الاستعداد للمستقبل الآلي... الخبراء يطرحون تصوراتهم

مستويات التعليم العالي الجيدة والمهارات الشخصية المعززة تؤمن التنافس مع الروبوتات

الاستعداد للمستقبل الآلي... الخبراء يطرحون تصوراتهم
TT

الاستعداد للمستقبل الآلي... الخبراء يطرحون تصوراتهم

الاستعداد للمستقبل الآلي... الخبراء يطرحون تصوراتهم

الاستجابة المنطقية المعروفة هي تعليم وتثقيف الناس بشكل مختلف، حتى يكونوا على استعداد للعمل جنباً إلى جنب مع الروبوتات للقيام بالأعمال التي تعجز عنها الماكينات. ولكن كيف يمكن القيام بذلك، وما إذا كان يمكن للتدريب التفوق على الأتمتة، لا تزال من الأسئلة المطروحة من دون جواب.
أجرى مركز «بيو» للدراسات مع جامعة إيلون مسحاً شمل 1408 أشخاص من الذين يعملون في التكنولوجيا والتعليم للإجابة عن تصوراتهم وعما إذا ما كانوا يعتقدون أن نظام التعليم الجديد سوف ينجح في العقد المقبل في تدريب العاملين بنجاح لمواجهة تحديات المستقبل. وجاء رد ثلثي ممن شملهم الاستطلاع بالإيجاب. وأجاب الثلث الباقي بالنفي.
وفيما يلي أسئلة تدور حول ما يحمله المستقبل للعاملين مع الإجابات التي اشتمل عليها استطلاع الرأي المذكور.
* كيف يمكن تدريب وتعليم الناس للاتساق مع العالم الآلي؟
- لا يزال الناس في حاجة لتعلم المزيد من المهارات، كما قال من شملهم الاستطلاع، ولكنهم سوف يقومون بذلك باستمرار أثناء حياتهم المهنية. وفي المدارس والكليات، فإن أهم ما يمكنهم تعلمه، هو كيفية التعلم ذاتها.
وفي الجامعات، كما كتبت أوتا روزمان أستاذة الاتصالات في جامعة فوين للعلوم التطبيقية في فيينا: «يتعلم الناس كيفية التعامل مع الأشياء الجديدة، ويطرحون الأسئلة، ويعثرون على الإجابات، ويتعاملون مع المواقف الجديدة. وكل هذا مطلوب لمواكبة التغيرات المستمرة في الحياة المهنية. والمهارات الخاصة المطلوبة لوظيفة معينة يتم التدرب عليها أثناء شغل الوظيفة نفسها.
وينبغي على الكليات والجامعات أيضاً تلقين الناس السمات التي لا يمكن للآلات حتى الآن محاكاتها بسهولة، مثل الإبداع، والتفكير النقدي، والذكاء العاطفي، والمقدرة على التكيف، والتعاون. وتكمن المشكلة، كما قال الكثيرون ممن شملهم الاستطلاع، في أن هذه الأمور ليست بالضرورة سهلة على التدريس والتعلم.
كتب ستاو بويد، المدير التنفيذي في شركة «الصوت الآخر» المعنية بإجراء الأبحاث حول الاقتصاد الجديد: «إن الكثير من المهارات التي سوف نحتاج إليها هي أشبه ما تكون بالخصائص والسمات الشخصية، مثل الفضول، أو المهارات الاجتماعية التي تتطلب درجة معقولة من التمازج الثقافي.
* هل يمكن تغيير التعليم بالسرعة الكافية للتفوق على الآلات؟
- أفاد نحو ثلثي من شملهم الاستطلاع أنه يمكن القيام بذلك خلال السنوات العشر المقبلة، واعتقد الثلث الباقي أن إصلاح التعليم يستغرق الكثير من الوقت، والمال، والإرادة السياسية، وأن الأتمتة تسير بوتيرة سريعة للغاية.
كتبت دانا بويد، الباحثة الرئيسية في «مايكروسوفت» للأبحاث ومؤسسة شركة «البيانات والمجتمع» البحثية: «لدي إيمان عميق في المقدرة على تحديد الثغرات الوظيفية وتطوير الأدوات التعليمية للتعامل مع، وتجسير، هذه الثغرات. وليس لدي أدنى قدر من الثقة في وجود الإرادة السياسية للتعامل مع العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤسس للتدريب على المهارات».
وكتب أندرو والز، نائب الرئيس في شركة «غارتنر» يقول: «إذا منعنا التقدم العلمي في علوم الأعصاب التي تمكننا من تضمين المعارف والمهارات على نحو مباشر في أنسجة المخ وتشكيلات العضلات فلن نشهد أبدا تلك القفزة النوعية المطلوبة في قدراتنا على تنمية مهارات الناس».
* الشهادات الجامعية
* هل سوف تظل الدرجات الجامعية على نفس القدر من الأهمية في المستقبل؟
- إن الكليات ذات قيمة كبيرة أكثر من أي وقت مضى، كما تشير الأبحاث. فإن الوظائف التي لا تزال بمنأى حتى الآن عن الأتمتة تتطلب مستويات جيدة من التعليم العالي، فضلاً عن المهارات الشخصية المعززة من خلال التعايش اليومي مع الطلاب الآخرين.
يقول فرانك إيلافسكي، محلل البيانات والسياسات لدى شركة «أكيومن» المعنية بالأبحاث السياسية: «إن الأجساد البشرية القريبة للغاية من غيرها من الأجساد البشرية تعمل على تحفيز الشفقة، والتعاطف، والضعف، والذكاء العاطفي الاجتماعي».
ولكن الكثير ممن شملهم الاستطلاع يقولون إن الدرجات الجامعية ليست كافية - أو ليست هي الخيار الأفضل على الدوام، ولا سيما مع اعتبار معامل الأسعار. ويتوقع كثير منهم المزيد من التركيز على الشهادات أو الشارات، والتي يتم الحصول عليها من خلال الدورات المختلفة عبر الإنترنت أو ورش العمل المختلفة، حتى بالنسبة لأصحاب الدرجات الجامعية.
ومن السمات المحتملة بالنسبة لهيئة التدريس في الجامعات المرموقة، كما يقول ديفيد كارغر أستاذ علوم الحواسيب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن يتجهوا للتدريس عبر الإنترنت وأن تتجه جامعات المستوى الأوسط إلى «أن تتألف بالكامل من كوادر المدرسين المساعدين الذين يوفرون الدعم التعليمي للطلاب».
ومن شأن أرباب الأعمال أن يضيفوا المزيد من القيمة للتعلم أثناء العمل، كما قال كثير ممن شملهم الاستطلاع، مثل التلمذة المهنية أو التدريب حسب الحاجة والطلب في أماكن العمل. حيث أصبحت محافظ الأعمال أكثر قيمة وأهمية من السير المهنية.
وبما أن السير المهنية تتمتع بعرض صورة ثنائية الأبعاد للتعبير عن مجموعة المهارات لدى الفرد، كما كتبت ميريل كريغار، المتخصصة في الأمور المهنية لدى جامعة مونتانا، والتي أردفت تقول: «إن المواد ثلاثية الأبعاد - وهي في جوهرها، سابقات الأعمال التي تعكس الخبرات - سوف تكون العاكس الأول والمهم للمهارات الحقيقة التي يكتسبها الفرد».
* العاملون والروبوت
* ما الذي ينبغي على الموظفين والعمال الآن فعله للاستعداد للمستقبل المقبل؟
- أعتبر أن مداومة التعلم هي جزء مهم من توصيفك الوظيفي، كما قال كثير ممن شكلهم الاستطلاع - تعلم المزيد من المهارات الجديدة أثناء العمل، وتقدم إلى مختلف الدورات التدريبية، وعلم نفسك بنفسك المهارات الجديدة.
مع التركيز على كيفية تنفيذ المهام التي لا تزال تتطلب التدخل البشري، كما قالت جوديث دوناث من مركز «بيركمان كلاين للإنترنت والمجتمع» التابع لجامعة هارفارد: «التدريس وتوفير الرعاية، والبناء والإصلاح، والبحث والتقييم».
تكمن المشكلة في أنه ليس الجميع على استعداد فوري لخوض غمار التعلم المستقل، والذي يتطلب الكثير من الدوافع والانضباط. والناس المناسبون لذلك هم في غالب الأمر من الخلفيات الموسرة، من أصحاب التعليم الجيد والآباء الداعمين، كما قالت بيث كورزو دوشارد، مؤرخة وسائل الإعلام في كلية موهلنبرغ: «حقيقة أن الحاجة إلى درجة عالية من التوجيه الذاتي في قوة العمل الجديدة تعني أنه سوف يتم تكرار الهياكل الحالية من عدم المساواة في المستقبل القريب».
* حتى وإن فعلنا كل هذه الأشياء، فهل سوف تكون هناك وظائف كافية؟
قال جوناثان غرودين، كبير الباحثين لدى مايكروسوفت، إنه يشعر بالتفاؤل حول مستقبل العمل طالما أن الناس يواصلون تعلم المهارات التكنولوجية: «إن الناس هم من سوف يخلقون الوظائف في المستقبل، وليس مجرد التدريب لأجل هذه الوظائف، ولا تزال التكنولوجيا تحتل مركزاً مهماً في سوق العمل».
ولكن ثلث من شملهم الاستطلاع كانوا يشعرون بالتشاؤم حول مستقبل إصلاح التعليم وقالوا إنه لن يكون مهماً إن لم تكن هناك وظائف يتدربون لأجل الحصول عليها.
يقول ناثانيال برونستاين، كبير العلماء في شركة «مايمكاست» للبريد الإلكتروني: «من المحتمل لوظائف المستقبل أن تقوم بها الآلات والروبوتات. ولا يدور السؤال حول كيفية تدريب الناس للحصول على وظائف غير موجودة بالأساس. ولكن كيفية تقاسم الثروات في العالم الذي لا نحتاج فيه إلى كثير من الناس في العمل».

* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.