التراويح ومكبرات الصوت... جدل يتجدد سنوياً في مصر

وزير الأوقاف أكد أن القرار «ليس بجديد»

مصلون في مسجد عمرو بن العاص في القاهرة (رويترز)
مصلون في مسجد عمرو بن العاص في القاهرة (رويترز)
TT

التراويح ومكبرات الصوت... جدل يتجدد سنوياً في مصر

مصلون في مسجد عمرو بن العاص في القاهرة (رويترز)
مصلون في مسجد عمرو بن العاص في القاهرة (رويترز)

جدد منع وزارة الأوقاف المصرية استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، الجدل السنوي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال وكيل وزارة الأوقاف الدكتور جابر طايع إن كل المساجد في أنحاء الجمهورية ستقام بها صلاة التراويح دون استخدام مكبرات الصوت الخارجية، معتبراً ذلك «إجراء تنظيمياً».
وأوضح طايع في تصريحات تلفزيونية أن قرار منع مكبرات الصوت يأتي «منعاً للشوشرة وتداخل الأصوات بين المساجد والزوايا وحتى لا يؤثر الصوت على تركيز الطلاب أثناء المذاكرة».
لكن القرار، وكما هو الحال في الفترة ذاتها من كل عام، أثار استياء كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تساءلوا كيف سيؤدي المصلون خارج المساجد الصلاة في ظل عدم استخدام مكبرات الصوت، علماً أن كثيراً من المساجد تكتظ بالمصلين في شهر رمضان لأداء التراويح، ما يدفع البعض للصلاة في الخارج.
ومن بين المنتقدين لقرار الأوقاف، أحمد حسن القائد السابق للمنتخب المصري لكرة القدم وعميد لاعبي العالم، الذي كتب عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»: «بعد منع وزير الأوقاف لمكبرات الصوت في صلاة التراويح، الناس خارج المسجد هتصلي إزاي؟».
وتساءل المستخدم أحمد العماوي على «فيسبوك»: «لماذا تُمنَع مكبرات الصوت في صلاة التراويح ويُسمَح بها في الأفراح وسرادقات العزاء وغير ذلك؟».
فيما قال مستخدم آخر: «مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح هي التي تشعرنا بشهر رمضان الكريم».
ولاحقاً أصدرت وزارة الأوقاف بياناً بشأن القرارات المنظمة للعمل خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أنها «أعدت خطة دعوية شاملة وغير مسبوقة خلال الشهر الكريم سواء من حيث القوافل والندوات والدروس والملتقيات الفكرية أم من حيث تنظيم معارض الكتب، وتنظيم صلاة التراويح وصلاة التهجد والاعتكاف ومصليات العيد».
وأوضحت الوزارة على موقعها الرسمي أن «سائر القرارات التنظيمية ومنها ما يتصل بقصر مكبرات الصوت على الأذان وخطبة الجمعة، مع الاكتفاء بالسماعات الداخلية خلال صلاة التراويح، وما تقتضيه الضرورة من السماعات الخارجية حال عدم اتساع المسجد للمصلين واضطرار بعضهم للصلاة خارجه، وعلى أن يكون ذلك على قدر الضرورة، ومن خلال التنسيق والاعتماد المسبق من الإدارات والمديريات والقطاع الديني حتى لا يخرج الأمر عن مقاصده الشرعية».
واختتمت الوزارة: «رسالتنا هي تيسير العبادة لا حصول المشقة فيها، مع عدم السماح لأي جماعة أو فكر متشدد باختراق العمل الدعوي في الشهر الفضيل».
في المقابل، رأى البعض أن القرار لا يعيق إقامة شعائر الصلاة، خصوصاً أنه أخذ في الاعتبار إمكانية وجود مصلين في خارج المسجد، ومن ثم يمكن استخدام مكبرات الصوت في هذه الحالة.
وفي السياق ذاته، صرح وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة بأن قرار منع استخدام مكبرات الصوت خلال أداء صلاة التراويح منذ عشرات السنين.
وقال في لقاء اليوم (الجمعة) إن القرار لم يصدر في عهد الوزارة الحالية برئاسته، مشيراً إلى أن المنع يلزم الأئمة باستخدام المكبرات الداخلية فقط. وأضاف: «لم ترد شكوى واحدة للوزارة بشأن منع استخدام المكبرات بل الشكاوى الواردة دائماً من ارتفاع أصوات المكبرات وليس بسبب الآذان أو تلاوة القرآن».
ولفت الوزير إلى أن بعض المساجد تستخدم المكبرات بطريقة غير مناسبة في ظل استذكار بعض الطلاب لدروسهم استعداداً للامتحانات.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.