احتفلت تركيا أمس الاثنين بالذكرى 546 لفتح القسطنطينية حيث دوت المدافع حول أسوار إسطنبول القديمة التي أنهى سقوطها حكم البيزنطيين عام 1453 ميلادية.
وأقيمت احتفالات في مختلف أنحاء تركيا لكن مدينة إسطنبول انفردت بأكثر مظاهر الاحتفالات حيث شاركت في الاحتفالات، كالعادة في كل عام، فرق الموسيقى العسكرية وسلاح الجو التركي الذي قدم استعراضات في سماء المدينة.
كما احتفل المصلون في المساجد في صلاة التراويح بالمناسبة وألقى الأئمة كلمات عن فتح القسطنطينية ودور السلطان محمد الفاتح في الإعداد والقيادة.
ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية عام 2002 إلى السلطة، ازدادت مظاهر الاحتفال بذكرى فتح القسطنطينية وإحياء تاريخ الدولة العثمانية التي وصلت في أيام مجدها إلى أبواب فيينا غربا وخليج عدن شرقا.
وشهد مطار إسطنبول الثالث الذي لا يزال قيد الإنشاء، استعراضا خاصا بمناسبة ذكرى فتح القسطنطينية بمشاركة 1453 شاحنة قطعت مسافة 3.2 كلم ضمن المدرج الأول للمطار الذي من المنتظر أن يكون الأكبر في العالم بعد إنجازه.
وسارت 1453 شاحنة بسرعة ثابتة، في خطوة لدخول مجموعة غينيس للأرقام القياسية، لأطوال استعراض للشاحنات.
وحضر الاستعراض عدد من المسؤولين والمعنيين بينهم مستشار غينيس للأرقام القياسية، أورهان كورال.
وبهذا الاستعراض حطم عمال شركة «إيجا» لبناء المطارات، الرقم القياسي الذي جرى تسجيله في هولندا عام 2004، حيث شاركت 416 شاحنة في استعراض مماثل.
وفي كلمة خلال حفل إفطار أقيم في إسطنبول مساء الأحد ضمن فعاليات الاحتفال بذكرى فتح القسطنطينية، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن حكومته ستتخذ جميع الخطوات لمنع التنظيمات الإرهابية من التطاول مجددا على مدينة إسطنبول، التي وصفها بأنها «ملخص تركيا كلها» لكونها ترتبط بجميع ولايات تركيا من جميع النواحي، وكل من يفهم إسطنبول يفهم تركيا كلها، وخدمة هذه المدينة تعني خدمة تركيا برمتها.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في فعالية أخرى للاحتفال بالذكرى، إن بلاده تعد ميناء سلام للأعراق والمعتقدات المختلفة التي تحتضنها على مرّ التاريخ.
وأضاف يلدريم أن «جميع الإثنيات والأعراق الذين كانت تربطهم أواصر الصداقة في أراضي الدولة العثمانية، يواصلون اليوم العيش بسلام في الجمهورية التركية».
وكانت أولى المحاولات لفتح القسطنطينية جرت عام 49 هجرية في عهد الدولة الأموية بقيادة فضالة بن عبيد الله الأنصاري، لكن المسلمين لم يحرزوا انتصارات حاسمة بعد محاصرة المدينة واضطروا لفك الحصار والعودة بعد موت الصحابي أبي أيوب الأنصاري على أسوار المدينة.
وجاءت المحاولة الثانية عام 54 هجرية حيث جرت مناوشات بحرية واستؤنف الزحف في عهد سليمان بن عبد الملك لكن توفي في أثناء الحرب والحصار، وعندما تولى الخليفة عمر بن عبد العزيز أرسل للجيش بفك الحصار والعودة.
وخمدت بعد ذلك المحاولات الإسلامية لفتح المدينة قرونًا طويلة، حيث انقسمت الخلافة إلى دول وقامت دويلات على أطرافها، ثم تعرض المشرق للغزو المغولي من التتار وفي عام 1453 استطاع السلطان الشاب محمد الفاتح فتح القسطنطينية التي أصبحت بعد ذلك مدينة إسطنبول التي كانت عاصمة للخلافة العثمانية.
تركيا تحيي الذكرى الـ 546 لفتح القسطنطينية
تركيا تحيي الذكرى الـ 546 لفتح القسطنطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة