«لم يثقل كاهلي في حياتي مثل اسمي أبي وجدي ويا لهما من اسمين؛ فيصل وعبد العزيز!»
كانت هذه العبارات الجميلة قد سطرها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين في مقدمة كتابه الذي صدر أخيراً عن دار «الإبداع المساند» وخصص ريعه لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، وهي تحمل دلالات مهمة، إذ شهدت مكة المكرمة ولادة الأمير قبل 77 عاماً ليعود لها أميراً مروراً بمحطات مهمة في كل من الأحساء والرياض ومكة المكرمة والطائف وعسير.
لم يعطِ الأمير خالد الفيصل الفرصة لقارئ كتابه لطرح مزيد من التساؤلات عن الدلالات والفلسفة التي انتهجها الأمير في اختيار عنوان الكتاب (إن لم... فمن..!!؟)، في غلافه الأول أو في عنوان غلافه الثاني.. كتاب ليس فيه «أنا»، أو حتى في فكرة الكتاب بشكل عام، سواء في فصوله أو عناوينه أو صفحاته. لكن الأمير أجاب عن كل ذلك من خلال مقدمة كتابه التي أشار فيها إلى أن ما كتبه «ليست مذكرات شخصية، ولم يقصد بها سيرة ذاتية، ولم أكتبها تقارير رسمية... فما هي إلا تجربة إنسانية شكلتها المواقف والأحداث فكراً، نازل الأيام عمراً..، طفولة وشباباً ورجولة ثم كهولة، تركت في عيني نور إسلام، وفي سمعي لحن وطن، وعلى كاهلي مسؤولية لقب ونسب، إنها وقفات في مراحل زمنية ونظرات تأملية لومضات ذهنية، هزتها الصدمات وثبتتها الغايات، لم أرفض المراحل.. ولم أتمسك بالفترات، أخذت من كل زمان ما قدم، وتركت لكل وقت ما أخر، عايشت أيامي وداعبت أحلامي، وأخفيت آلامي... أعترف أني لست من العلماء الجهابذة، لكني نبتة هذه الأرض، ومواطن هذا الوطن، عشقت ترابه وعانقت سحابه، وأعترف بأنني لم أخطط لمستقبلي، ولم أرسم طريقي، ولم أنتهز الفرص، آمنت بالقدر... وعايشت الحياة واستمتعت بالتحدي».
وقدم الأمير في ختام كتابه شهادة قال فيها: «أُشهد الله أنه كان لكل أعمامي الملوك الذين تشرفت بالعمل تحت قيادتهم بالغ الأثر في تكويني الشخصي والفكري، بالإضافة إلى عمّي الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي أكرمني بمجالسته في مجالسه العامة والخاصة، ومساعدتي في اتخاذ القرار عندما أحتاج إليه، وعمّي الأمير نايف بن عبد العزيز المتأني الحكيم الذي حاولت الاكتساب من حكمته وحسن إدارته، تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته». مضيفاً: «أما الملك سلمان... أمير نجد وملك المجد - يحفظه الله - فلن أنسى مواقفه النبيلة معي منذ رعاية الشباب، ثم واصل - يرعاه الله - عوني ودعمي ومؤازرتي في عسير وما بعدها... حتى أمرني بالعودة إلى مكة المكرمة أميراً، وزادني شرفاً وجعلني له مستشاراً».
تجربة إنسانية شكلتها المواقف والأحداث فكراً
خالد الفيصل يصدر كتابه الجديد «إن لم... فمن!!؟»
تجربة إنسانية شكلتها المواقف والأحداث فكراً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة