بن يغلان يواصل تجربة المسرح الاجتماعي في تونس

عبر مسرحيته «إرهابي غير ربع»

بن يغلان يواصل تجربة المسرح الاجتماعي في تونس
TT

بن يغلان يواصل تجربة المسرح الاجتماعي في تونس

بن يغلان يواصل تجربة المسرح الاجتماعي في تونس

عاد المسرحي التونسي رؤوف بن يغلان ليعتلي خشبة المسرح البلدي في العاصمة التونسية، من خلال عمل مونودرامي يعتمد على أداء الممثل الواحد، ليقدم للجمهور «وان مان شو»، «إرهابي غير (إلا) ربع».
هذا العمل المسرحي الجديد مدّته نحو ساعتين، ويدور في فلك الموضوعات والأفكار التي عبّر عنها رؤوف بن يغلان في بقية أعماله المسرحية، وآخرها «حارق يتمنى» الذي تعرّض من خلاله إلى ظاهرة الهجرة السرية وبحث في أسبابها الاجتماعية، بما فتح الأبواب أمام النقاد ليتحدثوا عن ظاهرة المسرح الاجتماعي الذي يحاول رفع الضباب عن عدد من الممارسات والسلوكيات الاجتماعية المحفوفة بالخطر.
مسرحية «إرهابي غير ربع»، قدمت شخصية شاب تونسي مهمش عاطل عن العمل، تعييه الحيلة في البحث عن مصدر للعيش الكريم، فيتخذ قرارا يدرك تماما أنّه ظالم لنفسه ولمجتمعه، ويفكر بجدية في الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية؛ هذه التنظيمات التي تغسل الأدمغة وتستغل حاجة الشباب، من خلال توفير المال والسكن والزوجة لجذب أعداد كبيرة منهم للانخراط في صفوفها، واستخدامهم لتنفيذ أعمال إرهابية، وهذا ما فعلته مع الشاب التونسي الذي يرى نفسه مهمشا في دولته.
هذا الطرح المسرحي ببساطته يصوّر حقيقة ما يحدث في المجتمع التونسي، حيث إن معظم الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية (وهم بالآلاف في بؤر التوتر)، هم من المهمشين اجتماعيا ومن مغادري مقاعد الدراسة في سن مبكرة وممن يفتقدون لكل أسباب الرعاية الاجتماعية والعائلية والنفسية.
مسرحية «إرهابي غير ربع»، عمل مونودرامي يعدّ تكملة لأعمال سابقة تتحدث عن الشخص نفسه الذي يعاني من صدمات نفسية وإحباط وكبت اجتماعي وضغوطات داخلية، لا تسمح له بالانفتاح على الآخر، وهي بمثابة ناقوس الخطر الذي يدقه الفنان أمام السلطات الرسمية للبحث الجدي عن أسباب ظاهرة تفشي الإرهاب في معظم المجتمعات العربية منها والغربية، وللحد من استمرار هذه الظاهرة التي تضرب غالبية المجتمعات بصمت، من دون التدخل لإفشالها والبحث عن الأسباب ومعالجتها من حيث المنبع.
المسرحي التونسي رؤوف بن يغلان الذي عاش سنوات في فرنسا، قدم عددا مهما من الأعمال المونودرامية الناجحة على غرار «مثلا» و«آش يقولولو» و«نعبر ولا ما نعبرشي»، و«حارق يتمنى»، وتعبّر معظم هذه المسرحيات عن نفس الشخصية التي سبق لها أن تنكّرت بزي امرأة في مسرحية «مثلا»، لتتخلى عن رجولتها وتعمل معينة منزلية، وقد عادت بعد الثورة، طمعا في نيل حقها بالعمل والعدالة الاجتماعية، لكنّها تجد واقعا أسوأ مما كان عليه الأمر قبل ثورة 2011، وهو ما جعل هذه الشخصية محل استقطاب من قبل العناصر الإرهابية وجعلها مشروعا محتملا لعمليات إرهابية انتقاما من المجتمع نفسه.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.