بعد تقارير عن انهيار صحي جماعي وحالات إغماء متتالية، طلبت السلطة الفلسطينية نقل جميع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية إلى المستشفيات. أتى ذلك وسط تسريبات عن مفاوضات تجري خارج السجون في محاولة للوصول إلى اتفاق ينهي إضرابهم.
ودعا عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى نقل كافة الأسرى المضربين عن الطعام، إلى المستشفيات حتى يكونوا تحت الرعاية الطبية والمراقبة من قبل أطباء الصليب الأحمر الدولي.
وقال قراقع في خيم تضامنية مع الأسرى في الضفة الغربية: «يُفترض وفق القانون أن ينقل جميع الأسرى إلى المستشفيات، وألا يبقوا في زنازين عزل جماعي وانفرادي وفي ظروف لا إنسانية يتعرضون للقمع والضغوطات التي أدت إلى تدهور خطير على أوضاعهم الصحية». وأضاف: «نؤكد أن ثمة حالة انهيار صحي جماعي دخل فيها الأسرى المضربون، بسبب استهتار إسرائيل بصحتهم وحياتهم واستمرار رفضها التجاوب مع مطالبهم الإنسانية العادلة وعدم إجراء مفاوضات حول هذه المطالب مع قادة الإضراب».
وطالب قراقع منظمة الصليب الأحمر الدولي بإصدار تقرير مفصل حول الظروف الصحية التي يمر بها الأسرى في السجون، واتخاذ إجراءات سريعة لحمايتهم صحياً ومراقبة المعاملة الإسرائيلية معهم، والعمل على وقف الإجراءات التعسفية بحقهم. وجاء طلب نقل الأسرى إلى المستشفيات، بعد تقارير فلسطينية رسمية عن حالات إغماء متتالية بين صفوف الأسرى المضربين. وقالت لجنة الإضراب إن محامين تحققوا من حالات إغماءات في سجن «نفحة»، وآخرين يتقيأون الدم، وذلك بعد مرور (28) يوماً على الإضراب عن الطعام.
وأضافت اللجنة في بيان: «إن محامي نادي الأسير تمكن من زيارة الأسيرين المضربين محمد الغول، ويحيى إبراهيم وكلاهما من محافظة طولكرم. ونقل عنهما أن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين تزداد خطورة مع مرور الوقت حيث نقص من أوزانهم 20 كغم».
وأضاف: «إن 90 في المائة من الأسرى المضربين في سجن (نفحة) وصلت أوضاعهم الصحية إلى مرحلة صعبة، وما تقوم به إدارة السجن في حال تعرض أحدهم للإغماء هو نقله إلى ما سمته المستشفى الميداني مع العلم أنه لا يرقى إلى أن يُسمى بالعيادة، وهناك لا يقدموا أي نوع من العلاج».
وترفض إسرائيل حتى الآن التفاوض مع الأسرى وسط دعوات مسؤولين بتركهم يموتون من الجوع. لكن تجري إسرائيل كما يبدو مفاوضات مع السلطة الفلسطينية خارج السجون.
وقالت مصادر فلسطينية إن حسين الشيخ رئيس هيئة الشؤون المدنية يجري مفاوضات مع الإسرائيليين لتجنب أي تدهور على الموقف، ومن أجل الوصول إلى اتفاق يشارك فيه قادة الإضراب في السجون. وكان رئيس الوزراء رامي الحمدالله، لمح إلى مثل هذه المفاوضات بإعلانه أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وافقت من حيث المبدأ على السماح للصليب الأحمر بزيارة ثانية للأسرى المضربين عن الطعام، مؤكدا أن حسين الشيخ مكلف من الرئيس بمتابعة أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام. وأضاف: «حسين الشيخ، يواصل جهوده ومساعيه مع مختلف الأطراف لإنصاف الأسرى وتحقيق مطالبهم الإنسانية والمشروعة»، وتحدث الحمدالله عن الموافقة على زيارة ثانية للصليب الأحمر، قائلا إنها «جاءت بعد الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية من أجل انتزاع حقوق الأسرى المشروعة في سجون الاحتلال، وبذل المزيد من الجهود للإفراج عنهم دون قيد أو شرط». وأوضح الحمدالله أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليماته لرئيس هيئة الشؤون المدنية، بمواصلة الجهود حتى تحقيق كافة مطالبهم العادلة.
وتسربت في اليومين الماضيين، معلومات أولية عن أن إدارة سجون الاحتلال اقترحت أن تجمع قادة الإضراب لعرض مطالبهم ومناقشتها لكن لم يتأكد الأمر حتى الأمس. وقال قراقع: «لا نعلم إن كانت إدارة السجون ستكون جدية في محادثاتها». وبحسب مصادر مطلعة كشفت لـ«الشرق الأوسط» أن جهات في الجانبين ترغب في الوصول إلى اتفاق ينهي الإضراب قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة في الـ22 من الشهر الحالي. ويزور ترمب القدس ولاحقا إلى بيت لحم في زيارة من شأنها دفع جهود عملية السلام مرة أخرى.
مفاوضات خارج السجون لإنهاء إضراب الأسرى قبيل زيارة ترمب
السلطة الفلسطينية تطلب نقل المضربين إلى المستشفيات بعد تقارير عن انهيار صحي عام
مفاوضات خارج السجون لإنهاء إضراب الأسرى قبيل زيارة ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة