ما معنى كلمة «خرنكعي» أو «حفرتلي» أو «خانكة» أو «مشطوط» أو «امغدج»؟ إنها ليست طلاسم أو تعاويذ سحرية أو حتى فوازير وألغاز، بل إنها كلمات من اللهجات العامية العربية اصطدم بها هيثم طالب دكتوراه في علوم الحاسب في الولايات المتحدة الأميركية، فقد وجد إلى جانب الشعور بالغربة حاجزا آخر بينه وبين الطلاب العرب ألا وهو حاجز اللهجة العامية، كذلك كان الحال مع شقيقه محمد الذي يدرس هندسة الكهرباء في أستراليا، فقد وجدا أنهما لا يفهمان لغة أشقائهم العرب؛ لذا قررا تدشين موقع إلكتروني لفك طلاسم تلك اللهجات حول العالم العربي عن طريق التدوين الجماعي عبر الإنترنت.
يحظى حساب موقع «عامية.... قاموس المصطلحات العامية من المحيط للخليج» على «تويتر» حاليا نحو 32 ألف متابع، ويقوم كل متابع بإضافة كلمة أو مصطلح عامي ومعناه بالشرح المفصل. والطريف أن بعض الكلمات فعلا غير دارجة في عالمنا العربي ويمثل كل منها ثقافة كل دولة. فهناك كلمات من 19 دولة ومنها: موريتانيا والسودان ومصر والمغرب والسعودية والأردن والجزائر وتونس وسوريا ولبنان وفلسطين.
وحول فكرة الموقع يقول هيثم متحدثا لـ«الشرق الأوسط» عبر محادثة على موقع «تويتر»: تبلورت الفكرة لدينا نظراً لكثرة المغتربين العرب وصعوبة فهم بعضنا البعض خاصة مع وجود الكثير من اللهجات العربية، فرأينا تأسيس موقع يتيح للجميع المشاركة بما لديهم من كلمات بلهجتهم المحلية، بهدف تسهيل التواصل والاندماج بين مختلف المتحدثين بالعربية.
أما عن عدد المفردات العامية التي شرحها الموقع حتى الآن، وما إذا كان هناك عدد محدد من المصطلحات يسعون لتوثيقه وتعريفه، يشير: «يحتوي الموقع حاليا على أكثر من 5 آلاف كلمة. ونسعى بأن يكون موقع (عامية) مرجعاً أساسيا وموثوقاً للعامية العربية على مستوى العالم».
تعتمد واجهة الموقع على تصميم غاية في البساطة والوضوح وأيضا تتسم بشكل جذاب يبرز المصطلح الملغز وأسفله شرح ومثال توضيحي لاستخدام الكلمة، يقوم كل مستخدم بتسجيل اسمه وبلده. ومن الشروط التي يضعها موقع «عامية» هي: ألا تكون الكلمة عن شخص بعينه، وعدم انتقاص أي شخص أو عرق أو بلد، وأن يكون المعنى مكتوباً بلغة مفهومة (قريبة من الفصحى بقدر الإمكان) وأن يكون المثال مكتوباً باللهجة العامية.
وفيما بدا انغماسا في الحس العروبي بشكل كبير رفض هيثم الإفصاح عن جنسيته هو وشقيقه معتبرا أنهما شابان من الوطن العربي، ولم يحدد بعد مؤسسا الموقع الأخوان هيثم ومحمد ما إذا كانا ينويان تطوير الموقع ليصبح قاموسا مطبوعا، ولكن الفكرة تلقى إقبالا يوما بعد يوم ويزيد عدد المدونين يوميا.
وحول أصعب أو أطرف المواقف التي واجهتهم في الحياة الدراسية بالخارج، يقول هيثم: «لا يوجد موقف محدد، لكن صعوبة التواصل أحياناً مع أبناء الجاليات العربية وزملاء الدراسة كانت واضحة، ولفتت الانتباه أيضا بالنسبة للمغتربين داخل الدول العربية نفسها».
ويشير إلى أنه من خلال احتكاكهم بالطلاب المبتعثين لاحظ صعوبة اللهجات المغاربية بالنسبة لأهل المشرق العربي لتداخل بعض مصطلحات اللغة الفرنسية فيها كثيرا. وقد تصعب لهجة المشرق على أهل المغرب لعدم الاعتياد عليها. ويقول: «باعتقادنا أن اللهجة المصرية هي أسهل اللهجات؛ بسبب انتشار الأفلام والمسلسلات المصرية والتي تلقى إقبالا ومتابعة من قبل عدد كبير من العالم العربي».
ورغم انطلاقها بدافع عفوي لتيسير التفاهم بين الطلاب العرب، لكن تعتبر الخطوة التي قام بها هيثم ومحمد هامة في إطار السباق العالمي لتوثيق كل ما هو إنساني في سياق رقمي؛ خاصة أن في الكثير من الدول العربية ومن بينها مصر يوجد لدى سكان كل محافظة لهجة عامية ومصطلحات خاصة بهم. ويمكن الاطلاع أو المشاركة في التدوين عبر الموقع:
https://3amyah.com/
6:37 دقيقة
موقع «عامية»... تدوين جماعي لفك طلاسم لغة الشارع
https://aawsat.com/home/article/933871/%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%C2%AB%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D8%AA%D8%AF%D9%88%D9%8A%D9%86-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%84%D9%81%D9%83-%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9
موقع «عامية»... تدوين جماعي لفك طلاسم لغة الشارع
أسسه الأخوان هيثم ومحمد لتسهيل التفاهم بين الطلاب المبتعثين
- القاهرة: داليا عاصم
- القاهرة: داليا عاصم
موقع «عامية»... تدوين جماعي لفك طلاسم لغة الشارع
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة