استقطبت الدورة الثانية لـ«منتدى الاستثمار الأخضر» في مدينة طانطان (جنوب المغرب) وفود أعمال عربية وأفريقية وأوروبية. وقال فاضل بنيعيش، رئيس جمعية «الموكار» المنظمة للمنتدى، وسفير المغرب لدى إسبانيا إن «هدف المنتدى الترويج للاستثمار في المناطق الصحراوية المغربية، بخاصة في منطقة طانطان التي تحتضن هذا المنتدى على هامش مهرجانها السنوي».
وأشار السفير بنيعيش إلى أن الدورة الحالية للمنتدى تمتاز عن الدورة السابقة بتقديم عروض استثمارية وبرامج محددة للمستثمرين، إضافة إلى تنظيم لقاءات ثنائية للمستثمرين المشاركين في المنتدى، والتي ستسفر عن توقيع اتفاقيات وإطلاق مشاريع ملموسة.
وقال بنيعيش في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الدورة الأولى حاولنا التعريف بالمنطقة ومؤهلاتها. أما في هذه الدورة، فقد اشتغلنا طوال السنة من أجل إعداد البرامج وإبراز العرض الاستثماري للمنطقة. وصادفنا تجاوبا قويا من طرف المستثمرين والشركاء. ويحضر معنا هذه الدورة وفد إماراتي كبير يضم مائتي شخصية، ووفود أعمال مهمة من فرنسا وإسبانيا وكاليدونيا الجديدة ومن عدة دول أفريقية».
وأوضح بنيعيش أن المخطط المغربي لتنمية المحافظات الصحراوية يتضمن استثمارات تناهز 7.5 مليار دولار، منها 1.1 مليار دولار موجهة لمنطقة طانطان وحدها، مشيرا إلى أن هذا المخطط التنموي معزز بسياسة إرادية من أجل تشجيع ودعم الاستثمار الخاص، الأمر الذي كان له أثر كبير في تحسين جاذبية المنطقة للاستثمارات.
وأضاف بنيعيش قائلا: «على مدى 13 سنة حاولنا من خلال تنظيم مهرجان طانطان أن نجعل منه مناسبة للالتقاء كعائلة من أجل الاحتفاء بالثقافة الحسانية الصحراوية وتثمينها، بتوجيه من الملك محمد السادس الذي شرفني برئاسة جمعية (الموكار). ومن خلال هذا المنتدى، أردنا أن نجعل من الموسم فرصة للترويج المجالي للاستثمار في المنطقة التي تزخر بمؤهلات سياحية، من خلال طبيعتها الخلابة التي تزاوج بين الصحراء والبحر ومصبات كثير من الأودية، إضافة إلى مؤهلات المنطقة في مجال الفلاحة والصيد البحري والطاقات المتجددة».
حضر حفل افتتاح «منتدى الاستثمار الأخضر» الذي نظم في طانطان على هامش المهرجان السنوي الـ13 يوم السبت الماضي، زهاء 30 سفيرا أفريقيا بالمغرب، إضافة إلى سفراء فرنسا وإسبانيا والإمارات. وقال نيماكا إسماعيلا، سفير أفريقيا الوسطى، وعميد السفراء الأفارقة لدى المغرب: «مدينة طانطان لعبت تاريخيا دور حلقة وصل بين الشمال والجنوب، بوصفها مركزا تجاريا في طريق القوافل بين أوروبا وأفريقيا. وهي اليوم بصدد استرجاع هذا الدور بفضل مخططاتها التنموية ومشاريع البنيات التحتية الكبرى».
من جانبه، نوه محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقلیدیة والاقتصاد التضامني في المغرب، بالمؤهلات السياحية للمنطقة، غير أنه شدد على ضرورة أخذ الأثر البيئي للمشاريع بعين الاعتبار.
وقال ساجد: «عندما اطلعت على المشاريع السياحية الكبرى المبرمجة في هذه المنطقة، ورأيت ذلك العدد من الفنادق والفيلات والعمارات، قلت في نفسي ألا يشكل هذا الكم الهائل من الإسمنت ضررا بهذه المناظر الطبيعية الساحرة؟ وقررت إعادة النظر في هذه المشاريع من أجل ملاءمتها بشكل أفضل مع الوسط الطبيعي والمتطلبات البيئية». وأضاف: «من حسن الحظ أن إنجاز هذه المشاريع تأخر، لأن ذلك سيمكننا من إعادة النظر فيها وجعلها أكثر انسجاما مع البيئة وأكثر رفقا بها».
في السياق نفسه، أشار المهدي العلمي، مدير شركة «أوراسكوم» بالمغرب، صاحبة أضخم مشروع سياحي في طانطان، إلى أن الشركة أعادت فعلا النظر بشكل شامل في مشروع المحطة السياحية «واد شبيكة»، وألغت الشق المتعلق بإنشاء ملعب للغولف، وأعادت إنجاز دراسة الواقع البيئي للمشروع، إضافة إلى إدخال السكان المحليين وأخذ رأيهم بعين الاعتبار في المشروع السياحي الضخم مند البداية.
وأوضح العلمي أن المنطقة تتوفر على مؤهلات فريدة وميزات تنافسية قوية، ذكر منها على الخصوص الموقع الجغرافي ومناخها الذي يتيح برمجتها على طول السنة في أجندات شركات السياحة والأسفار، إضافة إلى قربها من جزيرة لاس بالماس التي تعرف زخما سياحيا كبيرا. غير أنه وجه دعوة للحكومة المغربية لتطوير النقل العمومي والنقل بين مدن المنطقة، كما دعا إلى الرفع من قدرات التجهيزات الصحية.
من جهته، أشار يوسف اتركين، مدير المركز الجهوي للاستثمار في المنطقة، إلى أن جهة طانطان عرفت معدل نمو اقتصادي بنحو 15.4 في المائة، الشيء الذي يعد مؤشرا على ديناميكية المنطقة وجاذبيتها للاستثمار. وقال اتركين إن منطقة طانطان بها 4 مناطق صناعية، وتضم كثيرا من الوحدات الصناعية المرتبطة بتحويل منتجات البحر، مشيرا إلى أن إنتاج الصيد البحري بالمنطقة يناهز مائة ألف طن. وفي المجال الزراعي، أشار اتركين إلى أن طانطان أصبحت أول منطقة لإنتاج الصبار في المغرب؛ إذ بلغت المساحات المغروسة بالصبار في المنطقة 85 ألف هكتار، بإنتاج بلغ 308 آلاف طن، مشيرا إلى أن الهكتار المغروس بالصبار يدر دخلا بقيمة 1.1 ألف دولار، مقابل دخل بقيمة 150 دولارا للهكتار المزروع بالحبوب. كما أشار إلى أن المنطقة غنية أيضا بثروتها المعدنية من الذهب والفضة والنحاس والرصاص.
وشدد عبد الرحيم بن بوعيدة، رئيس الجهة، على ضرورة إحداث لجنة لتتبع تنفيذ توصيات «منتدى الاستثمار الأخضر». كما دعا جميع الشركاء والمتدخلين والمنتخبين والسلطات إلى وضع استراتيجية للعمل من أجل الترويج للمنطقة على مدار السنة، ومن أجل تقوية القطاع الخاص بالمنطقة وتحقيق استقلالها الاقتصادي.
«منتدى الاستثمار الأخضر» في طانطان المغربية يروج لمشاريع بقيمة 1.1 مليار دولار
كشف عن مؤهلات المنطقة بحضور وفود عربية وأوروبية وأفريقية
«منتدى الاستثمار الأخضر» في طانطان المغربية يروج لمشاريع بقيمة 1.1 مليار دولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة