ازدهار تنظيم المعارض بالسعودية... وإعادة البدلات تنعش القطاع

رئيس اللجنة الوطنية للمعارض: حصة الرياض 50 % من فعاليات البلاد

ازدهار تنظيم المعارض بالسعودية... وإعادة البدلات تنعش القطاع
TT

ازدهار تنظيم المعارض بالسعودية... وإعادة البدلات تنعش القطاع

ازدهار تنظيم المعارض بالسعودية... وإعادة البدلات تنعش القطاع

تشهد سوق تنظيم المعارض في السعودية انتعاشة كبيرة منذ بداية العام، يصفها عاملون في القطاع بأنها «غير مسبوقة»، إذ يبدو لافتا كثرة إقامة المعارض والفعاليات في مدن سعودية عدة، ودخول مستثمرين جدد إلى هذه الصناعة، معظمهم من فئة الشباب، بما يعزز التفاؤل بنمو القطاع، مع تأكيد مختصين أن القرار الملكي الأخير بإعادة البدلات إلى موظفي الدولة بدا أثره ملموسا في زيادة القوة الشرائية وازدهار المعارض والفعاليات التجارية.
وأكد حسين الفراج رئيس اللجنة الوطنية للمعارض والمؤتمرات بمجلس الغرف السعودية عضو اللجنة الإشرافية في البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، أن هذا الحراك ينسجم مع رؤية 2030 التي تتبناها البلاد. وتابع: «لا نغفل كذلك ابتكارات شركات ومؤسسات المعارض الوطنية في تلبية حاجة السوق في المعارض المتخصصة أو الاجتماعية أو الترفيهية وغيرها، ما أسهم برفع وتيرة الفعاليات».
وأضاف الفراج لـ«الشرق الأوسط»، أن تسهيلات البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات لها أثر ملموس أيضاً، والدعم المعنوي الممنوح من هذا البرنامج عزز من قوة ونشاط القطاع، متوقعاً أن يسهم القرار الملكي بإعادة البدلات إلى موظفي الدولة في رفع القوة الشرائية لهذه المعارض وزيادة الإقبال على منتجاتها المقدمة وبالتالي إنعاش القطاع.
ولفت إلى أن حصة مدينة الرياض من الفعاليات والمعارض تشكل نحو 50 في المائة من مجمل ما يقام في السعودية، وفق أحدث إحصائية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، كونها العاصمة وحاضنة المؤسسات والشركات الكبيرة والأجهزة الحكومية الرئيسية، مشيراً إلى أن جهات حكومية أدركت أهمية هذه الفعاليات في نشر المعرفة ورفع التبادل التجاري والتعريف بالفرص المتاحة سواء اقتصاديا أو تقنيا أو فنيا، مع إسهام الهيئة العامة للترفيه في ذلك.
واتفقت مع هذا الرأي ندى العادل مديرة مؤسسة (الانطلاق عاليا) لتنظيم المعارض في المنطقة الشرقية، التي تحدثت عن حراك كبير حدث في تنظيم المعارض نتيجة انطلاقة قوية لمشاريع شابة، فلم يعد الشاب أو الفتاة يركنون إلى وظيفة روتينية فقط، وهو ما يبشر بمرحلة اقتصادية مزدهرة.
وأضافت العادل لـ«الشرق الأوسط»، أن فتح المجال لإقامة الفعاليات والمعارض الخارجية، أعطى المجال لفتح باب التسوق والتعرف على المشاريع الجديدة.
ويمثل قطاع المعارض والمؤتمرات حيزا مهما في السوق السياحية بالمملكة، فباستثناء رحلات الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة، فإن إنفاق زوار المعارض والمؤتمرات يمثل أكثر من 20 في المائة من إجمالي السياحة في المملكة، وحضر أكثر من 3.5 مليون زائر المعارض والمؤتمرات عام 2012 بمعدلات إنفاق تجاوزت 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، وذلك حسب تقرير لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس). ويوجد في السعودية أكثر من 600 منشأة مهيأة للمعارض والمؤتمرات والاجتماعات، وأكثر من 1200 منظم معارض ومؤتمرات مرخص من وزارة التجارة والصناعة.
يأتي ذلك مع كون هذه الصناعة تتقاطع مع جميع القطاعات الاقتصادية، وتروج للصناعات الوطنية. ففي كندا؛ يبلغ عوائد صناعة الاجتماعات 32 مليار دولار وهي تمثل 2 في المائة من الناتج القومي ويعمل فيها أكثر من نصف مليون موظف، وذلك حسب تقرير المنظمة الدولية لمحترفي الاجتماعات. وفي أستراليا، والتي يبلغ عدد سكانها مثل عدد سكان السعودية تقريباً، تضخ صناعة الاجتماعات أكثر من 17 مليار دولار سنويا للاقتصاد الأسترالي ويعمل فيها أكثر من 200 ألف موظف، وذلك حسب تقرير مجلس فعاليات الأعمال الأسترالي.
ورغم أن هذا القطاع يشهد استقرارا عاما على المستوى الدولي، فإنه يشهد نموا ملحوظا، ومتصاعدا في منطقة الخليج العربي. ونظرا لأهمية قطاع المعارض والمؤتمرات في تنمية اقتصاد السعودية، أولت الحكومة هذا القطاع الاقتصادي اهتماما خاصا، ويعد قرار مجلس الوزراء رقم (246) وتاريخ 17 رجب 1434هـ بتحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني للمعارض والمؤتمرات دلالة على اهتمام الدولة بتنمية هذا القطاع الاقتصادي المهم، والذي يؤدي إلى الإسهام في تنويع القاعدة الاقتصادية، بهدف تقليص الاعتماد على النفط مورداً رئيسياً للاقتصاد الوطني.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.