الرئيس بوتفليقة يجري تغييراً عميقاً في حكومته

التعديل يشمل الطاقة والخارجية والصناعة والمالية

الرئيس بوتفليقة يجري تغييراً عميقاً في حكومته
TT

الرئيس بوتفليقة يجري تغييراً عميقاً في حكومته

الرئيس بوتفليقة يجري تغييراً عميقاً في حكومته

أبعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بموجب تغيير حكومي عميق أعلن عنه أمس، عدداً كبيراً من أعضاء الحكومة التي ترأسها عبد المالك سلال منذ خريف 2012، الذي أنهى مهامه وعوضه بعبد المجيد تبون، وزير الساكن السابق المعروف بصرامته في اتخاذ القرارات وتنفيذها.
وتم إنهاء مهام وزير الطاقة نور الدين بوطرفة واستبدال رئيس الشركة الحكومية للكهرباء والغاز مصطفى قيتوني، به. كما غادر الطاقم الحكومي وزيرة التضامن والأسرة المحامية مونية مسلم، واستبدال بغنية إيدالية بها، وهي قيادية بـ«جبهة التحرير الوطني»، الحزب الفائز بالريادة في انتخابات البرلمان التي جرت في الرابع من الشهر الجاري. وتم إنهاء مهام وزير الإعلام حميد قرين، الذي خاض حرباً كبيرة ضد الفضائيات الخاصة الناشئة، والصحف المستقلة عن الحكومة خلال العامين الماضيين، بذريعة أنها «تنقصها الاحترافية وأخلاق المهنة الصحافية»، واستخلفه جمال كعوان مدير وكالة الإعلانات الحكومية، وهو مدير سابق لصحيفة تابعة لرجل الأعمال علي حداد، المعروف باحتكاكه بالرئاسة.
وحمل التغيير الحكومي أيضاً إبعاد رمضان لعمامرة، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وحل محله عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الأفريقية والمغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، والمعروف بكونه «رجل الملفات الثقيلة»، ومنها الخلاف الجزائري - المغربي حول نزاع الصحراء؛ ولذلك اعتبر رحيل لعمامرة مفاجأة لأنه يعد من أكفأ الوزراء بحسب ملاحظين.
وعين بوتفليقة مدير الضرائب عبد الرحمن راوية وزيراً للمالية خلفا لبابا عمي، الذي كان على خلاف مع تبون، عندما كان وزيراً للسكن، إذ رفض طلبه تمويل مشروعات سكنية كبيرة. وغير قطاع السكن والبناء اسم الوزير، بتسليم إدارته إلى والي عنابة (شرق) يوسف شرفة. فيما عادت وزارة الصناعة والمناجم إلى برلماني «جبهة التحرير» محجوب بدة، خلفاً لعبد السلام بوشوارب، وهو أحد أبرز المقربين من بوتفليقة. ويرجح بأن سبب إقالته فضائح فساد مدوية تورط فيها.
كما تم تعيين أحمد عبد اللطيف ساسي، الذي كان والياً لتلمسان (غرب)، وزيرا للتجارة، فيما ظل منصب وزير التجارة شاغرا منذ وفاة الوزير بختي بلعايب قبل أشهر. وعادت وزارة الأشغال العمومية إلى والي وهران (غرب) عبد الغني زعلان. فيما عاد حسين نسيب إلى وزارة الموارد المائية، بعد أن غادرها قبل سنوات. كما سيتولى برلماني «جبهة التحرير» الطاهر خاوة من جديد الوزارة المكلفة العلاقات مع البرلمان.
وغادر عبد المالك بوضياف منصبه وزيراً للصحة بسبب سوء تسيير القطاع، واستخلفه طبيب غير معروف على الصعيد السياسي، اسمه مختار حزبلاوي. وعادت وزارة البيئة إلى إعلامية تدعى فاطمة الزهراء زرواطي.
واحتفظ الرئيس بـ11 وزيراً، أهمهم وزير الداخلية نور الدين بدوي ووزير العدل الطيب لوح، الذي يتواجد في الحكومة منذ 18 سنة. كما احتفظ بوزيرة التعليم نورية بن غبريط. واحتفظ محمد عيسى بوزارة الشؤون الدينية، مثلما احتفظ الهادي ولد علي بحقيبة الشباب والرياضة. وبقي وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في منصبه، وهو من حزب «التجمع الوطني الديمقراطي». كما بقي في منصبه الطيب زيتوني كوزير لقدامى المجاهدين، وهو ينتمي لنفس الحزب.
ويتواجد الضابط الكبير الفريق أحمد قايد صالح في الحكومة، محتفظاً بمنصبه كنائب لوزير الدفاع، علما بأن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية بحسب الدستور.
واللافت أن أكثرية الوزراء المتحزبين، ينتمون لـ«جبهة التحرير»، وبدرجة أقل لـ«التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يقوده وزير الدولة مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحي. أما بقية الأحزاب الموالية للرئيس فلم تأخذ أي وزارة، وأهمها «تجمع أمل الجزائر»، و«الحركة الشعبية الجزائرية». ويلاحظ أن «الوزارات الفنية» تم تسليمها لكوادر من قطاعات تعاني من وطأة الأزمة المالية، التي ستكون أكبر تحد يواجه الحكومة الجديدة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.