الصين تشتري مصنع «باكاراه» فخر الكريستال الفرنسي

أمر لويس الخامس عشر بإنشائه ليصنع أطباق المائدة الملكية وأقداحها

تعهد المالك الصيني الجديد أن يحافظ على تركيز الإنتاج في الموقع الفرنسي الحالي والحفاظ على الأيدي العاملة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من 250 عاماً على إنشائه، اضطرت فرنسا إلى بيع «باكاراه»، أعرق مصنع للكريستال فيها. واشترت المصنع شركة «فورتشن فاونتن كابيتال»، وهي مجموعة صينية للإدارة والاستثمارات. وعلى الرغم من أنّ «باكاراه» لم يكن عائداً لشركة فرنسية، فإنّ الصفقة الجديدة تثير مواجع المئات من العمال والعاملات الفرنسيين الذين توارثوا فنون هذه الصناعة وأسرارها وخبراتها منذ عدة أجيال.
وجاء في بيان، أمس، أنّ الشركة الصينية وقّعت على عقد الشراء مع المجموعة الأميركية «ستاروود كابيتال» للعقارات، التي كانت قد اشترت المصنع الفرنسي عام 2005 من مالكيه عائلة تيتانجيه الفرنسية وشركة اللوفر. وينص العقد على تملك ما يقرب من 89 في المائة من أسهم «باكاراه» مقابل 222 يورو للسهم الواحد.
وهو سعر يقل عن سعره في البورصة لدى إقفالها، أول من أمس، وكان يقارب 260 يورو. كما تنوي الشركة الصينية وضع اليد على كامل الأسهم، بالسعر المخفض ذاته، هذا مع احتمال انسحاب «باكاراه»، التي تبلغ قيمتها الكلية 216 مليون يورو، من بورصة باريس.
تعهد المالك الصيني الجديد أن يحافظ على تركيز الإنتاج في الموقع الفرنسي الحالي والحفاظ على الأيدي العاملة. كما ستحتفظ المديرة العامة للمصنع، دانييلا ريكاردي، بموقعها. وتندرج هذه الصفقة في إطار السياسة الاقتصادية لبكين الساعية للتمدد عالمياً، وبالأخص نحو باقي القارة الآسيوية ومنطقة الشرق الأوسط. وبانتقال «باكاراه» إلى مالك صيني، تكون القارة العجوز قد فقدت رمزاً آخر من رموزها المتوارثة منذ عهود العائلات المالكة الأوروبية. فالمصنع الذي تأسس عام 1764 بأمر ملكي من لويس الخامس عشر، تخصص في كل الأمور التي تخص الموائد الملكية، من خزف وآنية وأقداح وأدوات طعام. ومن قصور ملوك آل بوربون انتقلت منتجات «باكاراه» إلى كل القصور الأميرية والرئاسية في أنحاء العالم وتحولت إلى علامة لفنون العيش الراقي.
وقبل ثلاث سنوات، احتفل المصنع بمرور 250 عاماً على إنشائه. وصدر بالمناسبة دليل مصور فخم يشتمل على سلسلة من أروع ما أبدعته أنامل العمال المهرة فيه من كريستال وقطع خزفية، كما يضم صوراً لأكثر من 300 قطعة فاخرة اختيرت من معارض عالمية، بالإضافة إلى رسومات لم تنشر من قبل، منتقاة من أرشيفات الدار التي دخلت، في فترات لاحقة، ميدان صناعة الثريات الكريستال، منها ما كان قد صنع تلبية لطلب من الإمبراطور نابليون الثالث لتزيين أجنحته الملكية في قصر «اللوفر»، أو تلك التي صنعت لقصر دولما باهشته في إسطنبول.