقية، لكونها جيدة للشركات الأميركية، وقد يعزل (الانسحاب) الولايات المتحدة على الصعيد الدولي.
وقال تيلرسون: «لا أعتقد أننا سنغير جهودنا المستمرة للحد من تلك
الانبعاثات في المستقبل».
وقال القادة الأوروبيون إنه لا يمكن إعادة التفاوض على اتفاقية باريس. وقال مدير وكالة حماية البيئة سكوت برويت إن الأمر يرجع إلى الدول الأخرى ما إذا كانت ستجلس للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق جديد أو تواجه القضايا البيئية.



ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.