جمعية «ابساد» تطلق «أيام التراث الوطني» للحفاظ على الجذور

تتضمن زيارات لمناطق لبنانية تتوزّع بين البقاع وعكّار والبترون

 بلدة القبيات
بلدة القبيات
TT

جمعية «ابساد» تطلق «أيام التراث الوطني» للحفاظ على الجذور

 بلدة القبيات
بلدة القبيات

منذ عام 1960 تعمل جمعية «ابساد» (لتشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان) من أجل التصدّي ووضع حدّ للتدهور الذي يطال التراث الوطني.
وأخذت الجمعية على عاتقها توعية الرأي العام والأجيال الصاعدة على قيم الهندسة المعمارية اللبنانية، وكذلك على أهمية المحافظة على كل ما يحمل في طياته هوية لبنان وتراثه.
ومن هذا المنطلق أعلنت الجمعية عن برنامجها للسنة الحالية الذي يحمل عنوان «أيام التراث الوطني»، ويشمل زيارات لعدد من المناطق اللبنانية تتوزّع بين البقاع وعكّار والبترون. هذا النشاط الذي اعتادت الجمعية المذكورة تنظيمه أكثر من مرة كلّ عام، يشاركها فيه كلّ من وزارة الثقافة وجمعية (فاكتوم فاوندايشن) الأوروبية.
وتهدف هذه الزيارات المفتوحة أمام الجميع مجانا، العمل على صيانة وترميم الأبنية القديمة التي ترتدي طابعا فنيا أو تاريخيا، مع مراعاة مفهوم تطور التنظيم المدني. كما تسعى من خلالها إلى الحفاظ على البيئة والمناظر الطبيعية وإقامة المساحات الخضراء في المدن والقرى.
ودأبت الجمعية في كلّ عام وبالتعاون مع بلديات مناطق لبنانية، اختيار معالم ومواقع قديمة بحاجة إلى الترميم وغير موجودة على خريطة لبنان السياحية. وهذا العام تنظّم «ابساد» ثلاث زيارات موزّعة على ثلاثة أيام (15 و17 و20) مايو (أيار) الحالي.
وتقول ريا الداعوق رئيسة جمعية «ابساد»: «هي زيارات اعتدنا القيام بها كلّ عام للكشف عن مواقع قديمة بحاجة إلى الترميم. أمّا المرحلة الثانية التي تليها فتكمن في تصوير تلك المواقع الأثرية بتقنية ثلاثية الأبعاد، لنحفظ من خلالها الهيكلية الأصلية لكلّ موقع في حال تعرّض إلى أي تشويه بفعل العوامل الطبيعية وما يشابهها. وهذه المهمّة ننوي أن نطوّرها لتصبح متوفّرة في لبنان في حين أنّنا نتعاون مع جمعية (فاكتوم فاوندايشن) حاليا لتنفيذها». وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إننا على يقين بأنّ شبابنا لديهم هذه الموهبة التصويرية وسنعمد على تأمين التقنيّة اللازمة لهم من الخارج ليستطيعوا تطبيقها في لبنان».
لماذا تقنية ثلاثية الأبعاد؟ توضح: «لأنها الأكثر فعالية لنقل تفاصيل طبيعة كلّ موقع مهما بلغ تاريخه».
ومن المقرر أن تبدأ هذه الزيارات مع رحلة إلى منطقة البترون في 15 الجاري تنطلق أسوة بغيرها في السادسة صباحا من أمام قصر ليندا سرسق في الأشرفية. وستشمل بلدة كفرحي - حلتا (مقر البطريرك الحويك) وبلدة آسيا التراثية (جولة في البيوت التراثية ومصانع الفخار)، وبيت شلالا للتمتع بمنظر الشلالات التي تحتضنها. وكذلك سيعرّج الزوّار على قرية دوما حيث تنظّم الجمعية جولة في أسواقها القديمة تشمل بيوتها التراثية.
أمّا الأربعاء الواقع في 17 الجاري، فقد حدّد لزيارة منطقة البقاع. ويتوجّه الزوّار خلاله إلى قرية نيحا حيث يستطلعون ثلاثة مواقع تراثية لثلاث قلاع تاريخية. ومن هناك ينتقلون إلى بلدة الفرزل حيث سيكتشفون مغاورها القديمة. وفي بلدة تربل التي ستكون بمثابة المحطة الثالثة لهم في هذا اليوم البقاعي بامتياز سيستمتعون بمشاهدة محتويات متحفها، وهو عبارة عن بيت قروي قديم لآل رامي، مبني من الطين والخشب والقصب والكلس، ويضمّ مجموعة أدوات قديمة استعملها الفلاح اللبناني عبر التاريخ.
ونصل إلى ختام «أيام التراث اللبناني» في 20 مايو الجاري الذي سيجري خلاله التوجّه إلى منطقة عكّار وبالتحديد إلى بلدتي القبيات وعندقت. وتعدّ هاتان البلدتان من الأماكن غير المعروفة كثيرا في لبنان، وتتضمنان معالم دينية قديمة إضافة إلى مصانع الحرير وكذلك (المتحف العلمي للطيور والفراشات)، حيث سيتعرّف زوّاره على أجناس متنوعة من الطيور والحيوانات وإلى مجموعة قيّمة من أعداد الفراشات المختلفة الأشكال والأنواع والألوان. ويقع هذا المتحف في مبنى المدرسة القديمة التابعة لدير الآباء الكرميليين في المنطقة.
وتشير ريا الداعوق إلى أنّ نشاطات الجمعية هذه السنة استهلّت بزيارة إلى المتحف الوطني اللبناني في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأنّها تنوي تنظيم رحلة إلى سرايا بعبدا في الأيام القليلة المقبلة. «نريد الإضاءة على التراث اللبناني بكلّ أشكاله ونعوّل على ترميم غالبيتها بفضل الجهات المتعاونة معنا كوزارة الثقافة». وتختم: «إننا على يقين بأنّ الدولة اللبنانية اليوم ممثلة برئيس مجلس وزرائها سعد الحريري ورئيس جمهوريتها ميشال عون، معنيان بشكل جدّي بهذا الموضوع ويوليانه اهتماما كبيرا. كما أنّ هذه الزيارات شجّعت عددا كبيرا من اللبنانيين على شراء بيوت ومنازل قديمة رغبة منهم في ترميمها كونها تشكّل عودة إلى جذورنا الحقيقية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.