انتقلت تقاليد المجتمعات المسلمة المحلية التكافلية، بخاصة في شهر «رمضان» المكرم، من نطاقها الضيق والمحلي، إلى «تقاليد تكافلية عالمية». وبدلاً من استخدام الوسائل التقليدية التكافلية مثل إطار الأسرة، أو المجتمع المحلي، أو حتى «العشيرة»، لتوصيل العون المجتمعي للفقراء، أصبحت «تطبيقات» الهواتف الذكية تفعل ذلك.
وفي السودان، درج الناس على تقديم ما أطلقوا عليها «حقيبة الصائم»، وتشمل أطعمة وأغذية رمضانية، من بينها التمر والسكر والبقول والعصائر وغيرها، تجمع بالتكافل لتقدم للأسر الفقيرة والمحتاجين بداية كل رمضان. وهو تقليد عريق عرف به المجتمع السوداني، وعلى الرغم من أنّه ليس الوحيد الذي يفعل ذلك، فإنه يهتم به كثيراً.
الجديد في موضوع «الحقيبة الرمضانية»، أنّ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، طور بمناسبة شهر رمضان هذا العام، تطبيقاً أطلق عليه «شارك بوجبة»، «ShareTheMeal» على الهواتف الذكية، وأطلق من خلاله حملتين متزامنتين لجمع التبرعات، واحدة للمساعدة في منع حدوث المجاعة في اليمن، وأخرى لدعم الأطفال اللاجئين السوريين والأطفال اللبنانيين المحتاجين للمساعدة في لبنان.
لكن السودانيون المحرومون من التعامل البنكي واستخدام «بطاقات الائتمان»، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على بلادهم، لا يستطيعون «المشاركة بوجبة»، على الرغم من تأصل الفكرة وقدمها عندهم.
وتقوم فكرة التطبيق على أنّ الأسر المسلمة تجتمع في شهر رمضان وتتقاسم الوجبات في مختلف أنحاء العالم. يتيح تطبيق «شارك بوجبة»، الفرصة للمستخدمين لتوفير الغذاء الضروري للمحتاجين، ومساعدة الآخرين على تشارك لحظات الفرح والتآزر.
ووفقاً لنشرة صحافية صادرة عنه حصلت عليها «الشرق الأوسط»، يقول المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: «من خلال تطبيق (ShareTheMeal) يمكن لكل فرد في العالم أن يحدث فرقاً في حياة إخواننا وأخواتنا في اليمن ولبنان». وتابع: «إن ما نفعله معاً ينقذ حياة الناس، ويغير الحياة خطوة بخطوة».
ويمول «برنامج الأغذية العالمي» كلياً عن طريق المساهمات الحكومية والشركات والأفراد، لكنه في هذا العام أتاح لأول مرة للناس الفرصة عن طريق تطبيق «شارك بوجبة» لتحديد المكان الذي يرسلون إليه تبرعاتهم، وأدرج كلا من اليمن ولبنان في التطبيق بوصفهما أول دولتين.
ويستطيع مستخدمو التطبيق مشاركة الغذاء الضروري مع الجوعى في جميع أنحاء العالم، بمجرد الضغط على أزرار هواتفهم الذكية والتبرع بنصف دولار أميركي أو أكثر، وساهم التطبيق في استجابة برنامج الأغذية العالمي للمجاعة في جنوب السودان، وشارك المستخدمون بمليون وجبة مع المحتاجين خلال شهر واحد فقط.
وأضاف المتجران الشهيران «غوغل بلاي (Google Play)»، و«آبل ستور (App Store)»، باقة من التطبيقات المختارة المتعلقة بشهر رمضان مثل: «Ramada Essentials»، التي تسمح لتطبيق «ShareTheMea» بإشراك أكبر عدد من مستخدمي الهواتف الذكية في جهود برنامج الأغذية العالمي الرامية للقضاء على الجوع.
وفاز تطبيق «شارك بوجبة» في «مؤتمر مطوري غوغل» في 18 مايو (أيار) الحالي، بجائزة «غوغل بلاي» لعام 2017، بوصفه «أفضل تطبيق ذو أثر اجتماعي»، أشرك جيلاً جديداً في عمليات دعم ومكافحة الجوع.
وحمّل أكثر من 830 ألف شخص التطبيق، وشاركوا بأكثر من 13 مليون وجبة للآلاف من الأطفال المستضعفين في الأردن وسوريا ولبنان وملاوي والكاميرون.
ويمكّن تطبيق «شارك بوجبة» المجاني مستخدمي الهواتف الذكية من مشاركة وجباتهم مع الجوعى، وهو متاح على نظامي «Android» و«IOS» بصفته مبادرة من ابتكارات «برنامج الأغذية العالمي».
«برنامج الأغذية العالمي» يطلق «شارك بوجبة» على متاجر التطبيقات
الحقيبة الغذائية الرمضانية تأتي عبر الهواتف الذكية
«برنامج الأغذية العالمي» يطلق «شارك بوجبة» على متاجر التطبيقات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة