التحالف الدولي يساعد أربيل في توحيد «البيشمركة» وتطويرها

القوات الكردية أفشلت هجوماً نفذه 5 انتحاريين من «داعش» غرب كركوك

عناصر في {البيشمركة} يعاينون جثتي اثنين من الانتحاريين الخمسة الذين لقوا حتفهم خلال هجوم على معسكر قرب كركوك أمس (رويترز)
عناصر في {البيشمركة} يعاينون جثتي اثنين من الانتحاريين الخمسة الذين لقوا حتفهم خلال هجوم على معسكر قرب كركوك أمس (رويترز)
TT

التحالف الدولي يساعد أربيل في توحيد «البيشمركة» وتطويرها

عناصر في {البيشمركة} يعاينون جثتي اثنين من الانتحاريين الخمسة الذين لقوا حتفهم خلال هجوم على معسكر قرب كركوك أمس (رويترز)
عناصر في {البيشمركة} يعاينون جثتي اثنين من الانتحاريين الخمسة الذين لقوا حتفهم خلال هجوم على معسكر قرب كركوك أمس (رويترز)

يسعى فريق استشاري من وزارات الدفاع الأميركية والبريطانية والألمانية، وبالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان، إلى تشكيل قوة عسكرية موحدة ومتطورة لكردستان في صفوف قوات البيشمركة. من ناحية ثانية، تصدت قوات البيشمركة، أمس، لهجوم شنه مسلحون من «داعش» على مواقعها، قرب قاعدة «كي وان» العسكرية، غرب مدينة كركوك، وقضت على القوة المهاجمة بالكامل.
وجاء في بيان لحكومة إقليم كردستان، نُشر أمس على موقعها الرسمي، أنه «في إطار الخطوات المتواصلة لحكومة الإقليم للإصلاح في كل المجالات، اجتمع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، ونائبه قوباد طالباني، ووزير البيشمركة كريم سنجاري، والمسؤولين في قوات البيشمركة، مع فريق عسكري مختص ومشترك من وزارات الدفاع الأميركية والبريطانية والألمانية، لإجراء إصلاحات مهمة في وزارة البيشمركة».
وأشار البيان إلى أن الفريق سلم رئاسة حكومة الإقليم مشروعاً يتألف من 35 نقطة لتأسيس قوات عسكرية منظمة وموحدة ومتطورة في صفوف قوات البيشمركة مستقبلاً، مبيناً أن رئاسة حكومة الإقليم رحبت بالمشروع، وأكدت أنها ستطرح المشروع للبحث والمناقشة في اجتماع لمجلس الوزراء في كردستان للمصادقة عليه، ومن ثم رفعه إلى رئيس الإقليم لإصدار الأمر اللازم بشأنه.
بدوره، قال المدير العام للإعلام والثقافة في وزارة البيشمركة، العميد هلكورد حكمت، لـ«الشرق الأوسط»: «من أجل إعادة النظر في هيكلية وزارة البيشمركة، وإعداد وتدريب قوات البيشمركة تدريباً حديثاً متطوراً، والاهتمام بالصنوف العسكرية بشكل أكبر، أعدت لجنة مشتركة من التحالف الدولي ووزارة البيشمركة مشروعاً خاصاً بذلك»، لافتاً إلى أن اللجنة المشتركة طرحت من خلال المشروع إجراء تغييرات في المفاصل الأساسية لوزارة البيشمركة، خصوصاً في رئاسة الأركان والأمانة العامة في الوزارة. وأضاف: «سيدخل المشروع مجال التنفيذ مع إصدار الأمر بالموافقة عليه من قبل رئاسة كردستان ورئاسة حكومة الإقليم».
وتابع حكمت: «من أبرز نقاط المشروع توحيد ما تبقى من وحدات القوتين 80 و70 غير الموحدة (القوات التابعة للحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) في إطار وزارة البيشمركة»، مشيراً إلى أن التحالف الدولي متعاون وداعم لتنفيذ هذا المشروع.
وتمكنت حكومة الإقليم من توحيد 14 لواء عسكرياً من وحدات القوتين، في إطار وزارة البيشمركة، وتواصل العمل من أجل توحيد ما تبقى منها. وتخوض قوات البيشمركة من 3 أعوام، بتشكيلاتها كافة، معارك ضارية ضد مسلحي تنظيم داعش، حيث تمكنت في صيف 2014 من إيقاف التقدم العسكري لمسلحي التنظيم باتجاه كردستان، وشنت كثيراً من العمليات العسكرية الموسعة ضد التنظيم، التي أسفرت جميعها عن تحرير كل المناطق الكردستانية الواقعة خارج حدود الإقليم، التي احتلها «داعش» عام 2014 بعد سيطرته على الموصل. كما تمكنت البيشمركة من حماية مدينة كركوك على مدى السنوات الثلاث الماضية من مسلحي «داعش» الذين ما زالوا يشنون هجمات عسكرية عليها. ويقدم التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، منذ أغسطس (آب) حتى الآن الدعم الجوي لقوات البيشمركة والقوات العراقية في معاركها ضد التنظيم، كما تواصل تدريب وإعداد قوات البيشمركة في إطار الحرب ضد الإرهاب.
في غضون ذلك، تصدت البيشمركة، أمس، لهجوم شنه انغماسيون من «داعش» على معسكرها «كي وان»، غرب كركوك، الذي يوجد فيه مستشارون من التحالف الدولي. وقال قائد قوات شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك، العميد سرحد قادر، لـ«الشرق الأوسط»: «شن 5 إرهابيين كانوا يرتدون ملابس البيشمركة، حليقي اللحى، فجراً، هجوماً على قوات البيشمركة، غرب كركوك، واندلعت إثر الهجوم اشتباكات بين الجانبين، فجر خلالها اثنان من الإرهابيين نفسيهما، بينما قتلت البيشمركة الثلاثة الآخرين».
وأوضح قادر: «بعد انتهاء الهجوم، بدأت قواتنا عملية تفتيش وتمشيط واسعة للمنطقة، واكتشفنا الأماكن التي غير فيها هؤلاء الإرهابيون ملابسهم، ومكثوا فيها، وألقينا خلال عملية التفتيش القبض على اثنين من المشتبه بهم»، مؤكداً أن التنظيم تعرض إلى هزيمة كبيرة، لذا يسعى بين الحين والآخر لأن يستهدف بعض المناطق الاستراتيجية، محاولاً إثبات وجوده.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.