«نشوة الأعماق» يفتتح تظاهرة «تونس عاصمة الرقص»

ينتقد الواقع الاجتماعي المحلي بعد 2011

لوحة فنية راقصة من العمل
لوحة فنية راقصة من العمل
TT

«نشوة الأعماق» يفتتح تظاهرة «تونس عاصمة الرقص»

لوحة فنية راقصة من العمل
لوحة فنية راقصة من العمل

خلافا لما يوهم به عنوان العرض الكوريغرافي التونسي «نشوة الأعماق»، من إمكانية الاستلهام من عوالم المتصوفين للتعبير عن عمق الوجدان والشعور، فقد تطرق العمل إلى القضايا الاجتماعية التي يعيشها المجتمع التونسي الحالي، لذلك جاء ملاصقا لما تمر به مختلف الفئات الاجتماعية التونسية من تحولات غيّرت الكثير من سلوكهم وعاداتهم، ولم يشذ عن قاعدة نقد الواقع الاجتماعي في تونس بعد ثورة 2011.
«نشوة الأعماق» عمل فني للتونسية إيمان السماوي، وبه افتتحت الدورة 16 لتظاهرة تونس عاصمة الرقص التي تنظم في العاصمة التونسية من 3 مايو (أيار) الحالي إلى 7 منه.
العمل وتصميم الرقصات من إخراج السماوي، وأداء أعضاء فرقة المسرح الوطني الشاب، أمّا مشاركة اللوحات الفنية فكانت لعدد من الفنانين الشباب.
عبر حركات ورقصات الممثلين، يروي العمل «ظروف تحول الممثل، من نقطة الصفر، وطور انعدام المعنى إلى الطبقات العليا أي من السطح إلى الأعماق»، لذلك ترى بعينيك تلك الطاقة اللامرئية التي تمر بين الممثلين فتجعلهم «يفاجأون بالكشف عن تعقيد الواقع فيفضلون الغوص في الصمت عبر خيط غير مرئي يمر بهم إلى حالة غير استثنائية».
تطرّقت المخرجة السماوي في عملها الفنيّ، إلى عدة قضايا اجتماعية، على غرار تفشي ظاهرة العنف وانهيار القيم الأخلاقية وبروز مظاهر الحقد والكراهية بين التونسيين، والغياب التدريجي لقيم الحب والمودة بينهم.
وتعتبر مخرجة العمل في تصريحات إعلامية أنّ انهيار هذه القيم، يمكن تفسيره على حد قولها «بعمق الانقسام السياسي الذي شتت المجتمع وحوّل وحدته وتماسكه إلى صراع داخلي»، وهو ما ترجمته اللوحات التعبيرية الراقصة في «نشوة الأعماق».
ويتنافس في الدورة الجديدة لتظاهرة تونس عاصمة الرقص، 16 عملا كوريغرافيا راقصا، وتحتضن قاعة الحمراء وسط العاصمة عروض «عوج» لمحمد علي الشريف و«الفراغ» لهارون العياري و«ممكن» لقيس أبو لعراس و«انعدام التوازن» لأمال العويني و«توحشت» لثريا بوغانمي و«أولاد جلابة» لرشدي البلقاسمي بالإضافة إلى عرض «تحت الأرض» لوائل المرغني.
أمّا قاعة الفن الرابع بشارع باريس القريب من وسط العاصمة، فتفتح الستار أمام عروض «عمدة شو» لعماد جمعة و«وقت مستقطع» لأممية مناعي و«البياتة» لمروان الروين. وتحتضن قاعة العروض بالمعهد الفرنسي بتونس، أعمال «لا نهاية» لفتحي الفارح و«صدفة» لعمر عباس و«هنا وهناك» لسيرين الدوس و«الحدود غير المرئية» لسهام بلخوجة، إلى جانب عرض «أصيل» لحسام الدين عاشوري.
وتؤكد سهام بلخوجة مديرة التظاهرة الثقافية الفنية على أنّ معظم الأعمال المشاركة في الدورة الجديدة ستقيّم بشكل محترف من قبل لجنة تحكيم مكونة من سبعة أعضاء من بينهم ثلاثة من تونس والبقية من دول أوروبية. وترى أنّ معظم الأعمال الفنية المشاركة، حديثة العهد على مستوى النص والإخراج، وهي تعرض أفكارا شبابية في غاية الأهمية، متجاوزة بذلك موضوع الرقص المجرد إلى التفكير بقوة في عدة مسائل إنسانية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.