* الفيلم: Alien: Covenant
* إخراج: ريدلي سكوت
* خيال علمي- فضاء | الولايات المتحدة
* تقييم: (***)
في المشاهد الأولى من «غريب: ميثاق» الطمأنينة ذاتها التي يشعر بها أي فريق ستتاح له فرصة اكتشاف موقع فضائي جديد. عندما يحط الفريق على ظهر كوكب بعيد، يُعجب بالمكان ثم يبدأ الحذر منه، لينبري الرعب سريعاً بعد ذلك ويخطف مشاعر الفريق ومشاعر المشاهدين معاً.
الكلمة التي دارت حولها سلسلة الأفلام التي بدأت سنة 1979. لا تعني «الغريب» إلا حرفياً. أمّا المعنى الصحيح فهو المخلوق (بشرياً كان أو لم يكن)، الذي لا يشبهنا. تقال عن الآتين عبر الحدود كما عن المخلوقات الفضائية إذا ما حطت على الأرض. وفي هذا الفيلم السادس من السلسلة، هو وحش لا يعرف الرحمة. ليس بالمقدور معرفة متى سيظهر ومتى سيختفي. متى سيقتل ومتى سيكتفي.
ينطلق أفراد الفريق المؤلف من كاثرين ووترستون، ومايكل فاسبيندر، وبيلي كرودوب، وداميان بشير وآخرين، في رحلته إلى المجهول كالعادة. هذا مخيف بحد ذاته، خصوصا أن جميع هؤلاء لا بد أنّهم سمعوا بالرحلات المماثلة التي سبقتهم خمس مرّات وكيف انتهت تراجيدياً، لكن إن وصلتهم أخبار من سبقهم في هذه الرحلات، بالفعل، ولم يعتذروا عن الاشتراك في هذه المهمة لخطورتها، فهم من صنف لا يقل «غرابة» عن الوحش المخيف.
هذا الفيلم الجديد ليس تكملة للسلسلة كلها، بل للجزء الخامس الذي حققه سكوت بعنوان «بروميثيوس» سنة 2012. ذلك الفيلم (قاده فاسبيندر أيضاً لجانب نوومي راباس وتشارليز ثيرون وإدربس ألبا)، قدّم حكاية تبدأ قبل حكاية Alien الأولى. لذلك: «غريب: ميثاق» (ميثاق هو اسم السفينة هذه المرّة)، هو الجزء الثاني في ذلك التمهيد المسبق للفيلم الأول. شيء تطلقه هوليوود كلما فكّـرت في ابتداع سبب جديد لمواصلة جذب الجمهور.
كوكب الأرض ما عاد يسع كل سكانه. على المسؤولين إيجاد كوكب يصلح للعيش وهذا سبب الرحلة البعيدة حيث يتراءى ذلك الكوكب كمكان للعيش. هناك نباتات وماء ولو أنه يخلو من الطيور. هناك أيضاً… الوحوش.
«أرجعوني إلى حيث جئت» هو لسان حال الفريق وهو يهرب في كل اتجاه بحثاً عن النجاة. كل ذلك لا بد منه، لأنّ الكتابة والإخراج يعتمدان عليه لإثارة الحواس. المؤسف أنّ القليل من الخوف الفعلي يقع خصوصاً بالمقارنة مع الأجزاء السابقة. إلى ذلك، كتابة الشخصيات ضحلة والتمثيل عابر على عكس ما حدث في الجزأين الأولين بفضل وجود سيغورني ويفر ويافت كوتو وهاري دين ستانتون وبل باكستون وسواهم. الممثلون هنا عاشوا أو ماتوا لا يتركون الأثر ذاته. ربما لأنّنا شاهدنا ما يكفي من هذه السلسلة.
يعتبر الفيلم بصريا وتقنيا، من أعمال سكوت النقية في أسلوبها، وفيه ما يثير الإعجاب أكثر من أفلام شبيهة انبثقت من هذه السلسلة خلال السنوات العشرين الأخيرة.
(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة