كنت من محبّي القراءة في فترة المراهقة، أشعر باستمتاع حقيقي بقراءة كتب الجيب المصرية من ألغاز للمغامرين الخمسة وقصص ملف المستقبل المثيرة. لكني وبعد انقطاع عن القراءة لفترة زمنية بعد تخرجي في الجامعة، أعادني لها هدية من صديق. وكانت تلك الهدية عبارة عن الكتاب التحفيزي «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي» للكاتب سبنسر جونسون. في ذلك الوقت كنت قد أمضيت عدة سنوات في العمل ذاته دون تطور وظيفي وكنت أشعر أنني فعليّا على وشك استنفاد «قطعة الجبن الخاصة بي». ألهمني الكتاب بشكل كبير وساعدني إلى العودة للقراءة وشجّعني على البدء بالكتابة والبحث الدائم عن فرص جديدة. أعتقد أني أعده من أهم الكتب التي أثرت في وحوّلت من مسار حياتي.
أما الكتاب الثاني الذي أثر في فهو كتاب «الخيميائي» لباولو كويلهو. ومع أني لم أستمتع جداً بقراءة القصة التي تسردها الرواية، لكن الفكرة منها والتي تلخص بالجملة المشهورة من الكتاب «إذا رغبت في شيء، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك» تركت بصمة في الطريقة التي أصبحت أرى فيها العالم وبنت في داخلي عناداً طموحاً لتحقيق كل ما أحلم به. وفعلاً بدأت بعدها ألاحظ كيف بدأ العالم يطاوعني لتحقيق رغباتي. وبدأت أشعر بظهور بعض الأشخاص في حياتي لدعمي ومساعدتي على تحقيق أحلامي. فالعالم جميل إن رأيناه جميلاً والشغف تجاه شيء هي عملة النجاح الأهم.
والكتاب الثالث الذي أثر في جاء في وقت كنت أعمل به على كتابة روايتي الثانية «جنة على الأرض»، كنت وقتها أحاول أن أتخيل عالماً «يوتوبيّاً» يقضي به العلم على الشيخوخة ويصبح به العمر متغيّراً في يد الإنسان. جاءت رواية آلدوس هاكسلي «عالم جديد شجاع» في ذلك الوقت لتلهمني وتخط لي تصوّراً لما يمكن أن تكون عليه الروايات التي تحاول بناء مثل تلك العوالم. قرأتها خلال دراستي للماجستير في المملكة المتحدة، وكانت إحدى الروايات التي كان علينا قراءتها في مادة «اليوتوبيا». استمتعت بها جدّاً واستوحيت منها في كتابة جنتي التي صدرت عن دار الآداب اللبنانية في خريف 2014.
* روائي أردني
8:2 دقيقة
«الخيميائي» غيرت الطريقة التي أصبحت أرى فيها العالم
https://aawsat.com/home/article/934791/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A6%D9%8A%C2%BB-%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D8%AA-%D8%A3%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
«الخيميائي» غيرت الطريقة التي أصبحت أرى فيها العالم
«الخيميائي» غيرت الطريقة التي أصبحت أرى فيها العالم
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة