في كشفين علميين حديثين، قال علماء ألمان إن تعليم القراءة يؤدي إلى إعادة تشكيل الشبكات العصبية وتوسيعها داخل دماغ الإنسان، بينما قال علماء فرنسيون إنهم عثروا على أدلة تشير إلى وجود «خلايا عصبية اجتماعية» تنشط أكثر عند تعامل الأفراد.
وأظهرت دراسة أجريت على نساء هنديات بالغات دخلن دورات لمحو الأمية أن تعلمهن القراءة أدى إلى حدوث تغيرات في تشبيك الدماغ، أي في تكوين وتحول الشبكات العصبية داخله، وأن تلك التغيرات وصلت إلى منطقة جذع الدماغ التي توجه أوامر الدماغ عبرها إلى بقية أنحاء الجسم، وشملت كذلك منطقة المهاد التي تتعامل مع العمليات الحسية والحركية.
ونشر الباحثون في معهد «علوم اللسانيات والأعصاب» في معهد ماكس بلانك نتائجهم في مجلة «ساينس أدفانسيز»، وقالوا إن التغيرات حدثت خلال 6 أشهر من تعليم النساء اللواتي كن في أعمار الثلاثينات.
وقال الدكتور فالك هيوتيغ، الذي أشرف على الدراسة: «في حين يصعب علينا تعلم لغة جديدة بسهولة، يبدو أن تعلم القراءة عملية أسهل بكثير، إذ إن مخ البالغين يبدو وكأنه يتمتع بمرونة أكثر لذلك». وأضاف أن النتائج ربما ستكون مفيدة لعلاج اضطراب «عسر القراءة».
على صعيد آخر، قال فريق من الباحثين الفرنسيين في معهد علوم ومنظومات الأعصاب بجامعة مرسيليا، ومختبر علم النفس الاجتماعي والإدراك بجامعة كليمونت أوفيرغن، إنهم عثروا على خلايا عصبية «اجتماعية» لدى القرود تنشط عند تعامل قرد مع آخر، بينما تكون خاملة عندما يكون القرد لوحده.
وقال الباحثون الذين نشروا دراستهم في مجلة «الإدراك الاجتماعي وعلوم الأعصاب العاطفية»، إن نتائجهم ستساعد في فهم وظائف المخ ضمن إطار التعامل الاجتماعي بين الأفراد. وترتبط أغلب مناطق الدماغ بتنفيذ مهمات محددة، منها ما يتخصص في معالجة المعلومات المتعلقة بالحياة الاجتماعية، وهي المناطق التي أطلق عليها العلماء مصطلح «المخ الاجتماعي».
ودرس الباحثون كيفية تعامل أحد القرود مع مهمة مواءمة صورة معروضة على شاشة كومبيوتر لوحي مع واحدة من 4 صور أصغر معروضة في زوايا الشاشة. ويتطلب تنفيذ هذه المهمة عادة استخدام قشرة الفص الجبهي للدماغ، وليس منطقة «المخ الاجتماعي».
وراقب الباحثون النشاط الكهربائي للمخ أثناء تنفيذ القرد للمهمة في حالتين: الأولى حينما كان لوحده، والثانية عندما كان يعمل أثناء حضور قرد آخر. وظهر أن القرد المنفذ للمهمة يوظف خلايا «اجتماعية» على نطاق واسع أثناء وجود القرد الثاني. وقال الباحثون إن النتائج توضح العلاقة بين الإطار الاجتماعي للعمل والتغيرات في نشاط الدماغ.
تعليم القراءة يوسع شبكات الدماغ العصبية
أدلة على وجود خلايا عصبية «اجتماعية»
تعليم القراءة يوسع شبكات الدماغ العصبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة