تونس: تأجيل محاكمة علي السرياطي وعبد الله القلال في قضايا تعذيب

قيادي سابق في «النهضة» يحصل على ترخيص قانوني لحزب جديد

تونس: تأجيل محاكمة علي السرياطي وعبد الله القلال في قضايا تعذيب
TT

تونس: تأجيل محاكمة علي السرياطي وعبد الله القلال في قضايا تعذيب

تونس: تأجيل محاكمة علي السرياطي وعبد الله القلال في قضايا تعذيب

أرجأت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة أمس النظر في ثلاث قضايا تعذيب موجهة إلى عبد الله القلال وزير الداخلية الأسبق، وعلي السرياطي المدير العام للأمن الرئاسي الأسبق، والحبيب عمار، وزير الداخلية بدايات عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي بالإضافة إلى مجموعة من القيادات الأمنية، وذلك إلى الثاني من يوليو (تموز) المقبل.
وحضر عمار في حالة إفراج، فيما تغيب القلال والسرياطي عن جلسة المحكمة، بينما يوجد الرئيس السابق وعمر بن محمد، وهو قيادي أمني سابق، في حالة فرار.
وكان منطلق قضية التعذيب شكوى رفعها التونسي رشاد جعيدان وهو أستاذ جامعي سابق ينتمي إلى حركة النهضة، اتهم فيها القلال ومجموعة من القيادات الأمنية بتعذيبه، وتعرضه لشتى أنواع التنكيل والتعذيب خلال بداية حكم بن علي، واتهمهم بالضلوع في تعذيبه داخل أقبية وزارة الداخلية.
على صعيد متصل، قال سمير السرياطي نجل علي السرياطي، بأن والده سيغادر السجن يوم 21 مايو (أيار) الحالي. وقال في تصريح إعلامي بأن والده «بريء ولم يرتكب جرما في حق أي طرف»، على حد تعبيره.
ووجهت اتهامات لعلي السرياطي وعدة قيادات أمنية إبان الثورة بالوقوف وراء القناصة المتهمين بتصويب أسلحتهم إلى الشباب المحتج مما خلف عشرات القتلى.
بيد أن القضاء العسكري خفف يوم 13 أبريل (نيسان) الماضي معظم الأحكام المتعلقة بشهداء وجرحى الثورة التونسية إذ لم تتجاوز حدود الثلاث سنوات مما جعل معظم المتهمين ومن بينهم رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية السابق وعلي السرياطي ينتظرون الإفراج عنهم خلال هذه الأيام بعد انقضاء مدة محكوميتهم.
وخلفت تلك الأحكام غضبا عارما في صفوف عائلات شهداء وجرحى الثورة، وارتفعت مطالبات بتحويل الملفات القضائية من القضاء العسكري إلى القضاء المدني.
من ناحية أخرى، حصل حزب البناء الوطني، الذي يقوده رياض الشعيبي القيادي السابق في حركة النهضة على الترخيص القانوني مما يمكنه من النشاط السياسي الرسمي. وتقدمت منذ نحو شهرين، مجموعة من المناضلين السياسيين من اتجاهات سياسية متنوعة من بينهم الشعيبي، بطلب الحصول على الترخيص. وذكر بيان أصدره الحزب الناشئ بالمناسبة أن «حزب البناء الوطني حصل على الترخيص القانوني على أمل أن يساهم في إخراج البلاد مما تعيشه من صعوبات اقتصادية واجتماعية وسياسية».
وترأس الشعيبي لجنة الإعداد للمؤتمر التاسع لحركة النهضة الذي التأم في شهر يوليو 2012. إلا أنه قدم استقالته من الحركة احتجاجا على طريقة تعاطيها مع الحوار الوطني الذي أدى إلى خروجها من السلطة بداية السنة الحالية. واستقال الشعيبي كذلك من عضوية مجلس شورى حركة النهضة بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. كما انتقد الشعيبي منذ الصيف الماضي طريقة تعامل حركة النهضة مع الواقع السياسي خلال جلسات الحوار الوطني بين الترويكا والمعارضة، وقال: «إنها لم تحسن إدارة المرحلة السياسية وخضعت لضغوط التيارات اليسارية والليبرالية ولم تحسم في عدة ملفات سياسية».
وبعد الحصول على الترخيص القانوني، قال الشعيبي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب الذي أسسه سيراهن على الشباب وسيعمل على البحث عن موقع سياسي ضمن الخريطة السياسية قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في تونس قبل نهاية السنة الحالية.
وعن توجه الحزب السياسي، قال الشعيبي إنه سيكون «امتدادا لحركة الإصلاح التونسي وسيعبر عن الشخصية الوطنية وسيوجه جل أنشطته إلى شباب الثورة الذي سيكون عموده الفقري»، على حد قوله.
وبشأن الأسباب التي دعته إلى الانسلاخ عن حركة النهضة، وتشكيل حزب جديد، انتقد الشعيبي حركة النهضة وقال: إنها شاركت في التخلي التدريجي عن مطالب الثورة، وانتهجت طريقا بعيدا عن روحها.
وأشار إلى تهاون تحالف الترويكا بزعامة حركة النهضة في تفعيل العدالة الانتقالية وتحصين البلاد ضد مظاهر الفساد وكافة رموزه. وعلى هذا الأساس، استبعد الشعيبي تقارب حزبه الجديد مع حزب حركة النهضة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.