شهدت الأسواق والمحال التجارية في العاصمة عمان حركة تجارية نشطة استعداداً لشهر رمضان المبارك، وذلك تزامناً مع صرف رواتب العاملين في القطاع العام، حيث عملت الحكومة على صرف الرواتب منذ الثاني والعشرين من الشهر الحالي.
وقالت المواطنة باسمة محمود إن أسعار بعض السلع في الأسواق التجارية بدأت تشهد ارتفاعاً ملموساً، وخصوصاً أسعار الدجاج الطازج والبيض واللحوم، مؤكدة أن السعر مرشح لمزيد من الارتفاع خلال شهر رمضان بنسب تتراوح من 10 إلى 26 في المائة، واعتبرت أن ارتفاع الأسعار أمر غير مبرر رافضة الحجج التي عادة ما يتذرع بها التجار بارتفاع متطلبات الإنتاج أو غير ذلك.
من جانبه، دعا المواطن عبد الله شبلي، إلى رفع ثقافة الاستهلاك لدى المواطنين ومقاطعة بعض السلع التي عادة ما ترتفع أسعارها مع حلول شهر رمضان المبارك، مؤكداً أهمية تكثيف حملات الرقابة الرسمية على الأسعار واتخاذ إجراءات مشددة بحق كل من يتلاعب بقوت المواطن ولقمة عيشه ويسعى إلى استغلال حاجته للغذاء خلال شهر الصيام.
ويتجه أصحاب الدخول المتوسطة إلى المخيمات الفلسطينية القريبة من العاصمة لانخفاض أسعار السلع الغذائية فيها مقارنة بأسعار العاصمة.
ويشكو المواطن مزيد حمايدة من ارتفاع أسعار بعض المواد التموينية الضرورية في الأسواق مثل البيض والدجاج واللحوم الحمراء الطازجة والمجمدة، مبدياً خشيته من ارتفاع مواد أخرى مع حلول شهر الصيام في ظل تدني الدخول، والظروف الاقتصادية الصعبة.
وطالب الجهات الرقابية بتكثيف حملات التفتيش على المواد الغذائية المعروضة في شهر رمضان المبارك من حيث الأسعار والجودة ومدة الصلاحية، خصوصاً تلك التي تُباع على العربات والأرصفة، وكثير منها غير مطابق للمواصفات الصحية، لا سيما أن شهر رمضان يأتي في منتصف فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة عن المعدل العام، وبالتالي تفسد البضائع سريعاً.
وقال تاجر الجملة خالد مشاقبة إن المنافسة تشتد بين التجار في شهر رمضان، الذي يعد موسماً متميزاً لتعويض خسائر عام كامل وجني أرباح أكثر لزيادة الطلب من قبل المواطنين على توفير المواد الغذائية الأساسية.
ولوحظ في عدد من المراكز التجارية في العاصمة، وجود إقبال شديد على شراء المواد التموينية.
وتتمثل السلع التموينية التي يزداد عليها الطلب خلال شهر رمضان في عدة أصناف أهمها اللحوم والدواجن والمعلبات والأرز والسكر والبقوليات وقمر الدين والمكسرات والأجبان، إضافة إلى الزيوت النباتية والتمور.
وقال المواطن علي أبو ربيع، الذي يعمل في القطاع الخاص، إن أسعار السلع المعروضة في المراكز التجارية جيدة، ومتوفرة بكميات كبيرة.
وبين أن ما يميز الأسواق هو التنوع في الأصناف وتوفر عدة بدائل للسلعة الواحدة وبأسعار مختلفة، ناهيك بالعروض الكبيرة في الأسواق والمحال التجارية الكبيرة، وهناك منافسة كبيرة بدليل العروض التي يتم الإعلان عنها من قبل تلك المراكز.
وقال مدير عام المؤسسة الاستهلاكية المدنية، سليمان القضاة، إن أسواق المؤسسة بدأت تشهد حركة تجارية نشطة منذ نحو 4 أيام، تزامناً مع صرف رواتب العاملين.
وأكد القضاة توفر جميع السلع التموينية بكميات تزيد على احتياجات المستهلكين وعند مستويات أسعار مستقرة، مشيراً إلى توفر مخزون استراتيجي لدى المؤسسة يكفي لمدة تتراوح بين 6 أشهر وعام.
وأشار إلى قيام المؤسسة أخيراً بإجراء سلسلة تخفيضات على 55 سلعة أساسية بنسب تخفيض بين 8 و30 في المائة، وشملت عدة أصناف أهمها الأرز والدواجن والزيوت والبقوليات وجوز الهند واللوز والتمور وقمر الدين.
وأوضح أن الحركة التي تشهدها المؤسسة غير مسبوقة، مبيناً أن المبيعات اليومية للفروع الصغيرة للمؤسسة تضاعفت إلى 6 أضعاف الحركة العادية بقية العام لثقة المواطن بالمؤسسة المدنية وجودة أصناف السلع التي تعرض فيها، وتوفر المواد على مدار اللحظة.
وبين أن كل المواد التي تعرض في أسواق المؤسسة خاضعة للفحص المخبري ونتائج الفحوصات ناجحة والمؤسسة لا تسمح بإدخال أي صنف لا يتجاوز الفحوصات.
وقال ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن، رائد حمادة، إن المراكز التجارية بدأت تشهد نشاطاً تجارياً ملحوظاً، تزامناً مع صرف رواتب العاملين، خصوصاً شراء المواد التي يكثر استهلاكها خلال شهر رمضان.
وأشار إلى توفر جميع السلع في السوق المحلية بكميات تزيد على احتياجات المواطنين وعند مستويات أسعار منخفضة لم تُسجل منذ سنوات، مبيناً أن السوق المحلية يمتاز بتوفر بدائل عدة للسلع الواحدة وبما يناسب دخول المواطنين.
وأكد حمادة وجود منافسة قوية بين التجار تصب لصالح المواطنين بدليل العروض التي تجريها المراكز التجارية على سلع أساسية، مشيراً إلى أن القطاع التجاري ينظر إلى الشهر الفضيل على أنه مناسبة للتكافل الاجتماعي وعمل الخير وليس فرصة لاستغلال المواطنين.
وبيّن أن الغرفة على استعداد لتقديم المعلومات والحقائق كافة للمواطنين ووسائل الإعلام، إضافة إلى تلقي أي شكاوى أو ملاحظات يبديها المواطنون سواء عبر التواصل عن طريق الإنترنت أو عبر الفاكس أو الاتصالات الهاتفية.
ودعا المواطنين إلى عدم التهافت على شراء السلع واللجوء إلى تخزينها نظراً لتوفرها بكميات كبيرة وعند مستويات سعرية عادلة.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي في وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، ينال البرماوي، إن الوزارة عقدت خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات مع عدة قطاعات مثل قطاع اللحوم، وقطاع الدواجن، ومنتجي الألبان، وأصحاب المولات والمحلات الكبرى، واتحاد المزارعين وغيرها من الجهات، الذين أكدوا توفر جميع السلع عند مستويات أسعار مستقرة على انخفاض.
وبين أن الوزارة أعدت خطة للرقابة على الأسواق خلال شهر رمضان المبارك تهدف إلى توفير جميع السلع بمستويات أسعار مقبولة، مشيراً إلى وجود متابعة يومية لرصد أسعار السلع التموينية والاستهلاكية لتلافي أي نقص أو زيادة غير مبررة بالأسعار.
وتتضمن الخطة تقسيم العمل خلال شهر رمضان إلى قسمين؛ إذ يشمل الأول تكثيف الرقابة على المخابز للاطلاع على وفرة الخبز العربي الكبير، وكذلك أسعار مادة القطايف والحلويات لتحديد السقف الأعلى مع النقابة وإعلان الأسعار حسب التعليمات، إضافة إلى محلات بيع الخضار والفواكه للتأكد من وفرة الكميات والتشديد على إعلان الأسعار على جميع أنواع الخضار والفواكه والتقيد بالبيع حسب الأسعار المُعلنة.
كما يشمل الرقابة على المواد الغذائية الأساسية والرمضانية للتأكد من وفرتها وبيعها بأسعار مناسبة والتقيد بالأسعار المعلنة أو المحددة، ومحلات بيع الحلويات للتأكد من التزام المنشآت بالتشريعات النافذة للوزارة والتشديد على ضرورة بيان الوزن على الحلويات المعبأة، وكذلك إعلان السعر والتقيد بالبيع حسب السعر المعلن.
ويتضمن العمل أيضاً الرقابة على تجار الجملة والمستوردين وتجار التجزئة للمتابعة بعمل دراسة ميدانية يومية لوفرة وأسعار بيع جميع المواد الغذائية والأساسية والرمضانية وغيرها، إضافة إلى قطاع الألبسة وخصوصاً في الثلث الأخير من الشهر، وذلك بسبب زيادة الإقبال على شراء الملابس، حيث تكون الحركة على هذا القطاع متوسطة نوعاً ما، ويتم متابعة إعلان السعر لدى هذا القطاع والتقيد بالبيع حسب الأسعار المعلنة.
كما يتم تكثيف الرقابة خلال النصف الثاني من الشهر الفضيل على المطاعم التي تعمل ليلاً، إضافة إلى المعارض الرمضانية التي تبدأ عملها عادة في الثلث الأخير من الشهر الفضيل، حيث يتم التركيز على إعلان الأسعار في المحلات المشاركة بالمعرض والتقيد بالبيع حسب الأسعار المعلنة.
7:57 دقيقة
انتعاش تجاري في الأردن استعداداً لرمضان
https://aawsat.com/home/article/936596/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B4-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86
انتعاش تجاري في الأردن استعداداً لرمضان
صرف الرواتب ساعد في تنشيط حركة الشراء
- عمّان: محمد الدعمة
- عمّان: محمد الدعمة
انتعاش تجاري في الأردن استعداداً لرمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة